منتدى العمق

مطرح كبير للنفايات على باب زاوية سيدي احمد بن ناصر الدرعي

في سابقة من نوعها تفاجأ سكان منطقة بلدة تمتك وتامكروت مقر الزاوية الناصرية؛ بعمالة زاكورة؛ بإقبال السلطات المحلية على إقامة المطرح الكبير للنفايات (مزبلة) بجوار الضريح الذي يضم رفاة الولي الصالح سدي أحمد بن الناصر؛ وبجواره الولي الصالح مولاي أحمد بن العربي.

في وقت تتوفر فيه المنطقة على أراضي شاسعة وبعيدة عن السكان وعن الإرث الروحي لدرعة المتمثل في جزء كبير منه في الزاوية الناصرية وإرثها الثقافي والحضاري؛ فمن المعروف عند الجميع بكون الزاوية الناصرية وجهة سياحية من نوع السياحة الروحية والعلمية في المنطقة؛ إذ تتوفر على ضريح الولي الصالح سدي أحمد بن الناصر الملقب في التاريخ بجامع الكتب؛ فالزاوية الناصرية إلى الآن تتوفر على خزانة نفيسة وذات قيمة تجمع بين مختلف المخطوطات العلمية فضلا على الإرث الروحي الخلاق.

الغريب أن المكان المفترض أن يقام فيه مطرح النفايات (المزبلة) يبعد بثلاث كلومترات عن باب ضريح سدي أحمد بن الناصر بتامكروت؛ ويبعد بثلاث كلومترات عن ضريح مولاي احمد بن العربي بتمتك؛ وقد عبرت الساكنة في مختلف دواوير المنطقة عن استنكارها لهذا الوضع.

هذه الخطوة البئيسة من لدن السلطات المحلية؛ التي لا تراعي مقتضيات القانون البيئي ولا تحترم الإرث الثقافي والحضاري للمنطقة؛ ولا تحترم مقتضيات القانون المنظم للأراضي السلالية؛ ولا تراعي مصلحة السكان الذين يعانون من كارثة الجفاف الحاد؛ ستكون لها عواقب وخيمة على المنطقة بأكملها الممتدة من أكدز إلى محاميد الغزلان.

والغريب في الأمر؛ كيف لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية؛ بكونها توفر الحماية لمختلف المرافق الروحية للمغاربة؛ ألا يكون لها دور في الموضوع؛ بالتدخل بهدف الإعراض عن هذه الخطوة البئيسة. وهل سترضى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أن تقام مزبلة إلى جانب ضريح سدي احمد بن الناصر بتامكروت؛ وضريح مولاي احمد بن العربي بتمتك؛ وكل ضريح بجواره مسجد كبير؟

وكيف لوزارة الثقافة التي تعمل جاهدة على حفاظ وصيانة الإرث الثقافي والحضاري للمغرب؛ أن تسمح بإقامة مزبلة الى جانب كنز ثقافي مادي في غاية الأهمية؛ المتمثل في المكتبة العلمية للزاوية ومرافقها؟ وكيف لوزارة السياحة بأن لا يكون لها دور فعال في الإعراض عن هذه الخطوة التي ستنهي السياحة في تامكروت وتنفو ومحاميد الغزلان وما جاورها؟

المسألة واضحة وضوح الشمس؛ ولا شك أن الإقبال على هذه الخطوة فيه مضرة للبلاد والعباد؛ ولذا نناشد جميع الجهات المعنية ومختلف فاعليات المجتمع المدني أن تقف ضد هذه الخطوة؛ فكل من دوار سارت؛ وغلاودرار؛ وتمتك؛ وعيسى وإبراهيم؛ وزاوية سدي علي؛ وتامكروت وغيرها من دواوير المنطقة ليست بمزبلة. واللهم إن هذا منكر ولا حول ولا قوة إلا بالله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *