خارج الحدود

رغم منع السلطات.. سيارات الأجرة بساحل العاج تلجأ للغاز لمواجهة ارتفاع أسعار الوقود

تصوير ومونتاج: عزيز صفي الدين

“ارتفاع أسعار الوقود بساحل العاج أجبرنا على استعمال قنينات الغاز عوض البنزين ونقوم بهذا الأمر بعيدا عن أعين السلطات الإيفوارية”، هكذا برر “ناتال”، سائق سيارة أجرة صغيرة، اللجوء للغاز عوض الوقود.

“ناتال”، صاحب سيارة أجرة صغيرة بسان بيدرو، من بين آلاف السائقين الذين اختاروا قنينات “البوطاغاز” لتشغيل سيارته عوض البنزين، يؤكد أن ما دفعه للقيام بهذه الخطوة هو ارتفاع أسعار الوقود بالكوت ديفوار، مشيرا إلى أن البنزين يكلف يوميا 30 ألف فرنك بينما يحتاج لثمانية آلاف فرنك فقط في اليوم عند استعمال قنينات الغاز، كما لجأت عدد من السيارات العادية هي الأخرى لاستعمال قنينات الغاز لخفض التكلفة.

وتعمل أزيد من 80 في المائة من سيارات الأجرة بمدينة سان بيدرو بساحل العاج بقنينات الغاز عوض الوقود، فقد اختار معظم أصحاب سيارات الأجرة بالمدينة الإيفوارية الساحلية قنينات الغاز للتقليل من تكاليف التنقلات اليومية.

وتمنع الحكومة الإيفوارية تشغيل المركبات بغاز البوتان نظرت للخطورة التي قد يتسبب بها هذا النوع من السيارات على المستهلكين، غير أن معظم سائقي الأجرة يلجؤون لهذا الأمر في معزل عن السلطات المحلية.

ويعتبر عدد من سائقي الأجرة، في تصريحات لجريدة “العمق” أن الغاز أكثر أمانا من البنزين ولا يتسبب في انبعاثات ملوثة مقارنة بالوقود، ويجعل المحرك يعمل بصورة أفضل، على حد تعبيرهم، علما أن أغلبهم يستعمل حوالي 4 أو 5 قنينات غاز في اليوم.

وباستثناء ضرورة أن تكون السيارة مزودة بمحرك يشتغل بالبنزين، فإن سيارات الأجرة تحتاج لتعديلات ميكانيكية بسيطة لتعمل بالغاز عوض الوقود، حيث تتم إضافة قطعة معدنية رخيصة الثمن لتعديل درجة حرارة الغاز وتحويله من الحالة الغازية إلى الحالة السائلة ليصبح لائقا للعمل في السيارة.

وحسب تصريحات استقتها جريدة “العمق” من سائقين إيفواريين رفضوا الكشف عن هوياتهم، فقد سبق للعديد من سائقي سيارات الأجرة التي لجأت لاستعمال “البوتاغاز” كبديل للوقود،  أن تعرضوا لمخاطر أغلبها ناتجة عن تسربات أدت لاشتعال النيران، ووصلت في بعض الأحيان للتسبب في خسائر على مستوى الأرواح.

وحسب معطيات رسمية، فقد بدأت سيارات الغاز في الظهور في تسعينيات القرن الماضي، حيث يرجع سبب انتشار هذا النوع إلى أن تكلفة استهلاك الغاز أقل من البنزين تقريبا بنصف سعر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *