وجهة نظر

“طالع” و”نازل” في بورصة هسبريس

عبد الله عزوزي : خلال الولاية الإنتدابية لهذه الحكومة دأب موقع هسبرس الشهير على اختيار شخصيتين كل أسبوع و إدراجهما في واحد من الناديين اللذان أسسهما الموقع على صفحته، واللذين سماهما “طالع” و “نازل” على التوالي، مع إرفاق ذلك القرار بمقال رأي يقوم إما على التبخيس و التقريع، إن تعلق الامر بوجه “نازل” ؛ و إما يرصع بعبارات المدح و التبجيل إن تعلق الأمر بوجه “طالع” ،حسب رأي الموقع.

المقاربة التي اعتمدتها هسبريس في اصطيادها الأسبوعي لطريدتين من أبناء هذا الوطن شابها كثير من التعسف و الايديولوجيا المبيتة، لدرجة بات مُؤكدٌ معها أن هندسة الناديين ليست بريئة على الإطلاق، و أن هدفها التشفي و المس بالهيئات و المؤسسات التي ينحدر منها “النازلون”، مقابل إغراق وجوه “الطالعين” بمساحيق هم في أمس الحاجة إليها.

وحيث أن كل نادي يُبْنَى يكون لصاحبه هدف واضح من وراء تدشينه، فإن هسبريس، ربما متأثرة بالردة الديموقراطية التي عمت العالم العربي، خاصة بتونس و ليبيا و مصر، قد وجدت في فكرة “الدلو” أفضل و أضكى وسيلة لتمريغ رموز التجربة الحكومية المغربية و كل ما يمت بصلة لوزراء العدالة و التنمية بالتحديد، لدرجة أكاد أجزم فيها أن جميعهم مروا من “نادي النازلين”، و الذي انزلهم هناك لا يعدوا أن يكون صحفيا قرصنهم و وضعهم و راء قضبان النادي ظلما و عدوانا، في محاولة للنيل من هذه التجربة الحكومية الاستثنائية بالمغرب.

وإذا كانت وزارة الداخلية قد حاولت جاهدة أن تجمد حركة كل ما بوسعه أن يأثر سلبا على نزاهة انتخابات 07 أكتوبر، فألجمت الآليات و أوقفت استطلاعات الرأي و توزيع أكياس عيد الضحى و الأدوات المدرسية…، فإن هسبريس لم تجد أدنى حرج، وداخل الفترة المخصصة للحملة الإنتخابية، من أن تَجُرّ صقراً من صقور العدالة و التنمية و واحداً من الشخصيات المغربية التي أثرت حقل إصلاح منظومة العدالة، وزير العدل و الحريات، الأستاذ مصطفى الرميد ، الذي سبق لعاهل البلاد بأن وشحه بوسام ملكي بمناسبة احتفالات المملكة بذكرى عيد العرش نهاية يوليوز 2013.

الصندوق السحري للناديَيْن والآليات التي تحكمت في إخراجه “و جنريكه” أصبح موضوعا يُغري بالبحث و الدراسة بالنسبة للطلبة المقبلين على أبحاث نهاية الدراسات العليا ، لأنهما (الناديَيْن) شكلا ظاهرة تَعُج بالكثير من المتناقضات (كوضع رجلِ أعمال مقابل فاعل سياسي، أو فاعلة جمعوية مقابل موظف سامي، أو رياضي مقابل وزير كما هو الحال هذا الأسبوع: حميد العوني رئيس الجامعة الملكية المغربية لرياضة ذوي الاحتياجات الخاص، مقابل مصطفى الرميد وزير العدل و الحريات ).

وخلاصة القول أن الناديين معً لم يستطيعا التأثير قَطٌّ على وعي المغاربة بخصوص سياسة حكومتهم على مدى حوالي ستين شهرا، علما أن كلا من عبد الإلاه بنكيران، و ادريس الأزمي الإدريسي، و مصطفى الخلفي، و عبد العالي حامي الدين، و عمر بن حماد، و الحبيب الشوباني، و محمد العربي بالقايد، و سليمان العمراني، و محمد نجيب بوليف، بسيمة الحقاوي، و محمد صديقي، و جميلة المصلي، و امحمد الهلالي، و لحسن الداودي، و عزيز الرباح، كلهم “شربوا أتاي مالح و كعب غزال مسوس” لمدة أسبوع كامل داخل سجن هسبريس، في الوقت الذي إذا أردتم فيه أن تبحثوا عن رموز التحكم ما عليكم سوى مراجعة أرشيف نادي الطالعين، ستجدونهم هناك على صفف متقابلين أو على الأرائك ينظرون !!