أخبار الساعة، أدب وفنون

نزلاء سجن بني ملال يلتقون بـ”سلام” في “قراءات في التخييل السردي”

حل الناقد المغربي المصطفى سلام ضيفا على المقهى الثقافي بالسجن المحلي بني ملال، أمس الأربعاء، في لقاء ثقافي مفتوح مع نزلاء ونزيلات المؤسسة، حول عمله الأدبي الموسوم بعنوان “قراءات  في التخييل السردي- من اكتشاف النص إلى انكشاف المعنى”.

وقال بلاغ عن للمؤسسة السجنية إن اللقاء الذي قدمته أمينة الصيباري يأتي في إطار برنامج المقاهي الثقافية في سجون المملكة الذي أطلقته المندوبية منذ سنة 2017 في إطار الجيل الجديد من البرامج التأهيلية.

وأشار البلاغ إلى هذا البرنامج يهدف إلى تمكين نزيلات و نزلاء المؤسسات السجنية من لقاءات مع رجالات الثقافة والفن والعلم، وعيا من المندوبية بضرورة اعتماد وسائل ناجعة ترمي إلى تحقيق التكامل بين البرامج الثقافية والفكرية وبرامج تأهيل السجناء لإعادة الادماج، وتطوير مجال انفتاح السجين على العالم الخارجي تمهيدا لإدماجه فيه.

وفي كلمة له، نوه سلام بجهود كل الفاعلين والمساهمين في تنظيم أنشطة المقهى الثقافي  بالمؤسسة، مشيرا إلى أن تنظيم مقهى ثقافي بالمؤسسة السجنية يشكل  متنفسا ثقافيا لنزلاء المؤسسة ويساهم في إضفاء قيمة رمزية على الإبداع الأدبي والفكري عموما.

ولفت المتحدث إلى المكانة الجوهرية التي تحتلها الكتابة والإبداع الأدبي والفكري، فمن خلالها نسجل الحياة من أجل إعادة النظر فيها، لأن “الحياة عبارة عن كائن منزلق وبالتالي فالإمكانية المتاحة لكي ننظر إليها تمنحها لنا الكتابة، ولا يمكننا أن نقرأ الحياة إذا لم نسجلها فهي دائما منفلتة ومرتبطة كذلك بمجموعة من الظواهر تتطلب حلولا ( الصراع ، الأنانية، العنف…) وهذه الظواهر نجدها مطروحة في الإبداع وحاضرة فيه، فالمبدع يلتقط هذه المشاكل والأحداث في المجتمع ويعبر عنها بواسطة الكتابة عبر القصة والرواية أو أي جنس آخر. فالقصة أو الرواية مثلا هي مجتمع مصغر أو نافذة نطل من خلالها على المجتمع، كما تشكل هذه المواد الابداعية أيضا مواد تثقيفية للقارئ”، وفق تعبيره.

وقال ضمن كلمة له إن عمله النقدي هو عبارة عن قراءة كاشفة للنصوص تروم استكشاف المعاني التاوية بين بين طياتها، من خلال النظر إليها ضمن سياقات تساعد على التأويل واستكشاف المعنى، فقراءته للنصوص كانت فيها سلطة النص حاضرة بقوة  قام بها وفق خطة تسعى إلى اكتشاف المعنى و ليست قراءة أكاديمية خاضعة لسلطة المنهج، فالكاتب و القارئ  في نظر الكاتب هو قناص للمعنى.

وفي جوابه عن سبب جمعه بين مجموعة النصوص السردية في الكتاب قال: “إن ذلك راجع  لكونها تقوم على التخييل، فبواسطة التخييل يتم رصد الواقع وهذا الاخير لا يمكن الامساك به فهو ما يتمثله القارئ أو الكاتب”، على حد جوابه.

وأشار البلاغ إلى مداخلات المستفيدين والتي أغنت النقاش عبر مجموعة من المداخلات شملت مجمل مناحي الكتاب، بداية بالخطة التي تبناها الكاتب في الكتاب وسبب اهتمامه بالتخييل السردي والمتخيل الأسطوري في القصة و الرواية، و عن علاقة الأجناس الأدبية بالتاريخ وعلاقة الكتابة بالواقع والتخييل، كما توقفت بعض المداخلات حول المكانة التي تحظى بها المرأة في النصوص السردية التخييلية التي شكلت موضوعا للتحليل و النقد في الكتاب.

يذكر أن المصطفى سلام ناقد، وحاصل على شهادة الإجازة في الآداب سنة 1977، ودبلوم الدراسات العليا المعمقة سنة 1999، وشهادة الدكتوراه سنة 2006، وله مجموعة من الأعمال الأدبية المنشورة ( غواية النص السردي سنة 2014/ المتخيل الأسطوري سنة 2021)، كما له العديد من المقالات النقدية منشورة بمجموعة من المجلات و الجرائد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • نورالدين سعداوي
    منذ 5 أشهر

    قراءة ماتعة تصعد بالنزلاء إلى معالي المعرفة و الإبداع و الفن الملتزم و تنسيهم في سويعات معدودة أياما من محنة السجن . إنها لحظات صوفية بالتدخلات و الآراء و تبادل الرأي الحاملة للجديد قصة أو شعرا او زجلا ..... تحياتي...