خارج الحدود

جنوب إفريقيا: المجتمع الدولي يخذل الفلسطينيين كما خذل رواندا والبوسنة والروهينغيا

اعتبرت جنوب إفريقيا أن المجتمع الدولي يخذل الفلسطينيين كما خذل مرارا رواندا والبوسنة والهرسك والروهينغيا سابقا، مؤكدة أن الشعب الفلسطيني مهدد بالإبادة الجماعية.

جاء ذلك خلال انطلاق أولى جلسات محاكمة إسرائيل بمحكمة العدل الدولية في مدينة لاهاي الهولندية، صباح اليوم الخميس، في دعوى قدمتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في قطاع غزة.

وخلال مرافعتها الأولية، قدمت جنوب إفريقيا أدلة وصور ومعطيات متكاملة حول ارتكاب إسرlئيل لإبادة جماعية بحق سكان غزة.

وقال الفريق القانوني لجنوب أفريقيا، إنه ينبغي وقف قتل غزة وشعبها، مشددا على أن نقص الدواء والماء والكهرباء في قطاع غزة يهدد الآلاف.

وتابع الفريق: “من حقنا ضمان المحافظة على أحكام اتفاقية منع الإبادة الجماعية. أكثر من 10 أطفال في قطاع غزة يفقدون يوميا طرفا واحدا على الأقل من أطرافهم، و48 امرأة و117 طفلا في قطاع غزة يقتلون بمعدل يومي”.

وأشارت جنوب إفريقيا إلى أن الأطفال في غزة محرومون من الماء والغذاء والتعليم، وأن المنشآت المدنية في قطاع غزة تحت القصف المستمر، ومعظم مباني غزة ومنشآتها مسحت عن الأرض.

وشددت على أن الشعب الفلسطيني في غزة محاصر ومحروم من أساسيات الحياة، معتبرة أنه يجب على الدول الأعضاء في اتفاقية منع الإبادة، منع ارتكابها ومعاقبة مرتكبيها.

وترى جنوب إفريقيا أن مبررات إسرائيل لأفعالها في قطاع غزة لا تبرئها من تهمة نية ارتكاب الإبادة، موضحة أن 13 دولة عبرت عن دعمها للقضية، مما يؤكد ضرورة اتخاذ المحكمة تدابير مؤقتة.

ولفتت إلى أن الوضع في غزة غير مسبوق وحقوق الفلسطينيين يجب حمايتها، مضيفة أن خطابات المسؤولين الإسرائيليين المحرضة على الإبادة توجه أفعال الجنود في غزة.

وصرح الفريق القانوني بأن “الأسرة الدولية خذلت الفلسطينيين على مدى سنوات، ولذلك لجأنا إلى هذه المحكمة”، معتبرا أن المدنيين في غزة محميون بموجب اتفاقية منع الإبادة الجماعية.

وطالبت جنوب إفريقيا بحماية حقوق الفلسطينيين بشكل عاجل، مشيرة إلى أن عائلات بأسرها في قطاع غزة تم تشتيتها واقتياد أفرادها إلى أماكن مجهولة.

وأبرزت أن قطاع غزة يعاني من حصار مستمر منذ 16 عاما، وهناك نحو مليوني مهجر في قطاع غزة، لافتة إلى أن قرار مجلس الأمن الدولي بتيسير وصول المساعدات إلى غزة لم يتم تنفيذه.

وشددت على أن فشل المجتمع الدولي في مواجهة الأزمة الإنسانية في غزة سيكون له تداعيات عالمية، وأن ما يواجهه الفلسطينيون في غزة يلزم المحكمة بفرض إجراءات لحمايتهم.

وقبيل الجلسة، تجمع عشرات المؤيدين لفلسطين أمام مبنى المحكمة، رافعين علم فلسطين وهتفوا بـ”وقف فوري لإطلاق النار” في غزة.

وفي أولى ردود الفعل، وصفت وزارة الخارجية الفلسطينية، خطوة جنوب إفريقيا بمحاكمة إسرائيل في محكمة العدل الدولية بأنه “حدث تاريخي”.

وطالبت فلسطين “الدول الشقيقة والصديقة، المتسقة مع مبادئها ومبادئ القانون الدولي، لدعم جنوب إفريقيا وخطوتها أمام محكمة العدل الدولية، وأن تقدم مرافعتها للمحكمة بعد الانتهاء من التدابير الاحترازية، والمؤقتة، انتصارا للعدالة ومنعا للإبادة”.

من جانبها، أعلنت جامعة الدول العربية تأييدها “الكامل” للدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، بتهمة “ارتكاب جرائم إبادة جماعية”، و”خرق اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية لعام 1948”.

وفي الضفة الغربية، نظم مئات الفلسطينيين وقفات في تقديرا لخطوة جنوب إفريقيا رفع دعوى ضد إسرائيل بتهمة “ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية” في قطاع غزة.

وتقدمت جنوب إفريقيا بدعوى من 84 صفحة، في 29 دجنبر الماضي، تعرض خلالها دلائل على انتهاك إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال لالتزاماتها بموجب ميثاق الأمم المتحدة، وتورطها بـ”ارتكاب أعمال إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة”.

ووافقت إسرائيل على المثول أمام المحكمة بذريعة أنها تريد “دحض” ما وصفتها بالاتهامات “السخيفة التي تفتقر إلى أي أساس واقعي أو قانوني”.

ومن المتوقع أن تقرر المحكمة، وهي الجهاز القضائي الرئيسي للأمم المتحدة لاحقا، كيفية سير مداولاتها في هذه القضية.

ويشن الاحتلال عمليات إبادة جماعية بحق الفلسطينيين بقطاع غزة، منذ 7 أكتوبر الماضي، خلفت إلى حدود اليوم الخميس، استشهاء أزيد من 23 ألف شخص وفقدان 8000 آلاف آخرين، إلى جانب و59 ألف مصاب، مع دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *