سياسة، مجتمع

كاتب موريتاني: تسليح الجزائر للبوليساريو استهانة بالخطر الكامن وعدم فهم للصحراء

قال الكاتب المتخصص في الشؤون الإفريقية، الموريتاني عبد الله ولد محمدي، “إن الجزائر سلحت جبهة البوليساريو في جنوب الجزائر وعلى الحدود مع موريتانيا، وسلحها القذافي قبل ذلك وبعده”، معتبرا أن ذلك “يندرجُ في سياق عدم فهم الصحراء، والاستهانة بالخطر الكامن فيها”.

جاء ذلك في سياق سرده خارطة حضور السلاح في الصحراء الكبرى، ضمن كلمة ألقاها، خلال أطوار ندوة حول “الصحراء الكبرى من الحاجز إلى المحور”، المنظمة على هامش الدورة ال 44 لموسم أصيلة الثقافي الدولي، والدورة 37 لجامعة المعتمد ابن عباد المفتوحة.

وأضاف محمدي، في مداخلته، أن نظرة سريعة على خارطة الصحراء الكبرى، تكشف على أن المدن التي شكلت ثراء الماضي غدت مهملة، وسكانها هاجروا صعودًا نحو الشمال، أو هبطوا إلى الجنوب، وبقيت الصحراء فارغة ومرتعًا لشبكات الجريمة المنظمة.

ووصف الوضع الحالي للصحراء الكبرى قائلا “لقد أفرغت الصحراء الكبرى من أهلها، وهي التي تنام على ثروات هائلة من الذهب والمعادن النفيسة والغاز والبترول واليورانيوم، ولا شك أن الإبقاء على تلك الثروة نائمة، يخدم جهة لا تريد لها الخروج، لأنها ستغير معادلة التنافس الإقليمي”.

المتحدث عاد بالحضور إلى رحلة سنة 2003، سافر فيها من بلدة الخليل على الحدود الجزائرية، الى اروان ثم بوجبيهة ومن بعد إلى تومبكتو في صحراء مالي، على ضفاف نهر النيجر، قابل خلالها “رجال مسلحين يستعرضون أسلحتهم مع سيارات التويوتا العابرة للصحراء متفاخرين بما يملكون من سلاح كما يفخرون بكرام الإبل”.

وتابع محمدي حديثه قائلا “استمعت إلى شيوخ قبائل فوجدتهم غارقين في حرب لم أستطع إلى اللحظة إدراك أسبابها ولا منطقها، وجدتهم يغيرون على بعضهم البعض متحدثين عن استعادة أمجاد وإبراز مكانة لم أستطع إيجاد تفسير منطقي لدوافعها إلا بمنطق واحد أنهم غدوا أثرياء بحصولهم علي المال الوفير القادم من طرق التهريب المختلفة”.

وشدد على أن “حروب القبائل ساعدت الجميع في اكتساب مقاتلين جاهزين”، مقدما ما وقع في “وسط دولة مالي، خلال السنوات الأخيرة، حين اخترق تنظيم القاعدة قبائل الفلان المعروفة بتاريخها المتصوف، ونجحه في كسبها إلى صفه من خلال استغلال حروبها العرقية ضد قبائل الدوغون والبمباره، مثالا على ذلك.

ومضى مستطردا “إنَّ جميع شباب الصحراء الكبرى محبطون وغاضبون، لقد أصبحوا يتابعون العالم، وينشرون مقاطع فيديو على تيك توك، ويعبرون عن أنفسهم وذواتهم، ويسخرون من الخطابات الرسمية الحكومية المنفصلة عن الواقع، والبعيدة جدًا عن تطلعاتهم وأحلامهم”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *