سياسة

في ضيافة “الفقيه التطواني”.. العبدي يعدد إكراهات الجهوية ويشتكي احتكار مؤسسات للمعلومة

عدد رئيس مجلس جهة الرباط سلا القنيطرة، رشيد العبدي، الإكراهات التي تواجه الجهوية بالمغرب، واشتكى في هذا الصدد من “احتكار المعلومة” من قبل عدد من المؤسسات وعم تمكين الجهة منها.

ولكي ينجح المكتب الجهوي، يقول العبدي، “يجب بناء الثقة في هذه المؤسسات (الجهات)”، ولكي تثق الحكومة في الجهات وتعهد لها بتتبع بعض الملفات، “يجب أن تكون هذه الجهات قادرة على المرافعة”، وذلك خلال استضافته، أمس الخميس، من قبل مؤسسة الفقيه التظواني بمقرها بمدينة سلا.

واسترسل المتحدث، “ولكي تكون قادرة على المرافعة يجب أن تمتلك المعلومة”، مشتكيا من عدم إتاحة هذه المعلومة، “هناك عدد من المؤسسات مركزيا تحتكر المعلومة وفي غياب المعلومة يصعب اتخاذ القرار.. قد تتخذ قرارا مجانبا للصواب”.

وفي بداية لقاء المؤسسة، أشار رئيسها أبو بكر الفقيه التطواني إلى أن تجربة الجهوية لا تزال في مراحلها الأولى، موضحا أن نجاحها وتطورها رهين بمدى إيمان القائمين عليها، مستشهدا بكلام الملك محمد السادس في هذا الصدد، بأن الجهوية “يجب أن تقوم على على الاجتهاد في إيجاد الحلول الملائمة لكل منطقة حسب خصوصياتها ومواردها وفرص الشغل التي يمكن أن توفرها، في إطار التوازن والتكامل بين مناطقها”.

وقال العبدي إن تدبير الشأن العام بصفة عامة “كان موكولا للإدارة المركزية، وهي التي راكمت تجربة. هناك مسار بناء منذ الاستقلال… علينا جميعا كسياسيين وأحزاب أن نقوم ببناء المنتخب. ومن يتملك التصور وله التجربة وقادر على الابتكار هو من يفرض نفسه”.

وعن تعثر نقل عدد من الاختصاصات المركزية نحو الجهات، قال المتحدث، “لا يمكن للجهة أن تأخذ اختصاصات وصلاحيات من الإدارة وهي (الإدارة) متفوقة عيلها”، متابعا أن الأحزاب “تشتغل على إنتاج النخب وهناك تحسن في المجالس من سنة إلى أخرى”.

تكونت فكرة في السابق بأن الجهات مثل “خزانة نقود”، يقول العبدي، “ومن أراد أن يمول مشروعا ما يُدخل الجهة شريكا فيه”، مشددا على أن جهة الرباط اتخذت قرارا بأن لا تشارك في تمويل مشروع ما لم تقتنع به وتساهم فيه منذ البداية، “ونرفض أن تأتي مؤسسة ما باتفاقية جاهزة وتطلب منا التوقيع”.

المتحدث ذاته  نبه إلى تعثر اللاتمركز الإداري، داعيا إلى تفويض الإدارة عدد من القرارات للمسؤولين الجهويين، لتتواصل مجالس الجهات مع هؤلاء دون الاضطرار إلى الرجوع إلى الإدارة المركزية، قائلا إن هذا التعثر يحول دون نجاح الجهوية في المملكة، واعتبر أن هناك فتور في تفعيل ورش الجهوية، إذ أن عددا من بنود القانون التنظيمي للجهات “غير مفعلة.. يجب استكمال هذا الورش وتطوير هذا النص التنظيمي مستقبلا”.

واعتبر رئيس جهة الرباط أن الجهات تتحسن يوما عن يوم، وترفع أداءها وتفرض نفسها. لكنه أشار إلى أن  جهة الرباط سلا القنيطرة تتوفر على 70 موظفا فقط. مضيفا أن هناك “نقاشا مع وزارة الداخلية لتمكين الجهة من كفاءات أكثر، لكن نظام الوظيفة العمومية لا يقنع الكفاءات”.

وفي سياق آخر، قال العبدي إن مجلس جهة الرباط اتخد قررا بدعم التنمية في الأقاليم التي تعاني من الهشاشة بالجهة بغلاف مالي قدره 2,4 مليار درهم؛ وهي الخميسات وسيدي قاسم وسيدي سليمان وجزء من إقليم سلا.

وتابع المتحدث أن الجهة خلقت صندوقا خاصا بالاستثمار، “مثلا إذا أتى مستثمر يخطط لتشغيل 4000 عامل، سنقدم له تسهيلات وامتيازات، إذ نساعده في التكوين، ونوفر له عقارا بثمن منخفض، وهذه المعايير تتغير من إقليم لآخر”.

وبخصوص استعدادات جهة الرباط سلا القنيطرة لاحتضان المغرب لكأس العالم لكرة القدم لسنة 2030، قال العبدي، إن هناك نقص في الطاقة الاستيعابية للفنادق “يجب أن نشتغل عليه”، بالإضافة إلى الاشتغال على “توسيع الشوارع، وتأهيل العرض الصحي”.

وتابع المتحدث أن مجلس الجهة شرع بالفعل في توسيع عدد من الطرق”، مضيفا أن الجهة تضع نصب عينيها الاشتغال على المجال البيئي والمناطق الخضراء، تهييء البنية التحتية والمطاعم والفنادق ومناطق الترفيه.

وفي ما يتعلق بإلغاء وزارة التعليم العالي للنواتين الجامعيتين بكل من  سيدي قاسم والخميسات، أبدى العبدي معارضته للقرار، قائلا إنه أبلغ الوزير الوصي عبد اللطيف ميراوي، “أبلغته بأن خلق هذه الكليات سيساعدنا في تنمية إقليمي الخميسات وسيدي قاسم، لأن عددا كبيرا من جامعات الرباط والقنيطرة يأتون من هذين الإقليمين”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *