سياسة

بوريطة: نحن أمام نظام دولي يحتضر وآخر يتشكل والقوة العسكرية لم تعد حاسمة

قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقية والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، إن العالم أصبح أمام براديغمات جديدة في تدبير القضايا الدولية، تغيرت فيها الأولويات واختفت المفاهيم التقليدية، مضيفا أنه “لن نكون مبالغين إذا قلنا إذن أمام نظام دولي يحتضر وآخر في طور التشكل”.

وأضاف بوريطة بحسب تقرير للجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية بمجلس النواب، “بتنا نشهد اليوم، تحولا متسارعا في مفهوم القوة وتوزيعها على المستوى العالمي، وفي طبيعة الفاعلين في السياسة الدولية، فضلا عن تحول جذري في أنماط تفاعلهم، وفي القيم المؤطرة لهاته التفاعلات”.

وبموازاة مع هذا الواقع الجديد، أشار المسؤول الحكومي، إلى أن أصناف أخرى من القوى تنامت وتعاظم تأثيرها، وتوقفت القوة العسكرية عن أن تكون هي الفيصل الحاسم، وأصبحنا نتعامل مع أشكال جديدة في السياسة كما في الحرب ولن نكون مبالغين إذا قلنا نحن أمام نظام دولي يحتضر وآخر في طور التشكل.

وأردف بوريطة أنه بالتوازي مع هذه التحولات، تزايد الزخم التكنولوجي ليمس كل مناحي الحياة، لاسيما مجالي التواصل والاتصال، بما ساهم في تشكل البيئة المناسبة لإعادة صياغة وترتيب الأولويات، مع المساهمة أيضا في إفراز نزعات شتى كنزعتي الحمائية والوطنية، وإفساح المجال أمام إذكاء مفاهيم الانكفاء عوض التعاون والعمل المشترك.

بوريطة الذي كان يتحدث خلال تقديمه لمشروع الميزانية الفرعية لوزارة الشؤون الخارجية، أضاف بالقول: “من آسيا إلى أوروبا والأمريكيتين مرورا بإفريقيا، ترتسم معالم هذه التحولات العميقة، ويترك هذا المخاض الدولي أثره على اقتصادات الشعوب ونسيجها الاجتماعي وبنياتها الديموغرافية والسياسية والثقافية”.

وسجل أن هاته التحولات أرخت بظلال ثقيلة على قارتنا الإفريقية، التي بالكاد تجاهد للخروج من أزمة “كورونا” بكل آثارها البليغة على البنيات الاقتصادية والاجتماعية والديموغرافية، حيث وجدت نفسها مرة أخرى في مرمى التنافسات الدولية وفي ملتقى طرق استراتيجيات التموقع وإعادة التموقع التي تنهجها الأقطاب الدولية، وهو ما زاد من تحديات القارة ومشاكلها التي تتناسل بوتيرة سريعة.

وبحسب المتحدث، فإن الدبلوماسية المغربية، في خضم كل هذه التحولات تمكنت بفضل الرؤية الاستشرافية والمتبصرة للملك محمد السادس من رسم الأفق الاستراتيجي للعمل وتحديد المفاهيم والأولويات، وفق مقاربة تجمع بين روح المبادرة ومقومات الصمود، من أجل انتهاج دبلوماسية فاعلة متزنة واضحة وطموحة تكون كفيلة برفع هذه التحديات غير المسبوقة والتقليل من مخاطرها وآثارها، من خلال اقتناص الفرصة الكامنة في طياتها وترجمتها إلى إنجازات تروم تعزيز مكانة المغرب على الساحة الدولية والدفاع عن مصالحها العليا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *