مجتمع

محامية “ولد الفشوش”: مؤازري مريض نفسيا.. والضابطة القضائية تأثرت بـ”الصحافة الصفراء”

واصلت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، اليوم الثلاثاء، الاستماع إلى مرافعات دفاع المتهمين في قضية ضرب وقتل الطالب بدر بولجواهل دهسا في مطعم ماكدونالدز بالدار البيضاء، شهر غشت المنصرم.

وقالت المحامية حادة دانييل، دفاع المتهم الرئيسي “أشرف.ص” الملقب لدى الرأي العام “بولد الفشوش”، إن مؤازرها “يعاني من مرض نفسي مازال يعاني من أثاره السلبية، تتجلى في تعاطيه لدواء مخدر وصفه له الطبيب بصفة مستمرة، وقوله بنفي الجريمة كان صادقا فيه لأنه لا يتذكر”.

ويتابع “أشرف.ص”، من أجل جنايات “القتل العمد مع سبق الإصرار سبقته جناية وصحبته جناية أخرى ومحاولة القتل العمد والمشاركة في السرقة المقترنة بظروف التعدد والليل واستعمال العنف ثم جنحة العنف”.

وتابعت المحامية حادة، أنه “في 2018 تعرض مؤازري لحادثة سير نتج عنها وفاة سائق سيارة ومرافقه، وهي الحادثة التي اعتمدتها الصحافة الصفراء في مواقع التواصل الاجتماعي، لتستكمل قصة ولد الفشوش التي اختلقتها هذه الصحافة الصفراء”، بحسب قولها.

وأشارت إلى أن “أشرف.ص”، “ظل سنة كاملة سجين كرسي متحرك ولا يستطيع التحرك”، مضيفة أن “أحد المسعفين خلال حادثة 2018 قام بوضع أحد ضحايا الحادثة على رجليه أثناء نزيفه، وهو ما سبب له مرضا نفسيا”، وسلمت هيئة المحكمة وثائق طبية.

وقالت إن مؤازرها “حساس عاطفيا للغاية، وحسه المرهف وتعاطفه الزائد جعلانه لا يتقبل حادثة 2018 وأثرها، وأدى به ذلك إلى معاناة نفسية بدأ معها بأخذ دواء بريستال وايسبيرال واتينيم 3 ملغ، وتستغرق هذه الأدوية أياما في أداء مفعولها والمؤازر تحت تأثيرها”، مردفة أن “التقرير الطبي يتضمن إشارة إلى الحادثة وواقعتها، وفي الملف تقرير يشير إلى وصف الطبيب المعالج استكمال أشرف لعلاجه النفسي في إسبانيا”.

وذكرت المحامية أنها، “لن تجزم بوفاة الضحية بعد الدهس مباشرة، ولكنه ظل على قيد الحياة خلال نقله على سيارة الإسعاف إلى مستشفى مولاي يوسف، والطبيب الشرعي لم يذكر السر المؤدي إلى وفاته، مما جعل العلاقة السببية بين الفعل والنتيجة غامضة”.

وشددت على أن الضابطة القضائية “تأثرت بمعطيات الصحافة الصفراء التي جعلت من أشرف.ص، “ولد الفشوش” السفاح الذي يستأثر بقتل الأرواح، وخلقت وقائع غير صحيحة”، مردفة، أنه “ما كان على الضابطة القضائية إنجاز محضر الإستماع ومؤازرها في حالة غير طبيعية، وهنا قالت بأن الضابطة القضائية لم تحترم الدستور الذي نص بضرورة احترام حقوق الانسان”.

وأردفت المحامية، “أن إقرار أمين.ر بجريمة دهس بدر، جاء بعد شعوره بالذنب، واشارت النيابة العامة بأنه قد يتعرض للإعدام، لكنه رد بأن جوابه هو الحقيقة وتمسك بإقراره، وأكد أنه من كان يقود السيارة وليس أشرف.ص، والقول بعرض مبالغ مالية على أمين.ر فقد نفاها جملة وتفصيلا”.

وأوردت محامية المتهم الرئيسي، “أن المتهمين الذين اعترفوا على أن أشرف.ص هو من ارتكب الجريمة، وتقصد عبد الرفيق.ز و أحمد.س، كان بهدف ابعاد الأضواء عنهما، وأن الشريط يوثق لواقعة الضرب والسرقة، ونفس الشريط لم يظهر وجود أشرف.ص في مسرح الجريمة، وأن الله لا يجب ظلم العباد”.

وأبرزت أن أقوال المتهمين “عبد الرفيق.ز وأحمد.س، متناقضة ولا يجب أخذها على محمل الجد، لأن كل واحد يحاول ابعاد التهمة عنه وتلفيقها للآخر، خاصة وأنهم على ذمة نفس الملف”.

وأدلت المحامية بإشهاد مكتوب لإحدى الشابات التي قالت “بأنها رأت بمرآب مطعم ماكدونالدز في 30 غشت 2023، شخصا يرتدي قميصا أبيضا بالقرب من السيارة التي دهست بدر وكان يمكن التعرف عليه بمجرد رؤيته”، وأضافت إشهاد رجل آخر ، قالت المحامية، إنه “كان ينتظر ابنته لإحضار طلبية من ماكدونالدز، وقال في الإشهاد وفق ما قرأته على هيئة الحكم، “بأنه عندما رأى صور المتهم الرئيسي تروج في مواقع التواصل الاجتماعي، أدلى بإشهاد مكتوب الذي مفاده أن الشخص الذي رآه بالسيارة ليس هو نفس الشخص الذي تروج صوره”.

كما أدلت محامية “أشرف.ص” بإشهاد آخر، قالت إنه “لسائق عائلة أشرف، الذي قال فيه، “بأن أشرف.ص غير طبيعي، ويقود به السيارة مرارا ويلاحظ أنه ليس في حالة عادية، وأن هذا السائق رهن إشارة القضاء”.

وأبرزت المحامية، أن التهم التي سطرها قاضي التحقيق في حق موكلها، “غير ثابتة في حق أشرف.ص، حيث وبالرجوع إلى الأحداث لا يمكن متابعة مؤازرها بمقتضى الفصول 393 و 392 و 114 من القانون الجنائي، لأنه لم يكن من يقود السيارة أثناء دهس الطالب بدر بولجواهل، كما أن مؤازرها غادر مسرح الأحداث في وقت مبكر”.

وخلصت المحامية، بالقول إن أشرف.ص “بريء براءة الذئب من دم يوسف”، والتمست “براءة أشرف.ص براءة تامة واحتياطيا ببراءته لفائدة الشك تبعا لمبدأ قرينة البراءة وتنفيذ مقتضيات القانون التي تطالب بإطلاق السراح”،  مردفة قولها “وإذا ارتأت المحكمة عكس ذلك نلتمس من المحكمة الحكم عليه بما قضى والأخذ بعين الاعتبار معاناته النفسية، لأنه شاب في مقتبل العمر يسعى للاستشفاء من مرضه، وينحدر من وسط مثقف وابن رجل أعمال ناجح، ووالدته تدير أعمال دراسية وتشرف على جمعيات خيرية وتنظم حملات تحسيسية ضد المخدرات”. والتمست المحامية من المحكمة، “برفض الدعوى المدنية التابعة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • الحاج وفاق
    منذ 4 أسابيع

    أنا ارجو من الله ان يصيب ولد لفشوش فعلا بمرض نفسي وعقلي بعدما ارتكب جريمة لا تغتفر في حق الشاب المغربي الدكتور بدر الذي كانت تعول عليه عائلته وبلاده ليقدم لها منافع كثيرة.

  • مواطن
    منذ 4 أسابيع

    تذكرنا هذه القضية بالأفلام السينيمائية، حيث نجد حضور شقين مثيرين للانتباه، أولهما اعتراف شخص آخر بأنه الجاني، وثانيهما ادعاء المرض النفسي... في النهاية القضاء هو من سيقرر.