خارج الحدود

تضم 1.5 مليون فلسطيني.. الاحتلال يستعد لاجتياح رفح وتحذيرات من “حمام دم رهيب”

صادق جيش الاحتلال الإسرائيلي على خوض عملية عسكرية في رفح جنوب قطاع غزة، في ظل خلافات بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئاسة الأركان، وسط مخاوف من وقوع مجازر رهيبة بفعل تواجد زهاء مليون ونصف فلسطيني في تلك المنطقة.

يأتي ذلك في وقت يكثف فيه الاحتلال قصفه على مناطق في رفح وخان يونس، فيما أعلنت وزارة الصحة في غزة عن ارتفاع عدد الشهداء في اليوم الـ127 للحرب، إلى 28 ألفا و64 شهيدا، و67 ألفا و611 مصابا منذ 7 أكتوبر.

وهكذا، حذر المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، اليوم السبت، من “كارثة ومجزرة عالمية” في حال اجتاحت إسرائيل محافظة رفح، آخر ملاذ للنازحين في القطاع.

وقال المكتب في بيان نشره على منصة “تلغرام”: “نُحذر من كارثة ومجزرة عالمية قد تخلف عشرات آلاف الشهداء والجرحى في حال تم اجتياح محافظة رفح”.

وحمل البيان “الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي والاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن الكارثة والمجزرة العالمية التي يُلوّح بارتكابها الاحتلال”.

وأضاف: “تناولت وسائل الإعلام التابعة للاحتلال الإسرائيلي نية وتهديدات جيش الاحتلال بمهاجمة واجتياح محافظة رفح، والتي تضم أكثر من مليون و400 ألف مواطن فلسطيني بينهم مليون و300 ألف نازح من محافظات أخرى، مما ينذر بوقوع كارثة ومجزرة عالمية قد تُخلِّف عشرات آلاف الشهداء والجرحى”.

كما حذّر المكتب من أن اجتياح رفح “قد يقع في أي وقت بالتزامن مع ارتكاب الجيش الإسرائيلي آلاف المجازر في محافظات قطاع غزة على مدار حرب الإبادة الجماعية”.

وطالب أيضا “مجلس الأمن الدولي بالانعقاد الفوري والعاجل واتخاذ قرار يضمن إلزام الاحتلال الإسرائيلي بوقف حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها ضد المدنيين والأطفال والنساء في قطاع غزة”.

ويستعد الجيش الإسرائيلي لتنفيذ عملية عسكرية برية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، فيما يعتزم الجيش والأجهزة الأمنية صياغة خطة لإخلاء المدينة من السكان، بحسب إعلام عبري.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، اليوم السبت، إن العملية العسكرية في رفح ستبدأ بعد الانتهاء من “إجلاء واسع النطاق” للمدنيين من المدينة وضواحيها.

ومحافظة رفح جنوبي قطاع غزة تعد آخر ملاذ للنازحين بعد طلب الجيش الإسرائيلي من سكان غزة اللجوء إليها، خلال عملياته شمالي القطاع المستمرة حتى اليوم.

تحذيرات من “حمام دم”

توجه رئيس بلدية رفح بنداء إلى المجتمع الدولي من أجل وقف الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني، معتبرا أن أي عمل عسكري في المدينة المكتظة بأكثر من 1.4 مليون فلسطيني سيؤدي إلى مجزرة وحمام دم.

وقال المسؤول الفلسطيني لقناة “الجزيرة”، إن المساعدات التي تدخل عبر معبر رفح لا تكفي إلا 10% من سكان المدينة، معتبرا أن رفح بصدد مواجهة مجاعة وحالة عطش كبيرة نتيجة نقص الإمدادات.

من جانبها، حذرت حركة “حماس” من ارتكاب الاحتلال مجازر برفح، مشيرة إلى أن موقف الإدارة الأميركية بعدم دعمها الهجوم على رفح لا يعفيها من المسؤولية الكاملة عن تبعاته.

وفي ردود الفعل الدولية والعربية، قالت وزيرة الخارجية الألمانية، إن أي هجوم يشنه الجيش الإسرائيلي على رفح سيكون بمثابة كارثة إنسانية.

وحذرت الخارجية السعودية من التداعيات الخطيرة لاقتحام واستهداف رفح، وجددت مطالبتها بضرورة وقف إطلاق النار فورا في قطاع غزة.

من جهتها، قالت وزارة الخارجية القطرية إنها تدين بأشد العبارات التهديدات الإسرائيلية باقتحام مدينة رفح، محذرة من كارثة إنسانية في رفح التي أصبحت ملاذا لمئات آلاف النازحين.

ودعت قطر مجلس الأمن الدولي إلى تحرك عاجل يحول دون اجتياح الاحتلال لرفح وارتكاب إبادة جماعية، مطالبة بتوفير الحماية التامة للمدنيين بموجب القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.

كما حذرت الخارجية الأردنية من خطورة تنفيذ الاحتلال عملية عسكرية برفح التي تؤوي عددا كبيرا من النازحين الفلسطينيين، مؤكدة ضرورة تحمل مجلس الأمن مسؤولياته لمنع التدهور الخطير وفرض وقف فوري لإطلاق النار.

وفي مصر، قال وزير الخارجية، سامح شكري، إن ازيادة رقعة العملية العسكرية الإسرائيلية لها نتائج وخيمة، مشيرة إلى أن اتصالات مستمرة وجهود تبذل في القاهرة لتقريب وجهات النظر ووضع إطار يسمح باتفاق هدنة بغزة.

وقال شكري: “نرفض أي تصفية للقضية الفلسطينية والمفاوضات معقدة وكل طرف يريد تحقيق أكبر قدر من مصالحه. هناك تكدس للفلسطينيين في مكان محدود وخطورة كبيرة لوضع رفح أمام أي عملية عسكرية إسرائيلية”.

واعتبر أن الوضع الإنساني لا يحتمل مزيدا من التدمير والضحايا والوضع متفاقم أصلا، مشيرا إلى أن زيادة رقعة العملية العسكرية الإسرائيلية ستكون لها نتائج وخيمة ونحذر من أي تصعيد إضافي.

وفي نفس السياق، قالت منظمة “أطباء بلا حدود”، إنه لا مكان آمنا في غزة، وإن التهجير القسري المتكرر دفع الناس إلى رفح وأصبحوا محاصرين من دون خيارات.

وأوضحت المنظمة أن أكثر من مليون شخص في رفح يواجهون تصعيدا كبيرا، وكثير منهم يعيشون في خيام وملاجئ مؤقتة.

ومنذ بداية العملية البرية التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة في 27 أكتوبر الماضي، وهي تطلب من السكان التوجه من شمال ووسط القطاع إلى الجنوب بادعاء أنها “مناطق آمنة”، لكنها لم تسلم من قصف المنازل والسيارات والمشافي.

وإثر الفظائع المرتكبة بالقطاع تواجه إسرائيل اتهامات بارتكاب “إبادة جماعية” أمام محكمة العدل الدولية، للمرة الأولى بتاريخها، ما قوبل بترحيب إقليمي وعالمي لوضع حد لإفلات إسرائيل من العقاب، فيما واجه ذلك معارضة أمريكية.

* الأناضو + الجزيرة + وكالات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *