حوارات، مجتمع

جبور يوضح شروط إعادة إعمار مناطق الزلزال ويرد على تنبؤات بحدوث تسونامي (الفيديو)

حدد ناصر جبور، مدير المعهد الوطني للجيوفيزياء، شروط إعادة إعمار وبناء المساكن المتضررة من الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز وخلف حوالي 3000 شهيد، داعيا إلى عدم بث الرعب لدى الساكنة عبر تجاهل توقعات عدد من العلماء.

وأكد جبور، في حوار مع جريدة “العمق”، أن إعادة إعمار المناطق المنكوبة ينبغي أن تتم بعد تجميع المعطيات المتعلقة بهذه الهزة الأرضية ومعرفة الفوالق النشيطة والأقل نشاط مع القيام بدراسات معمقة للابتعاد على الفوالق النشيطة عند إعادة البناء، مع التأكد من شدة الاهتزاز بين موقع وآخر والتأكد من نوعية التربة بتلك المناطق.

وبخصوص مميزات زلزال الحوز، أوضح جبور أن هذا الأخير، الذي ضرب بـ7 درجات على سلم ريتشر، كان الفالق أو الصدع المسبب به “صدعا كبيرا”، مضيفا أن هذا الزلزال أحدث رفعا للكتل الصخرية لجبال الأطلس وأضاف سنتيمترات في حدود 20 سنتيمترا في هذه المنطقة، كما أن منشأ هذه السلسلة الجبلية يذكرنا بتكرار للزلازل على مدى العصور الجيولوجية، على حد قوله.

وأشار المتحدث ذاته أن هذا الزلزال لم يكن متوقعا من حيث القوة لكن كان متوقعا من حيث المنطقة، لأن هذه الأخيرة معروفة بنسبة نشاط زلزالي متوسط، غير أنه نادر الحدوث بهذه القوة إذ قد يقع مرة كل ألف سنة أو أكثر وليس من بين الزلازل المتكررة في فترة قصيرة، مضيفا أنه يختلف قليلا عن الزلزال الذي ضرب مدينة أكادير سنة 1960.

وبخصوص الهزات الارتدادية التي تلت الهزة الأولى، أوضح الخبير ذاته أنها مجرد إعادة توزيع للضغط في القشرة الأرضية وستستمر بضعة أسابيع وستنتهي بهزات متباعدة في الزمن كما أن قوتها ستظل في انخفاض مستمر حتى لا يمكن الشعور بها بعد ذلك، ويدعى هذا الأمر بالأزمة الزلزالية كما يطلق على ذلك في علم الزلازل، يضيف جبور.

وحول تداعيات زلزال الحوز، أكد ناصر جبور أن هذا الزلزال العنيف حرض الانزلاقات الأرضية التي سيفوق عددها العشرات في مجموع تراب المناطق المنكوبة، إضافة إلى نضوب المياه الجوفية وظهور مصادر وينابيع مياه في مناطق أخرى، وهو الأمر الذي يفسر الضغط الحاصل في القشرة الأرضية، مشيرا إلى أن المياه الجوفية تبحث عن مصدر للخروج إلى سطح الأرض، مع خلخلة توازن السفوح الجبلية في كل المنطقة.

وشدد الخبير ذاته على أن توقع الهزات الأرضية مسبقا مبني على التوقعات والاحتمالات دون إمكانية تحديد موعد وتوقيت ومكان الهزة الأرضية بشكل دقيق، حيث تكاد هذه التوقعات لا تصل إلى 6 في المائة.

وعن أوجه الفرق بين زلزال الحوز وزلزال تركيا، أوضح جبور أن هذا الأخير كان على هامش التقارب بين الصفيحة العربية وصفيحة الأناضول، فيما كان زلزال المغرب داخل الصفيحة وهو الأمر الذي لا يتكرر إلا بعد عدة قرون.

وقلل جبور من أهمية التنبؤات التي تخرج بين الفينة والأخرى من قبل مجموعة من العلماء آخرهم العالم الهولندي فرانك هوغربيتس، معتبرا أن هذا الأخير لا يبني توقعاته على حقائق علمية وتغيب عنه مجموعة من المعطيات، لأننا لا نعرف، وفق تعبيره، حالة الضغط في القشرة الأرضية في أسفل المحيط الآن.

يشار إلى أن المعهد الوطني للجيوفيزياء تابع للمركز الوطني للبحث العلمي والتقني وتتمثل مهمته الرئيسية في المراقبة الزلزالية وإعلام المتدخلين في مجال المخاطر الزلزالية بكل هزة أرضية تحدث بالتراب الوطني أو في عرض البحر أو بالسواحل المجاورة، إضافة لإعطاء الإنذار المبكر بخصوص حصول موجات التسونامي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *