مجتمع

“التفاوت الطبقي” بين الأموات.. مقابر “فاخرة” بروضة الرحمة تباع بـ10 ملايين

يوضح دفتر التحملات المحدد للشروط والالتزامات الخاصة بمنح حق امتياز حفر وملأ وبناء القبور بالمقبرة الجماعية الرحمة التابعة لمجموعة الجماعات التشارك، أن أسعار القبور تتراوح ما بين 600 درهم إلى 29500 درهم.

وتختلف أسعار القبور بمقبرة الرحمة بتراب جماعة دار بوعزة، حسب اختلاف الأصناف والأشكال والإمكانيات المادية وألقاب الأسر الراغبة في اقتناء البقع العائلية وانتمائها الاجتماعي، فهذه المقبرة ليست عادية بل تعرف تفاوتا طبقيا حتى في تلك الحفر التي تواري عورة الميت.

فالقبر العادي في مقبرة الرحمة جنوب الدار البيضاء، والذي يتم بناءه عبر دورة واحدة بإضافة شاهد يحمل اسم الميت وتاريخ ازدياده ووفاته، يقدر ثمنه بعد احتساب رسم 300 درهم على البناء، بـ600 درهم كثمن نهائي.

ويرتفع سعر القبر العادي عند إضافة دورة ثانية عادية لهذا الصنف إلى 700 درهم بوضع شاهد عادي أيضا، أما إذا رغب أقرباء الميت في وضع شاهد يحمل اسم وتاريخ ولادة ووفاة قريبهم على شكل رخامة، فعليه دفع مبلغ 800 درهم، ناهيك عن “بقشيش” كل من يرافق أسرة الميت في عملية الحفر والدفن والدعاء للفقيد.

ويبلغ سعر بناء القبر باستعمال زليجة واحدة ورخامة الشاهد، 1400 تتضمن 300 درهم كرسم على البناء، ويرتفع السعر إلى 1600 درهم عند اعتماد زليجتان ورخامة الشاهد.

ويرتفع سعر بناء قبور الموتى بشكل مضاعف، عندما يتعلق الأمر باستعمال الحجر الأصفر  الذي يصل إلى 1800 درهم، واستعمال الرخام في دورتين للقبر، يبلغ سعره 9500 درهم.

وفي السياق ذاته، أكدت مصادر مطلعة لجريدة “العمق”، أن مقبرة الرحمة بتراب دار بوعزة، تعرف “انتشار ظاهرة جديدة، برزت للوجود خلال هذه السنة، وهي أنه إضافة إلى ثمن الدفن، هناك رسوم جديدة تمرر “تحت الدف”، تبدأ من 1000 درهم إلى 1500 درهم، لكل من يريد دفن فقيده في مدخل المقبرة، وغالبا ما تتم عملية الدفن هنا على الرصيف”.

وأضافت المصادر، أن هناك “ظاهرة أخرى بمقبرة الرحمة، وهي بيع بقع للعائلات بثمن يفوق 100 ألف درهم للبقعة، وهو الرقم الذي لا يرد في دفتر التحملات، والخطير في الأمر أن هذه البقع العائلية، تُبنى مابين الرصيف وقبور قديمة في منطقة الغرباء دون احترام حرمة الموتى”.

والمثير للاستغراب كذلك عند زيارة مقبرة الرحمة، تلك الفوضى في ترقيم القبور، حيث إن زائر المقبرة سيثيره للوهلة الأولى تكرار نفس الرقم لأعداد كبيرة من القبور، إضافة إلى عدم احترام المسافة بين القبر وحافة الطريق.

صورة توضح تكرار نفس الرقم للقبور وتواجدها على حافة الطريق

وكانت مجموعة الجماعات الترابية “التشارك”، المسؤولة عن مقبرة الرحمة، قد أطلقت طلب عروض لشركات تتكفل بتدبير المقبرة، واعتبرت الصفقة التي أفرجت المجموعة عن نتائجها منتصف السنة الجارية، والممنوحة للشركة النائلة “مشبوهة وتمت بناء على مصالح خاصة”.

هذا، ويستغرب مهتمون بالشأن المحلي بتراب دار بوعزة، غياب تدخل مجالس الجماعات المشكلة لمجموعة التشارك، أمام استنكار “استمرار صمت سلطات عمالة إقليم النواصر بالرغم من درايتها بما يقع في مقبرة الرحمة”.

ويتساءل مهتمون ما إذا كان الوالي الجديد لجهة الدار البيضاء سطات، محمد امهيدية، قد يدخل على خط “فوضى مقبرة الرحمة”، خاصة بعد “الشبهات والضجة التي واكبت مشروع اتفاقية الكاميرات بالمقبرة التي برزت مؤخرا للعلن”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *