سياسة

ألباريس يتوجه إلى الجزائر لحل أزمتها مع إسبانيا.. خبير: زيارة تأتي لفك عزلة النظام الجزائري

من المرتقب أن يتوجه وزير الشؤون الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، إلى الجزائر، يوم الإثنين المقبل، في زيارة هدفها الأساسي إنهاء الأزمة الدبلوماسية التي دامت لأزيد من سنتين بين إسبانيا والجزائر.

وجاءت الأزمة على خلفية موقف مدريد الداعم للوحدة الترابية للمملكة المغربية، واعتبار مخطط الحكم الذاتي الحل الوحيد لحل نزاع الصحراء المغربية.

وحسب ما كشفه جريدة “لاراثون” الإسبانية، فإن وزير الخارجية الإسباني سيلتقي نظيره الجزائري أحمد عطاف، من أجل من مباحثة العلاقات الثنائية وحل الأزمة الدائرة بين الطرفين، خاصة وأن الجارة الشرقية عملت خلال الفترة الماضية على إعادة سفيرها نهاية العام المنصرم، ما نتج عنه استئناف العلاقات التجارية بين البلدين.

وتعليقا عن هذه الخطوة، أوضح خبير الشؤون الاستراتيجية، هشام معتضد، أن زيارة ألباريس، تأتي في ظل رغبة النظام العسكري الجزائري، فك صورة العزلة السياسية والتراجع الدبلوماسي الذي يعيشه بلده، وخاصة لتصحيح القرار الإنفعالي، والاندفاع السياسي الذي اتخذته الجزائر تجاه مدريد والذي أظهر مؤسساتها تتخبط في نمطية الصبيانية السياسية والتهور الدبلوماسي.

واعتبر المتحدث في تصريح لـ”العمق”، أن الجزائر بحاجة لمدريد أكثر من أي وقت مضى سواء على المستوى السياسي أو الدبلوماسي أو الاقتصادي، ما يجعل من الزيارة فرصة جديدة من أجل التراجع عن قرارتهم السياسية والدبلوماسية تجاه إسبانيا.

وحسب المصدر ذاته، فإن “الجزائر ستحاول تقديم عروض للشركات الإسبانية بشروط تفضيلية من أجل كسب عطف القيادة الإسبانية وإقناعهم بمدى جدية النظام الجزائري في إصلاح الوضع وتجاوز الأزمة”.

وأوضح معتضدد أن “الجزائر تعيش عزلة سياسية ودبلوماسية خطيرة وغير مسبوقة وبالتالي فهي تراقب عن كثب هذه الزيارة من أجل الإثبات لرأيها الداخلي ومحيطها الإقليمي أنها على مسار التعافي السياسي والدبلوماسي على مستوى علاقاتها الخارجية”.

وحديثا عن تأثير هذه الزيارة على الموقف الإسباني تجاه قضية الصحراء، نفى خبير الشؤون الاستراتيجية، أن تكون لها أي تأثير بخصوص الموقف الإسباني بشأن ملف الصحراء، كون أن التوجهات السيادية لمدريد بخصوص هذا الموضوع واضحة والقيادة في إسبانيا تؤكد في كل مناسبة على تشبثها بموقف الدولة على هذا المستوى وذلك دون مزايدات.

واعتبر أن الجزائر ستحاول إعلاميا تضليل رأيها العام والمنتظم الدولي، عن طريق افتعال قصاصات حول الموقف الإسباني بشأن مستجدات ملف الصحراء المغربية، وهو الأمر الذي لن تشير إليه إسبانيا، على اعتبار أن مدريد تمتلك توجها واضحا، مرتبط بالتزامات مسؤولة وليس زيارة مسؤول للجزائر هي من ستؤثر على هذا الخط الإستراتيجي للدولة الإسبانية.

جدير بالذكر أن زيارة ألباريس تعد الأولى لمسؤول رفيع المستوى إلى الجزائر بعد الاعتراف الإسباني بمغربية الصحراء، والذي أدى إلى احتجاج قصر المرادية بعد هذا القرار عن طريق سحب سفيرها من إسبانيا، كما تم خرق معاهدة حسن الجوار الموقعة بين البلدين قبل عشرين عاما.

وللإشارة فإن الجزائر ورغم الأزمة، حافظت دون انقطاع على إمدادات الغاز إلى إسبانيا، وهو الأمر الذي لطالما أشارت إليه المملكة الإيبيرية الراغبة في المحافظة على العلاقات المتينة التي أضحت تجمعها بالمملكة المغربية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *