وجهة نظر

شباب أرفود في خطر فهل من منقذ

قبل يوم واحد من خطبة عيد الأضحى كنت أتجول مع أحد الإخوة، وسألته ألا ترى معي أن مجموعة من الشباب يتعاطون التدخين والمخدرات بشكل ملفت، فقال نعم وإنه لشيء يدعو للقلق.

وكأني بفقيه المدينة قد سمع تلك الكلمات التي قيلت في أطراف حديث عابر تملؤه الحسرة والدهشة، وكان من بين ما دار بيننا ما الذي تغير بهذه البلدة الطيبة أهلها؟ وهل هناك من يريد لشبابها أن يدمر.

فكان الجواب من صرخة مدوية عمت أرجاء ساحة الجيش الملكي في يوم عظيم من أيام الله، وفي شهر من شهوره الحُرم، نزلت –الصرخة- كالصاعقة على من غابوا على المدينة البهية الطيبة، سنة كاملة أو سنتين، وإن حضروا كانت زيارتهم خاطفة لا يظهر لهم من المدينة إلا بهاءها.

في خطبة العيد كشف الفقيه الشاب المتنور، “المستور” رافعا صوته عاليا عله يجد آذانا صاغية، وهو ابن البلدة العارف بخبايها، عن ما يروج ويموج، قائلا بعد التكبير وإعادة التكبير، “شبابنا يقتلهم اليأس”، -يأس سببه الفقر والتهميش والفاقة، وتأخر الرزق، منها ما أريد لذه المنطقة في المغرب العميق أن تظل فقيرة مفقرة- وقد وجد بعضهم في المخدرات ودور الدعارة ملاذا لتفريغ مكبوتاته.

ألقى الفقيه الشاب اللوم على الشباب أولا، لأنه لم يقاوم المتغيرات التي تطرأ على المجتمع..، ثم توجه إلى الوالدين وذكر بدورهما المحوري في توجيه أبنائهم، والحرص على سلامتهم، والبحث لهم عن عمل يشغل أوقاتهم..، ثم توجه بالتقريع لمن يعملون على تدمير الشباب بترويجهم للسموم المخدرة من كيف وحشيش وخمر وماحيا، وإلى الذين يكترون بيوتهم لإعدادها أوكارا للدعارة لفتيات قدمن من مدن مختلفة، وفي الأخير شكر رجال الأمن على مجهوداتهم في التصدي لمن يروجون المخدرات وغيرها من الأمور التي تشوه عقول شباب المستقبل.

وقد أردت من هذه الكلمات وأنا من أبناء أرفود البهية، التذكير بهذا الخطر الداهم، علّ صدى الكلمات يجد مكانا أرحب من ساحة الجيش الملكي بأرفود التي انطلقت منها تلك الصرخة المدوية، والتي وضعت الأصبع على الجرح، هذا الجرح الذي إذا لم يلتئم بسرعة فائقة تعفن، وآن ذاك لن ينفع معه دواء.

الفلاحون ضحايا الكيف

وإنه لمن الأمور الخطيرة التي بدأت تطرأ على المدينة بسبب المخدرات ودور الدعارة، كثرة السرقة، وخصوصا ثمار النخيل خلال هذه المدة التي تكون فيها الثمار قد أينعت وحان قطافها، والذي يجد فيه مجموعة من الشباب مجالا لدر دراهم من أجل شراء ما يلزم من الكيف والحشيش..، وهذا الأمر يترك في نفوس الفلاحين آثارا سلبية وهم اللذين ظلوا ينتظرون طول السنة هذه الثمار، من أجل سد رمق أبنائهم، مع العلم أن مجموعة من الساكنة تعتمد على مدخول ثمار النخيل من أجل تسديد ديون السنة وما إلى ذلك من الأمور التي تحتاجها الأسرة.

شكايات ساكنة تيزيمي

تشتكي ساكنة تيزيمي وخصوصا قصر اللحاين وهبيبات والقصبة وأولاد عقبة وأولاد علي، من كثرة الذهاب والإياب عبر الدراجات النارية والعادية، لشباب وجوههم غريبة، لا تربطهم بالبلدة أية صلة، وخوفهم يزداد على فلذات أكبادهم من التعدي عليهم، وخصوصا منهم الفتيات اللواتي يخرجن بعد المرات، -خصوصا من الأسر التي لم ترزق بالذكور- إلى الغابة لجني ثمار النخيل، إنه العار يقول أحد الساكنة، إننا نخاف على فلذات أكبادنا من هؤلاء، لقد بتنا نخاف من هؤلاء اللصوص، الذين يعيثون فسادا في نخيلنا، وإن كان لم يسبق لأحد أن اشتكى من تعدي أي واحد من هؤلاء الشباب عليه، إلا أننا نريد للأمن أن يزيد من حملاته، يقول خ م شبابنا الله يهديهم نعرف العديد منهم كان في أحسن حال، لم يكن يدخن لا كيف ولا حشيش، ولا يتعاطى لأي شيء من هذه الأمور التي تدمر الصحة أولا ثم الجيب ثانيا، لكن منذ أن بدأ يباع الكيف في مكان أصبح جميع أبناء البلدة يعرفون طريقه من كثرة ذهاب وإياب الشباب، والأمر يتعاظم.

جهود تحتاج المزيد

خلال حديث الفقيه الشاب عن هذا الخطر المرعب، وبعد شكره لرجال السلطة على مجهوداتهم، نبه إلى أن سكان المدينة والقصور المجاورة تريد المزيد من المجهودات، من أجل الحد أو التقليص على الأقل، والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه تشويه صورة البلدة البهية، وتدمير شبابها بالترويج للمخدرات من كيف وحشيش، وفتح دور الدعارة والملاهي الليلية.