أخبار الساعة، سياسة

ماذا سيربح المغرب من إعادة انتخاب سانشيز على رأس الحكومة الإسبانية؟

بعد حصوله على ثقة البرلمان والصعود لولاية ثانية، تمكن رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، مطلع الأسبوع الجاري من تشكيل حكومة جديدة، أبرز ما يميزها الاحتفاظ بوجوه سياسية لطالما عرفت بدعمها للعلاقات المغربية الإسبانية.

ويعد وزير الخارجية الإسباني، خوسي مانويل ألباريس، ووزير الزراعة والصيد البحري والغذاء، لويس بلاناس، ووزير الداخلية فيرناندو غراندي مارلاسكا، من أبرز الأسماء التي استمر تواجدها داخل حكومة إسبانية غلب عليها وزراء الحزب الاشتراكي.

انتخاب بيدرو سانشيز لولاية ثانية، خلف ارتياحا من الجانب المغربي، حسب ما أكده مهتمين بالعلاقات المغربية الإسبانية، معتبرين أن الوضع الحالي سيساهم في تعزيز العلاقات الثنائية سواء على المستوى الاقتصادي أو السياسي.

وتعليقا على هذا الموضوع، أكد خبير الشأن السياسي والاستراتيجي، هشام معتضد، أن “صمود سانشيز يعتبر معطى إيجابي بالنسبة للمغرب وعامل استراتيجي سيساهم في ضبط العلاقات المغربية الإسبانية داخل إطارها الحالي ومحاولة تعزيزها لتستجيب لتطلعات التوجهات السيادية للدولتين”.

وشدد معتضد في تصريح لجريدة “العمق”، على أن “تدبير المرحلة المقبلة لن يكون بالأمر الهين، نظرًا للتحديات السياسية التي يواجهها حزب سانشيز مع حليفه في الحكومة، حزب سومار اليساري المتشدد”، مبرزا أن “الإحتفاظ بوزير الخارجية خوسيه مانويل ألباريس، بالإضافة إلى وزير الفلاحة والصيد البحري، ووزير الداخلية، في التشكيلة الجديدة سيساهم في فرض منهجيته التقليدية في التعامل مع ملفات إسبانيا الاستراتيجية المرتبطة بالمغرب”.

وأشار معتضد إلى أن “منطق سانشيز التدبيري للعمل الحكومي، خاصة فيما يتعلق بقطاعات حساسة تهم الرباط، يفضل أن يشرف عليها بشكل مباشر أو على الأقل إحاطته علما بأي خطوة أو تنزيل تدبيري يهم العلاقات المغربية الإسبانية، ما يفسر الاحتفاظ بالوزراء الذين دبروا مرحلة استئناف العلاقات بين الرباط ومدريد، وساهموا في تجاوز الأزمة بين البلدين”.

وفي حديثه عما ينتظر سانشيز من عراقيل فيما يخص علاقة بلاده الثنائية مع المغرب، أبرز المتحدث أن “تدبيره لملف الصيد البحري وترسيم الحدود البحرية من أهم تحديات قيادة مدريد، فالأمر يتطلب مفاوضات طويلة مع اللوبيات الأوروبية، ومناقشات عسيرة مع بعض الفرقاء الإسبان من أجل الظفر بموقف يرضي الجميع دون المساس بالخطوط الحمراء للرباط”.

وأوضح المحلل السياسي في معرض تصريحه أن “المملكة الإسبانية تراهن على سانشيز لكسب رهانات المرحلة المقبلة، دون الإخلال بالتزامات مدريد اتجاه الرباط، التي أبدت ارتياحا من جانب التدبير السياسي مع جارتها الشمالية، رغم وعيها بأن الفضاء الداخلي لإسبانيا يتغير بشكل كبير والديناميكية السياسية للحقل الحزبي الإسباني غير مستقر على توجه واضح يسهل المأمورية السياسية لرئيس الحكومة”.

واعتبر المتحدث أن اختيار الاحتفاظ ببعض الوجوه السياسية يترجم رغبة الدولة ورئيس الحكومة للحفاظ على نفس التوجه الاستراتيجي لإسبانيا اتجاه الرباط، وعدم رغبتها في المغامرة بوجوه جديدة قد تخل بالإطار الذي وضعته قيادة البلدين فيما يخص تأطير علاقاتهما السياسية.

وأكد هشام معتضد أن “توجه الحكومة الإسبانية يعتبر رسالة سياسية من مدريد للرباط، تؤكد عزمها مواصلة التعاون بين البلدين على نفس النهج السياسي، الذي نجح في إعطاء إنطلاقة قوية وبنَّاءة لعلاقات سياسية إيجابية بين البلدين”.

جدير بالذكر أن انتخاب بيدرو سانشيز لولاية ثانية، أحبط آمال جبهة البوليساريو الإنفصالية والموالين لها، فيما يتعلق بتراجع مدريد عن اعترافها التاريخي بمغربية الصحراء، ما جعلها تجدد مطلبها لرئيس الحكومة الإسبانية للتراجع عن هذا الموقف.

يشار إلى أن الجزائر تخلت عن تعنتها بعدما عينت عبد الفتاح دغموم سفيرا لها لدى المملكة الإسبانية، لتنهي بذلك أزمة دبلوماسية استمرت لأكثر من سنة كردة فعل على الاعتراف الإسباني بمغربية الصحراء، وهي خطوة اعتبرتها تقارير إعلامية تأتي بعد تضرر الاقتصاد الجزائري من الأزمة الحاصلة بين الطرفين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *