بنعبد الله: مذكرتنا لمدونة الأسرة حاولت عدم المس بالنص القطعي ونرفض التعصيب وتزويج القاصرات

أفاد الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية محمد نبيل بنعبد الله، أن مذكرة حزبه بخصوص تعديل مدونة الأسرة حاولت احترام المرجعية الإسلامية لأن هناك مكونات في المجتمع المغربي تتبناها وتدافع عنها، لكن بالمقابل، عارض “بعض الأشياء التي لا يقبلها العقل مثل التعصيب” أو “لا يمكن قبولها ولا يوجد فيها نص مطلقا مثل زواج القاصرات”.

وجاء كلام بنعبد الله خلال مشاركته في حلقة هذا الأسبوع من برنامج “حوار في العمق” الذي يقدمه مدير نشر جريدة “العمق” محمد لغروس، ويبث كل جمعة على الساعة السادسة مساء.

وأبرز أنه في الوقت الذي “تقدمنا بمقترحات اعتبرها عدد من الأوساط في طليعة المواقف المعبر عنها ولقيت استحسانا حتى من داخل الهيئة”، فإنه في نفس الوقت “عرفنا أن المغرب فيه تيارات أخرى وفيه المرجعية الإسلامية”، و”لم نذهب في اتجاه المس بما ترى بعض الأوساط أنه قطعي وحاولنا أن نأخذ ذلك بعين الاعتبار”.

وأضاف “ولكن كما أكدنا على ذلك في ديباجة مذكرتنا قلنا إن الدستور ينص في الفقرة الأولى على أن المغرب دولة ديمقراطية تعتمد منظومة حقوق الإنسان وتعتمد الحرية والديمقراطية والمساواة بين الرجل والمرأة وعدم التمييز ثم في الفقرة الثانية تقول إن المغرب دولة إسلامية”.

وتابع “في الإرث قلنا طيب، ولكن على الأقل توجد مسألة لا يمكن أن تقولوا لنا أن فيها نص قطعي وهي التعصيب، وهي مسألة لا يقبلها العقل”، على حد قوله.

وقال بنعبد الله “بعض الأوساط تقول حتى هذه الأمور ما تقيسوش فيها.. لا غادي نقيسو فيها، لا يمكن أن تضعوا لنا فيتو في بعض الأمور التي ليس فيها نص قرآني أو نصوص قطعية” مضيفا “لا تقمعونا بالمقدس، ما فيه النص القطعي مرحبا نناقشه معكم ونقول لكم طيب، ولكن ما فيه ممارسات ورثناها عبر عقود من الزمن وربما قرون لا يمكن أن نسير فيها”.

وأعطى بنعبد الله المثال على ما يقصد بأن ليس فيه نصا بقوله “الولاية القانونية والمساواة بين الرجل والمرأة فيها”، وزاد “في وزواج القاصرات، بنت 16 عاما مكانها في المدرسة لحفظ حقوقها وبناء مستقبلها لتكون لها مكانة، وليس تزويجها لأنه وقع ما وقع”، مشددا “المنع المنع، 18 سنة، وهذه أمور سندافع عنها ولا تقولوا لنا مكتوب في القرآن أن 16 سنة يجوز، بالتالي يجوز لنا أيضا أن نقول 18 سنة لأنه سن الرشد”.

وفي موضوع تعدد الزوجات، قال بنعبد الله إن “هذه النقطة قد تكون الوحيدة في مذكرة حزبه التي تتعارض مع النص”، وعلل توجهه إلى اقتراح منع التعدد بوجود “تراجع للظاهرة في المجتمع حتى أصبحت على مستوى الممارسة قليلة جدا”، وأردف قائلا “بما أننا وصلنا إلى هذا المستوى وبما أن الآية حتى هي تقول واعدلوا فكيف ستعدل، فبالنظر للتطور الذي حصل قلنا بمنع تعدد الزوجات احتراما للمساواة الحقيقية بين الرجل والمرأة”.

رد على بنكيران

أما بخصوص التراشق الذي وقع بينه وبين الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله ابن كيران بخصوص تعديل مدونة الأسرة، أبرز ضيف “حوار في العمق” أنه كان له نقاش مع حليفه الحكومي السابق وذلك قبل تأسيس الهيئة المشرفة على تعديل مدونة الأسرة، وأنه قال له “هذا الموضوع سيدفعنا للاختلاف لأن منطلقاتنا ليست منطلقاتكم”.

وقال بنعبد الله “قلت له هذا الموضوع سيدفعنا للاختلاف، ومن الطبيعي بحكم مرجعيتكم السياسية والدينية فإن نظرتكم محافظة، ونحن بحكم مرجعيتنا الاشتراكية نظرتنا منفتحة على العهد وسنريد تحقيق المساواة، لذلك يجب أن نحفظ الرقي السياسي”.

وأضاف “السمو السياسي يقتضي أن تدبر الخلاف في إطار احترام الآخر، وحتى لو كانت تجاوزات فمازلت أنادي: الرجوع لله، كل واحد سيعبر عن رأيه في الموضوع، والهيئة احتضنت أراء الجميع واستمعت للجميع، وستقوم بمحاولة ستفرز أمورا ستعجبنا وأخرى لن تعجبنا، وهم من جهتهم أيضا سيجدون أمورا ستعجبهم وأخرى لن تعجبهم، ونتمنى أن يكون هناك توافق، ولكن هذا التوافق يتعين أن يكون إيجابيا وأن يقدم المسار، فلا نريد توافقا مبنيا على التراجع أو مبنيا على الجمود”.

واعتبر أن “المسألة مرتبطة بمكانة المرأة، ولا يمكن القول بأننا نريد تمثيل الأسرة ونترك الأسرة تمشي برجل واحدة”، متابعا “تمثيل الأسرة يمر بالضرورة عبر التوازي والتوازن بين الرجل والمرأة في حماية الأسرة وبنائها وحينما تفقد الأسرة بالطلاق وغير أن تكون الآثار مترتبة على ذلك تحافظ على المساواة بين الرجل والمرأة وبين الأبناء والبنات على كافة المستويات وهذا ما ننشده في الحزب”.