أخبار الساعة، مجتمع

أطروحة دكتوراه تناقش جودة حياة المدرس بالمغرب

تطرقت أطروحة حديثة نوقشت أول أمس السبت بالأكاديمية الكندية للتدريب والاستشارات ببني ملال، إلى جودة حياة المدرس بالمغرب من خلال دراسة ميدانية تهدف إلى “نفض الغبار عن واقع ظل في حكم المسكوت عنه”.

وقالت صاحبة الأطروحة التي تحمل عنوان “جودة حياة المدرس بالمغرب بين الواقع والمأمول” الأستاذة الباحثة رجاء شكري، إن الدراسة الميدانية التي قامت بها أظهرت أن رجل التعليم يعاني ويعيش أزمة متعددة الجوانب سواء على المستوى النفسي والاجتماعي.

وأوضحت أن “هذا العمل انبعث أساسا من غيرة شخصية على قطاع التربية والتعليم كوني استاذة ممارسة وابنة استاذ متقاعد وزوجة أستاذ مزاول”. إضافة إلى دوافع موضوعية ترجع بالأساس إلى غياب دراسة في الموضوع رغم أن الجميع يتحدث عن إصلاحات متتالية باءت كلها بالفشل وذلك راجع خاصة الإهمال وتهميش محور المنظومة التربوية وهو رجل التعليم انطلاقا من قناعاتنا انه لا إصلاح دون الاهتمام بجودة حياة المدرس.

موضوع البحث جاء في ظرف خاص يعيش فيه رجل التعليم بالمغرب نوعا من الاحباط في ظل النظام الأساسي الجديد الذي كان يعقد عليه رجل التعليم بالمغرب آمالا كبيرة. فالبحث يهتم برجل التعليم في المغرب بين الواقع المأمول دراسة ميدانية لنفض الغبار عن واقع لطالما كان مسكوتا عنه فمن خلال الدراسة الميدانية اتضح ان رجل التعليم يعاني ويعيش أزمة متعددة الجوانب سواء على المستوى النفسي والاجتماعي

وخلصت رجاء شكري إلى أن هذا البحث جاء ليثير انتباه الفاعلين في القطاع مركزية رجل التعليم ودوره الحاسم في كل إصلاح يمس المنظومة التربوية ككل. إذ لا يمكن الحديث عن أي إصلاح دون التركيز على جودة حياة المدرس في مختلف الأسلاك.

وأضافت المتحدثة في تصريح لجريدة “العمق”، أن مهنة التعليم هي مهنة المتاعب المسكوت عنها. فالممارس يعاني من أمراض جسدية ونفسية واجتماعية في غياب طب العمل الذي يواكب صحة رجل التعليم.

ومن الخلاصات المؤثرة، تشير الباحثة، أن رجل التعليم رغم كل الصعوبات فهو يكافح بمحفزات ذاتية تنبع من إيمانه القوي وتوخي رضا الله، واستحضار الضمير والواجب الوطني وذلك رغم غياب المحفزات الخارجية المتمثلة في الدخل ونظام الترقية والتي يوهم بها الفاعلون في قطاع التعليم، وفق تعبيرها.

وفي سياق متصل، قالت شكري إن النظام الأساسي نظام مجحف وغير منصف لرجل التعليم وهو لايخدم المنظومة التربوية ككل مادام لم يولي العناية اللازمة للمدرس.

بالنسبة لملف التعاقد، تضيف المتحدثة، فهذه الفئة من المدرسين تعيش التيه. لأن أول ركيزة ينبني عليها العمل هو الاعتزاز بالانتماء لهيئة التدريس، وتحقق الانتماء يعطي الاستقرار النفسي ويجلب الرضا الوظيفي الذي يجعل المدرس يعمل بجد واجتهاد وبتفان وبجودة أعلى.

وأشارت إلى أن درجة خارج السلم للسلكين الابتدائي والاعدادي التي جاء بها النظام الجديد ليس مكسبا، معتبرة ذلك مجرد إنصاف لهذه الفئة التي ظلت محرومة من هذا الحق لذلك لابد من احتساب الأثر المرجعي، على حد قولها.

ولفتت إلى أن  هذا النظام جاء بكثرة المهام على عاتق المدرس بجميع الأسلاك دون تعويضات، مشيرة غلى أن الوزارة الوصية ما زالت تتعامل بمبدإ التراتبية، فالتعويضات من الأعلى نزولا في السلم الإداري إلى الأستاذ آخر حلقة في الترتيب. والواقع أنه في أولى حلقة كونه في مواجهة جماعة القسم.

وقالت إن النهوض بالمدرسة العمومية لن يتأتى إلا بتظافر الجهود من خلال إنصاف المدرس وحل مشكل الاكتظاظ وتقليص الزمن المدرسي وتقليص البرنامج الدراسي وتوفير التجهيزات والوسائل الضرورية حتى يكون نظاما بالفعل. مشددة على ضرورة الاستفادة من تجارب الدول المصنفة في المراتب الأولى عالميا في التعليم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • منظور عبد المالك
    منذ 7 أشهر

    لم يعد هناك فرق بين أطروحة الدكتوراه ومقال في أي جريدةز الفرق في الكم فقط.

  • غير معروف
    منذ 7 أشهر

    نعم انها الحقيقة .لولا الضمير المهني و لولا مخافة الله في تلاميذ لا ذنب لهم ،لما قام المدرس بعمله و رافق التلميذ من اول يوم التحق به بالمدرسة لغاية لحظة تخرجه . تحية للدكتورة ،دراسة شاملة و تفصيلية

  • فاطمة
    منذ 7 أشهر

    يبدو أن صاحب التعليق سعيد غير سعيد ههههه.ماشاء الله موضوع رائع أهنئ الدكتورة الكريمة وأتمنى أن ينشر العمل للاستفادة منه لأنه يمس شريحة كبيرة من المجتمع.وما أحوج رجل التعليم لرد الاعتبار.

  • سعيد
    منذ 7 أشهر

    يادكتورتي الكريمة لم تقدمي اي جديد انت اجبت على سؤال أين ادنك الجواب معلوم والجراة السياسية مفقودة

  • امال عاطف
    منذ 7 أشهر

    البحث تناول موضوعا طال السكوت عنه وقد احاطت الباحثة بجوانبه بطريقة علمية واسلوب سلس تهانينا القلبية للباحثة بالتوفيق والنجاح

  • نورالدين امعيط
    منذ 7 أشهر

    موضوع راهني وغير مسبوق، وما احوج الساحة الفكرية بالمغرب الى مثل هذه الابحاث. نتمنى ان ينشر هذا العمل لييستفيذ منه كافة المعنيين بالقطاع، وفق الله الباحثة مع متمنياتنا لها بالتوفيق والنجاح.

  • عائلة الدكاترة
    منذ 7 أشهر

    موضوع في الصميم قليل هي الأبحاث من هذه النوعية،بارك الله في الباحثة وتحية إجلال وتقدير لكل رجال ونساء التعليم بالمغرب.

  • عائلة الدكاترة
    منذ 7 أشهر

    موضوع في الصميم والراهن بارك الله في الباحثة الفاضلة وتحية إجلال وتقدير لكل رجال ونساء التعليم بالمغرب.