منوعات

هل يمكن التنبؤ المسبق بالهزات الأرضية لتقليص حجم الكارثة ؟

بعد كل هزة أرضية تضرب إحدى مناطق العالم، تتبادر إلى الأذهان إمكانية التنبؤ بالزلازل بشكل استباقي لتقليص حجم الكارثة وإنقاذ العدد الكبير للقتلى والجرحى.

ويجمع العلماء والمختصون بعلم الزلال أنه على الرغم من التقدم العلمي والتكنولوجي الذي رافق هذا العلم في السنوات الماضية، إلا أنه من المستحيل، على حد تعبيرهم، التنبؤ بالموعد والمكان الدقيق لوقوع الزلازل.

صعوبة التنبؤ

ووفق دراسة لجامعة كولورادو الأمريكية فإن التحدي الذي يواجه العلماء للرصد المسبق بالزلازل هو أن طبيعة هذه الأخيرة لا يمكن التنبؤ بها؛ نظرا لسرعتها البالغة.

العالمان، روجر بيلهام من جامعة كولورادو وريبيكا بينديك من جامعة مونتانا، توقعا سنة 2018 أن العالم قد يشهد ارتفاعا في عدد الزلازل الكبرى، مؤكدام وجود علاقة واضحة بين سرعة دوران الأرض والنشاط الزلزالي العالمي كما أن التقلبات الطفيفة في سرعة دوران الأرض قد تكون كافية لإطلاق كميات هائلة من الطاقة تحت الأرض والتي من شأنها التسبب في زلازل.

ووفق “cnbc” فعدم وجود أي نمط واضح للزلازل يجعل من الصعب إنشاء تنبؤات موثوقة تشبه تقارير الطقس، مضيفة أن الزلازل تميل إلى الوقوع دون سابق إنذار، على الرغم من محاولات العلماء للتنبؤ بها من خلال قياس التحولات في الأصوات تحت السطحية والزيادات المحتملة في النشاط الزلزالي للمنطقة والتغيرات في سلوك الحيوانات، إلا أنهم لم يتمكنوا حتى الآن، وفق المصدر ذاته، من تحديد أي إشارات متسقة تشير إلى أن الزلزال وشيك الحدوث.

هيئة المسح الجيولوجي الأميركية طورت نظام إنذار مبكر يسمى “ShakeAlert” يكتشف وقت وقوع زلزال كبير في كاليفورنيا وأوريغون وواشنطن ثم يصدر تنبيهات إذاعية وتلفزيونية وخلوية تفيد بأن الزلزال الشديد وشيك، غير أن ذلك يتم قبل وقت قصير للغاية.

كما أوضح فيليب فيرنان الأستاذ والباحث في جامعة مونبلييه والمتخصّص في التكتونيات النشطة، أنه يستحيل علميا التنبؤ بالهزات الأرضية، مشيرا إلى أن العلماء يحاولون تقدير فترات التكرار اعتماداً على قوة الزلازل المختلفة؛ ولكن بعد ذلك يمكن أن يكون السلوك فوضويا.

وأشار فيرنان، في تصريحات لوكالة فرانس برس، أنه “قد يحدث زلزالان قويان في فترة قصيرة بنفس المنطقة، ومن ثم قد لا يحدث أي شيء لفترة طويلة”، للدلالة على صعوبة التنبؤ المسبق بالهزات الأرضية.

صور الفضاء

سبق لسيرغي بولينيتز كبير الباحثين في معهد الدراسات الفضائية في أكاديمية العلوم الروسية، أن أعلن أن علماء من بلاده والولايات المتحدة ابتكروا منظومة آلية لمراقبة نذر الزلازل عبر صور الفضاء.

وقال كبير الباحثين في تصريح لوكالة “نوفوستي”، “تم ابتكار منظومة آلية للتعرف على الحالات الشاذة بمساعدة الصور التي تلتقطها الأقمار الصناعية المناخية. ولكن لتحليل المعلومات لابد من هيئة مختصة منفصلة، غير موجودة في أي بلد من بلدان العالم في الوقت الحاضر”.

ووفقا له، كان علماء الاتحاد السوفيتي أول من لاحظ، الظواهر الشاذة في طبقة الأيونسفير فوق المناطق التي تعرضت إلى هزات أرضية ، بعد تحليلهم للمعلومات التي أرسلها القمر الصناعي Intercosmos-19 في الثمانينات من القرن الماضي.

ويضيف أن “هذه الظواهر الشاذة كانت تظهر قبل بضعة أيام من وقوع الزلازل. وارتباطا بالتوقيت اليومي والظروف الجيوفيزيائية الأخرى يمكن أن تكون إيجابية، وقد تم على ضوء ذلك ابتكار تكنولوجيا للتعرف آليا على الشواذ التي تظهر في طبقة الأيونسفير قبل الزلازل”.

ويضيف، لاحقا رصد العلماء ظهور شواذ حرارية في منطقة النشاط الزلزالي، وهذه أيضا يمكن رصدها من الفضاء. واستنادا إلى هذه المعلومات تمكن علماء من روسيا والولايات المتحدة من ابتكار نموذج فيزيائي للإنذار بقرب وقوع زلزال. وكذلك طريقة لاكتشافه من الصور الفضائية.

حدس الحيوانات

أظهرت نتائج دراسة نشرت نتائجها في دورية “فيزياء وكيمياء الأرض” الأمريكية أن للحيوانات “قدرة خارقة” على استشعار الزلازل قبل وقوعها وأنه يمكن الاستعانة بها إلى جانب شبكات الرصد الأخرى في إطار منظومة زهيدة التكلفة للكشف المبكر عن الزلازل.

وحسب الدراسة ذاتها فإن الحيوانات البرية لهم قدرة على التنبؤ بالزلازل قبل فترة من وقوعها، ما قد يتيح الاستعانة بالكاميرات التي ترصد السكنات والحركات في الدول المعرضة بصورة متكررة للهزات الأرضية وذلك في إطار منظومة زهيدة التكلفة للإنذار المبكر.

يشار إلى أن وزارة الداخلية، أعلنت، في حصيلة محينة، إلى حدود الساعة العاشرة من مساء أمس، أن عدد الوفيات الذي خلفته الهزة الأرضية قد ارتفع إلى 2012 شخصا، وعدد الجرحى 2059، حالة 1404منهم خطيرة.

ووفق بلاغ للوزارة فإن عدد الوفيات قد بلغ 1293 بإقليم الحوز، و452 بإقليم تارودانت، و41 بإقليم ورززات، و15 بعمالة مراكش.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *