سياسة

هكذا “سرق” البام 21 مقعدا برلمانيا من الأحزاب الأخرى

تساءل كثير من المتتبعين عن السر الذي جعل حزب الأصالة والمعاصرة يظفر بـ 102 من المقاعد في البرلمان الجديد بالرغم من عدم توفر الحزب على برنامج خارق أو شعبية متجذرة، حيث استطاع منذ تأسيسه سنة 2008 أن يظفر برئاسة عدة جماعات قروية كما كان قريبا من الحصول على الأغلبية خلال انتخابات 2012 البرلمانية لولا الربيع العربي الذي أجهض حلمه، ومكن حزب العدالة والتنمية من الفوز في انتخابات 2011 السابقة لأوانها وتشكيل أول حكومة بعد الدستور الجديد على إثر نتائجها.

ولفهم هذا السر، يمكن فقط تفحص “بروفيلات” الأسماء التي ترشحت باسم حزب الأصالة والمعاصرة أو رشحها هو في الانتخابات التشريعية ليوم 7 أكتوبر، حيث سنكتشف أن البام “سرق” أكثر من عشرين مقعد برلماني من مختلف الأحزاب سواء التي كانت في المعارضة أو الأغلبية، وهي الأسماء التي تعتبر “آلات انتخابية” يمكنها أن تحصد مقاعد بغض النظر عن الحزب الذي تتواجد به، هذا بالإضافة إلى اعتماده على كوكبة من رجال المال والأعمال الذين حققوا لحزب البام مقاعد إضافة.

وسنعرض من خلال هذه المادة أسماء الشخصيات التي كانت إلى عهد قريب أسماء قيادية بأحزاب في المعارضة أو الأغلبية، قبل أن يتمكن حزب البام من استقطابها إلى صفوفه في الساعات الأخيرة قبيل انطلاق الحملة الانتخابية وهو ما مكن من الحصول على أزيد من عشرين مقعد بفضل هؤلاء.

الحركة الشعبية

يعتبر حزب الحركة الشعبية من بين أكبر الأحزاب المتضررة من “هيمنة” حزب الأصالة والمعاصرة على باقي الأحزاب، حيث تمكن “البام” بفضل استقطابه لعدد من أعضاء حزب الحركة الشعبية من الظفر بسبعة مقاعد كان هؤلاء الأعضاء يتمكنون من الحصول عليها لفائدة حزب السنبلة.

ومن بين الأسماء التي استقطبها البام نجد سيدي محمد سالم الجماني منسق حزب الحركة الشعبية بمدينة العيون وهشام الهرامي عن دائرة سطات وسعيد الناصيري عن دائرة الدار البيضاء أنفا وجواد الناصيري عن دائرة زاكورة وعزيز اللبار عن دائرة فاس الشمالية وآمال بوكير عن دائرة العرائش وبدر التوامي عن دائرة واويزغت بجهة بني ملال.

حزب التجمع الوطني للأحرار

يأتي حزب التجمع الوطني للأحرار في المرتبة الثانية ضمن الأحزاب التي تضررت من وجود حزب الأصالة والمعاصرة في الساحة السياسية المغربية، حيث فقد الحزب 7 مقاعد بعد أن ترشح عدد من أعضائه باسم “البام” في الانتخابات التشريعية، ومن بينهم رئيس جماعة أكافاي باسم الأحرار عمر خفيف الذي ترشح في دائرة مراكش المنارة باسم البام.

كما التحق بحزب “البام” النائب البرلماني عن حزب الأحرار بطرفاية عبد الله بيلات، بالإضافة إلى محمد التويمي بنجلون عن دائرة الفداء مرس السلطان، ومحمد بوبكر عن دائرة أوسرد بجهة الداخلة، ومحمد سالم الجماني عن دائرة العيون، وعبدالله أبركي عن دائرة طانطان.

حزب الاستقلال

فقد حزب الاستقلال أربعة مقاعد أيضا بسبب حزب الأصالة والمعاصرة لعدد من أعضائه برسم انتخابات 7 أكتوير، من بينهم سعيد الضور الذي تمكن من الفوز بمقعد برلماني عن دائرة اشتوكة باسم البام، ومحمد كاريم عن دائرة آسفي ورضوان غانم عن ميدلت ومحمد برنيشي عن جرسيف.

الاتحاد الدستوري

لم يخرج حزب الاتحاد الدستوري عن القاعدة أيضا حيث انتزع منه حزب الأصالة والمعاصرة مقعدين، ويتعلق الأمر بعبد الحق الشفيق الذي تمكن من الفوز بدائرة “عين الشق”، حيث كان الأخير ضمن 16 برلمانيا الذين قدموا استقالتهم للمحكمة الدستورية تمهيدا لانتقالهم نحو حزب الأصالة والمعاصر، بالإضافة إلى محمد اجبيل الذي تمكن من الفوز بدائرة مولاي رشيد بالدار البيضاء.

حزب التنمية المستدامة

بالرغم من صغر هذا الحزب وعدم توفره على تاريخ عريق أو حاضنة شعبية مهمة، إلا أنه تمكن في الولاية البرلمانية السابقة من حصد مقعدين، وكان يعول على عائلة الشعبي بالقنيطرة والصويرة من حصد نفس المقاعد خلال هذه الولاية، إلا أن العكس هو الذي حصل حيث لم يستطع أن يحصل على أي مقعد برلماني خلال انتخابات 7 أكتوبر، بعد أن استطاع حزب “البام” أن يقنع كل من فوزي وأسماء الشعبي بالترشح باسمه، حيث تمكن الأول من الفوز بمقعد برلماني بدائرة القنيطرة فيما تمكنت أسماء من حصد مقعد لها بدائرة الصويرة.

الاتحاد الاشتراكي

لم يسلم أيضا حزب الاتحاد الاشتراكي من “السرقة” التي مارسها حزب الأصالة والمعاصرة على عدد من الأحزاب المغربية، حيث تمكن عدي بوعرفة من الظفر بمقعد باسم البام عن دائرة الرشيدية، بعدما سبق له أن ترشح وكيلا للائحة حزب الاتحاد الاشتراكي في الرباط برسم الانتخابات الجماعية ليوم 4 شتنبر.