مجتمع

إعادة طفلة مغربية من سجون العراق يعيد الأمل لعائلات المعتقلين بـ”انفراج وشيك”

رحبت عائلات المغاربة العالقين والمعتقلين بسوريا والعراق، بإعادة السلطات المغربية للطفلة “ريحانة” ذات الـ7 سنوات إلى أرض الوطن، بعدما كانت رفقة والدتها “ابتسام، ح” بأحد السجون العراقية، حيث تقضي عقوبة بالمؤبد، بموجب قانون الإرهاب.

ووصلت الطفلة إلى أرض الوطن، صباح أمس، بحسب المندوبية الوزارية المكلفة بحقوق الإنسان، والتي أكدت أن عودتها “تأتي استجابة لرغبة أسرتها وبموافقة أمها ومراعاة لمصلحتها الفضلى ولتمكينها من النشأة في بيئة سليمة وظروف ملائمة”، مضيفا أنه “صاحبتها خلال رحلتها خالتها (ع.ا) التي كانت مرفوقة بمساعدة اجتماعية”.

وأشاد عبد العزيز البقالي، رئيس التنسيقية الوطنية لعائلات العالقين والمعتقلين المغاربة في سوريا والعراق، ضمن تصريح لجريدة “العمق”، بالمجهودات المبذولة من طرف المسؤولين المغاربة لإعادة الطفلة “ريحانة” إلى المغرب، مؤكدا أن هذه الخطوة أعادت الأمل للعائلات بقرب “انفراج وشيك” في باقي الملفات العالقة.

وأضاف البقالي أنه “حان الآن الأوان لحل ملف المعتقلين بسجون العراق الذي عمر طويلا، ووضع حد لمعاناة المعتقلين وأسرهم”، مشيرا إلى أن هناك من اعتقل منذ 2004 وتمت محاكمته تحت التعذيب، مسجلا تدهور الوضعية الصحية لمعتقلتين لإصابتهما بأمراض مزمنة.

وأشار المتحدث، إلى أن العائلات تطالب بعودة أبنائها إلى أرض الوطن، وإعادة محاكمتهم، مضيفا أنها تطالب كذلك بحل ملفات المعتقلين والنساء والأطفال المحتحزين بمخيمات الأكراد بشمال سوريا، والذي يعيشون الرعب يوميا بفعل القصف والمعارك بمحيط المخيمات.

كما سجل البقالي، أن هناك شباب معتقلين “بشكل تعسفي” “وغير قانوني” لدى حزب العمال الكردستاني منذ سنوات، دون أن تعرف عائلاتهم، هل لازالوا على قيد الحياة، ومكان اعتقالهم، محملا المسؤولية في هذا الصدد لقوات التحالف.

ومضى رئيس التنسيقية الوطنية لعائلات العالقين والمعتقلين المغاربة في سوريا والعراق قائلا: “لا نطالب بعودتهم وإطلاق سراحهم، وإنما محاكمتهم، ولدينا قضاء نزيه في المغرب، ونريد عرضهم على المحاكمة في بلادهم، وكل من تورط في أمر ما ينال عقابه”.

وأمس الاثنين، أطلع وزير العدل، عبد اللطيف وهبي، أعضاء لجنة العدل والتشريع وحقوق الإنسان بمجلس النواب، على تفاصيل إعادة طفلة مغربية كانت رفقة والدتها بأحد السجون العراقية إلى أرض الوطن.

وأوضح وهبي، أن الطفلة تبلغ من العمر 7 سنوات، وهي من أم مغربية، توفي والدها خلال معارك القتال بالعراق، مضيفا أنها ولدت بالسجن، حيث كانت والدتها محكومة بالإعدام، قبل أن يتم تحويل عقوبتها إلى المؤبد خلال زيارته مؤخرا إلى العراق ولقائه بمسؤولين عراقيين، وزيارته لمعتقلتين بالسجون العراقية.

وسجل المسؤول الحكومي، أنه “باتفاق بين المندوبية الوزارية لحقوق الإنسان، ووزارة الخارجية، ومؤسسات أخرى، دخلنا في مفاوضات طويلة مع السلطات العراقية انتهت بنقل هذه الطفلة إلى المغرب”.

وأبرز المتحدث، أن “الطفلة وصلت اليوم إلى المغرب، وكانت في استقبالها مساعدة إجتماعية وسيدة من أفراد عائلتها بالمغرب وستنتقل للعيش مع عائلة والدتها”، مضيفا أنه “بعد 7 سنوات، هذه الطفلة أول مرة تخرج من السجن وترى الحياة”.

ومضى مستطردا: “نشتغل الآن على توفير الوثائق القانونية للطفلة، وأولا تمكينها من الدراسة، للانخراط في الحياة الاجتماعية”، معربا عن أمله في أن يتم حل ملف الأطفال العالقين بمناطق التوتر، متقدما بالشكر إلى وزارة الخارجية وكل مؤسسات الدولة التي اشتغلت على هذا الملف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *