باحثون بوجدة يبرزون جدور الدعم المغربي لفلسطين على مر العصور

أجمع باحثون في ندوة حول العلاقات بين المغرب وفلسطين، نظمها مختبر الحوار الحضاري والتكامل المعرفي التابع لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بوجدة، الأربعاء المنصرم، على متانة الروابط بين المغاربة وفلسطين، معتبرين أن الجامعة المغربية مطالبة بمساندة المقاومة الفلسطينية اليوم كما كان الحال عليه منذ القدم.
وفي هذا الصدد، أبرزت الدكتورة نزيهة امعاريج في كلمتها باسم المختبر المنظم للندوة، أن جذور العلاقة بين المغرب وفلسطين ممتدة وحبال التواصل بينهما متينة تستعصي على القطع رغم التخاذل والتطبيع.
واعتبر الدكتور إلياس الهاني في مداخلة بعنوان “مظاهر التواصل الحضاري بين المغاربة وفلسطين: صور ونماذج”، أن نموذج المقاوم عبد الكريم الخطابي في المساندة التي قدمها للفلسطينيين يمثل صورة مشرفة للتواصل الحضاري بين المغاربة وفلسطين.
وأوضح المتحدث أن مساندة الخطابي للمقاومة بفلسطين “تدل على أن قضية المغاربة والفلسطينيين واحدة، لأنهم -حتى وإن ابتعدت الأماكن- مثل الجسد الواعد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”.
أما الدكتور محمد الطاهري، فشدد في مداخلته بعنوان “صورة بيت المقدس في المخيال المغربي: التجليات الروحية والجمالية”، على أن تعلق المغاربة الروحي بفلسطين قديم، وتجلى على المستوى الرسمي والشعبي.
وأضاف: “المغاربة مثلوا ما يقارب ربع جيش صلاح الدين الأيوبي، وقد أوقف لهم ابنه حارة المغاربة التي كانت أول ما هدمه المحتل الإسرائيلي، كما أن السلطان المغربي علي أبو الحسن المريني في إهدائه لبيت المقدس ما يسمى بـ”الربعة المغربية”، وهي مصحف بأجزاء وضعت في صناديق مزخرفة على الطراز المغربي وكتبها أبو الحسن المريني بخط يده وبحبر من الزعفران والمسك”.
وكشف أن هذا المصحف “كل جزء يحتويه جلد ناعم الملمس، مخيط بخيط دقيق من الذهب والفضة، إنما بفعله هذا يجلي أشواق وحب المغاربة لفلسطين، وهو حب جسدها الحجاج المغاربة بزياراتهم لبيت المقدس في طريق ذهابهم إلى مكة والمدينة أو في طريق هودتهم منهما”.
وأشار الطاهري إلى أمثلة على مستويات أخرى تظهر تعلق المغاربة بأرض الرباط، موضحا “أنهم في المسيرة الخضراء حملوا لافتة مكتوب عليها “مسيرة الصحراء بداية المسيرة لتحرير القدس”، للتأكيد على عمق ومتانة الروابط بين الشعبين على مستوى فنهم تغنوا بفلسطين”.
ووقدم كذلك نماذج لفرق غنائية غنت لفلسطين مثل جليل جيلالة وناس الغيوان والمشاهب وغيرهم، وأكد أن تعبير المغاربة عن حبهم ومساندتهم لفلسطين لازال حاضرا وتشهد لذلك مثلا مدرجات كرة القدم التي ترفع راية فلسطين وتتغنى بها في شعاراتها وهتافاتها.
الأستاذ حمزة شرعي رد في مداخلته على دعاة “كلنا إسرائيليون”، قائلا: “أنا اسمي الشرعي وأقول كلنا فلسطينيون”، معتبرا أن “”كلنا إسرائيليون” لا تعبر عن صوت المغاربة الأحرار، وفق تعبيره.
ولفت في مداخلة بعنوان “الحضور المغربي في فلسطين من خلال وقفيات المغاربة بمدينة القدس الشريفة”، إلى حجم الوقف المغربي القوي في فلسطي،ن وطالب بضرورة استعادته ومحاسبة المحتل على تضييعه وهدمه.
وختمت الندوة التي سيرها الدكتور الحسان حالي، ببيانه أهمية انخراط الجامعة في الدفاع عن مقدسات الأمة وعلى رأسها فلسطين، وأمَّن الحضور بعدها على دعاء خص به أحد المحاضرين الثلاثة رجال المقاومة وسأل الله لهم النصر والتمكين.
اترك تعليقاً