سياسة

في ضيافة التطواني.. أوزين يدعو لإطلاق “كرامة” ومأسسة التضامن وتخصيص وزارة للقرية والجبل

دعا الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، محمد أوزين، إلى إحداث وزارة خاصة بالقرية والجبل، وطالب بمأسسة العمل التضامني، كما حث الحكومة على التعجيل بإطلاق مدخول “كرامة”.

وفي لقاء نظمته مؤسسة الفقيه التطواني، الأربعاء، دعا أوزين إلى احداث وزارة منتدبة للعالم القروي والجبلي، مشيرا إلى أنه مطلب سابق لحزب الحركة الشعبية.

ونبه المتحدث إلى حاجة القرية والجبل للإنصاف، وهو ما كشف عنه زلزال الحوز، قائلا “نريد أن يلهمنا زلزال الحوز لنحدث زلزالا على مستوى البنى الفكرية بهزات ارتدادية تطور وتقوم السياسات العمومية الموجهة أساسا لتنمية المناطق القروية وفق منظور التمييز المجالي الإيجابي”.

وأضاف أن عددا من البرامج وصلت للقرية، على الرغم من أنها ليست كافية، “لكن الجبل لم يصله شيء وهو محسوب على القرية، فكل المجهود ظل محصورا على القرية”، مشددا على أن هناك فرق بين القرية والجبل.

وأشار إلى أن حزبه تقدم بمقترح قانون للجبل قبل عقود، دون أن يتمكن من ترجمته إلى قانون على الرغم من مشاركته في عدد من الحكومات، مشيرا إلى أن سكان الجبل يلزمهم تعامل خاص، واستدرك بأن هناك حاجة إلى إرادة سياسية لإعادة النظر في التوجهات الكبرى.

وخلال كلمة في بداية اللقاء، أشار رئيس مؤسسة الفقيه التطواني، أبو بكر الفقيه التطواني إلى أن زلزال الحوز سلط الضوء على أوضاع سكان القرى والجبال، وساءل المخططات التنموية الموجهة لمناطق المغرب العميق، وأعاد إلى الواجهة موضوع العدالة المجالية والمغرب النافع وغير النافع.

الأمين العام لحزب الحركة الشعبية اعتبر أن زلزال الحوز ينطوي على فرصة يجب استثمارها، “يجب أن يصبح المغرب بعد الزلزال مختلفا عما كان عليه قبله”.

في سياق متصل، دعا المتحدث إلى مأسسة التضامن، عبر إحداث آلية مؤسساتية موحدة للدعم الاجتماعي، “اليوم لدينا أكثر من 100 برنامج دعم اجتماعي مشتتة على القطاعات الحكومية والمؤسسات والجماعات”.

واسترسل أوزين “أصبح لزاما توجيهها وتوحيدها عبر خلق صندوق دائم للتضامن تساهم فيه المقاولات والفاعلين الاقتصايين والمحسنين، حتى لا يبقى التضامن ظرفيا تمليه النكبات والمآسي”.

كما دعا الى تفعيل صندوق الكوارث الطبيعية لتعويض المتضررين من الزلزال، مستدركا “لكن حسب القانون يجب أن تعلن الحكومة المنطقة منكوبة”، وحث على توحيد الصناديق الموجهة للعالم القروي، لتفادي غياب الالتقائية.

وعلاقة بزلزال الحوز، دعا أوزين الحكومة إلى التعجيل بإطلاق مدخول كرامة، قائلا إنه أصبح حلا من الحلول وأولوية، “ولو عبر استهداف المتضررين من الزلزال كمرحلة أولى، في ظل وجود أرامل ومسنين توفي معيلوهم بعد الزلزال”. ودعا أيضا إلى التفكير في توجيه برنامج أوراش للمناطق المتضررة من الزلزال.

وطالب بإعادة النظر في التوجهات الكبرى والتركيز على العدالة المجالية، “لا نريد مغربا بسرعتين”، مضيفا أننا “نحتاج عشرين سنة لتقليص الفوارق المجالية بـ50 في المائة في ظل النموذج التنموي الحالي”.

وبخصوص الضجة التي أثيرت حول عدم قبول المغرب لعدد من عروض المساعدة الدولية لإنقاذ ضحايا الزلزال، خصوصا العرض الفرنسي، قال أوزين إن الأمر يتعلق بـ”زوبعة في فنجان”.

وأشار إلى أن عدد من الدول قدمت مساعداتها للمملكة والملك شكرها في برقيات، مضيفا أن المغرب راكم تجربة في تدبير الكوارث، بمعنى أن هناك تقييم للحاجيات، “ففي تركيا وقع مشكل تجنبه المغرب؛ جاءت المساعدات من كل مكان وهو ما أعطى نتائج عكسية”.

وتحدث عن ردود فعل غير مفهومة بعد عدم قبول عروض مساعدات، في إشارة لفرنسا، “هناك من يريد أن يقدم دعما ويتخذ موقفا من عدم قبولها، بمعنى أنه أقدم على الخطوة بخلفية وتصرفه غير بريء”.

والطامة الكبرى، بحسب أوزين، هي مخاطبة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمغاربة، “وهذا خروج على اللياقة والأعراف الدبلوماسية.. فمن أنت حتى تخاطب المغاربة؟ (كاين مول الدار هضر مع مول الدار ولا عطينا التيساع)”.

وبخصوص “غياب” السياسيين ميدانيا في التضامن مع زلزال الحوز، قال أوزين “حسنا فعلت الدولة بإغلاق الباب على السياسيين والبرلمانيين من خلال التدخل الملكي.. ليس وقت المزايدات السياسية، نحن مغاربة وانتهت الألوان السياسية في التضامن”.

وأشار إلى أن حزبه منع منتخبيه من خارج مناطق الزلزال من الذهاب للأقاليم المتضررة، باستثناء المنتخبين المحلييين، قائلا إنهم كسياسيين اختبؤوا وراء الجمعيات.، فأغلب المنتخبين قدموا مساهمات مالية”، متسائلا “اش غيمشي يدير السياسي يمشي يدير الزجام؟”.

وفيما يتعلق بالحياة الحزبية الداخلية، قال أوزين إنه بعد توليه لرئاسة “السنبلة”، واجه توقفا في الدينامية التي أراد إطلاقها فيما يخص إعادة الهيكلة بسبب غياب الدعم المالي للدولة، بسبب خطأ سبق للحزب أن ارتكبه.

ونفى وجود تصدع في صفوف المعارضة، لأن “التحالف يكون بين الأغلبية أما المعارضة فقد وجدنا أنفسنا فيها وقررنا توحيد صفوفنا، لكننا بمرجعيات مختلفة لذلك نتفق على أشياء ونختلف في أمور كثيرة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *