سياسة

خبير يكشف دلالات إعلان الاستثمارات الأمريكية في الصحراء المغربية

أضحت الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية قطبا استثماريا، يجب أنظار العديد من المستثمرين الأجانب مجموعة من الدول الصديقة، ولعل آخرها إعلان السفارة الأمريكية في الرباط عن فرصة تمويل جديدة بقيمة 500 ألف دولار أمريكي لدعم مشاريع تهدف إلى تعزيز النمو الاقتصادي الشامل في منطقتي الداخلة والعيون.

خطوة تأتي بعد ما يزيد عن ثلاثة سنوات من الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، ما يؤكد تشبث واشنطن بموقفها من جهة ورغبتها في ضمان موطئ قدم بالمنطقة الجنوبية للمملكة من جهة ثانية.

حديثا عن سياق هذا الإعلان، وأهميته ودلالاته، أوضح خبير العلاقات الدولية، محمد شقير، أن اتفاقية أبراهام أفرزت لنا مجموعة من البنود وأهمها بناء قنصلية خاصة بالولايات المتحدة الأمريكية بمدينة الداخلة، مع سن برنامج “إزدهار” وضخ استثمارات بالمنطقة تناهز 500 مليون دولار، إلا أن الأمر عرف نوعا من التأخر خاصة بعد صعود جو بايدن لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، والمغرب بدوره أشار إلى هذا التأخر في عدة مناسبات.

وشدد شقير على أن مسألة توقيت الإعلان مهم جدا كونه يأتي قبيل انعقاد مجلس الأمن، ما يجعل الأمر يسير في اتجاه رغبة واشنطن في تقوية موقفها وتجسيده ليس فقط على المستوى السياسي وإنما على المستوى الاقتصادي والاستثماري أيضا.

وأشار المتحدث في تصريحه لـ “العمق” أن الإعلان جاء بالتزامن مع إعلان فرنسا عن استعدادها للقيام بمجموعة من الاستثمارات بكل من مدينة الداخلة والعيون، ما يؤكد وجود نوع من التنافس الأمريكي الفرنسي، ما سيعود بالنفع لصالح المغرب، خاصة مع وجود شركاء أوروبيين وعلى رأسهم المملكة المتحدة التي عبرت هي الأخرى عن رغبتها للقيام بمشاريع في بالصحراء.

وأكد خبير العلاقات الدولية، وجود نوع من التنافس بين مختلف الدولة للاستثمار بالمنطقة، خاصة بعد إطلاق المبادرة الأطلسية، إذ أن كل القوى أضحت ترى الأقاليم الصحراوية مجالا للاستثمار، ما يفسر التوجه الحالي لمجموعة من الدول.

إنشاء ميناء الداخلة، اعتبره شقير خطوة ستساهم في تأجيج هذا التنافس، ما يكرس حيوية هذه المناطق، خاصة وأن المغرب في طريقه لإنجاز المخطط التنموي الذي يشمل عدة أوراش وهي كلها تدفع مستثمري هذه الدول إلى الإسراع في إنجاز مشاريع أخرى لأن المنطقة وبحكم موقعها تتمتع بجاذبية كبيرة، خصوصا بعد الانتهاء من المشاريع المهيكل.

وحسب محمد شقير، فإن هذه الخطوة تعد الأولى من نوعها منذ الإعلان عن برنامج إزدهار ضمن اتفاقية أبراهام الموقعة، إذ ولأول مرة تعلن الولايات المتحدة الأمريكية عن ضخها هذا المبلغ الاستثماري بمناطق الصحراء.

هذا، وقالت السفارة الأمريكية في تدوينة على صفحتها الرسمية فيسبوك، “”أخبار سارة لمنطقتي الداخلة والعيون! ما يصل إلى 500 ألف دولار من التمويل مفتوح الآن للمقترحات التي تهدف إلى تعزيز النمو الاقتصادي الشامل”.

وتهدف هذه المنحة، وفق الموقع الحكومي الأمريكي “grants.gov” إلى معالجة التحديات الاقتصادية التي تواجهها المنطقتان، مثل قلة تنوع الاقتصاد ومشاركة غير المتكافئة في القوى العاملة. كما سيدعم هذا المشروع، حسب الموقع، المجتمع المدني في منطقتي الداخلة والعيون من خلال تطوير المهارات المهنية للمشاركين.

وللإشارة فإن المشروع سيساهم في “تهيئة الظروف الاقتصادية التي تسمح بدورها للجمعيات والشركات بتنظيم والتواصل مع المسؤولين المحليين بشأن الأسئلة والقضايا التي تهمهم”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *