أخبار الساعة، مجتمع

ندوة تناقش قضية الصحراء ومحددات التوازن والقوة على الساحة المغاربية

ناقش خبراء وأساتذة جامعيون قضية الصحراء المغربية، من خلال تحليل التحديات والفرص التي تواجهها المنطقة المغاربية في ظل التحولات الجارية على الساحة الدولية.

جاء ذلك في ندوة وطنية  نظمتها مجلة المغرب الكبير للدراسات الجيوسياسية والدستورية، بشراكة مع مؤسسة عبد الواحد القادري، حول موضوع “قضية الصحراء ومحددات التوازن والقوة على الساحة المغاربية” بمدينة الجديدة.

وفي مداخلته، أكد محمد الغالي، أستاذ العلوم السياسية وعميد كلية الحقوق بقلعة السراغنة، أن النظام الدولي الجديد يعرف تحولات مهمة، لذلك، فالمغرب يتعامل بذكاء واحترافية ويحاول التأقلم مع هذه التحولات، من خلال البحث عن مصالحه باستقلالية وحيادية.

من جانبه، ركز أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض مراكش، عبد الفتاح بلعمشي على فشل طموح الاندماج المغاربي، مشيراً إلى أن هذا الفشل يرجع إلى الاختلافات الجوهرية بين المدرستين الدبلوماسيتين المغربية والجزائرية.

وتطرق محمد الزهراوي، أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري، إلى ثلاث نقاط مهمة وهي محددات التوازن والقوة، وقواعد الاشتباك على الرقعة المغاربية وكذلك تأثير التحولات الدولية على المسرح المغاربي.

وحدد الزهراوي عناصر القوة بالنسبة للمغرب، وهي الموقع الجغرافي المتميز، والواجهتان البحريتان، والاسلحة المتطورة، والقوى الناعمة، وعلى رأسها الشأن الديني. بينما تتمتع الجزائر بمساحة كبيرة وصحراء واسعة وحدود مع دول متعددة، والغاز والبترول والسلاح.

ويرى أستاذ العلوم السياسية، أنه في الوقت الذي تتوفر فيه كل دولة على عناصر تحدد قوتها، هناك العديد من الدول تمتلك عناصر القوى لكنها غير ماثرة، لسوء استخدام تلك العناصر.

وأوضح الزهراوي أن تدبير المغرب لسياسته الخارجية محكوم بثلاث محددات أساسية: الدفاع عن الوحدة الترابية والمصالح الوطنية، واستقلال القرار المغربي، وتنويع الشركاء الاستراتيجيين. بينما تدير الجزائر سياستها الخارجية وفق ثلاث أسس هي إضعاف المغرب، وإنهاكه، وتطويقه.

واعتبر الزهراوي أن الدين، فضلاً عن كونه عقيدة، هو أيضاً قوة ناعمة، مشيراً إلى امتداد المغرب القوي من خلال طرق التصوف في عدد من دول غرب إفريقيا ذات الارتباط بالتدين المغربي، ومؤكداً على دور مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في تعزيز هذا الامتداد.

أما رئيس المركز الأطلسي للدراسات الاستراتيجية والتحليل الأمني، عبد الرحيم المنار  السليمي، فقد فكك أسباب العداء القائم بين المغرب والجزائر، محاولاً تفسيرها من خلال تسعة عناصر رئيسية.

وحذر السليمي، من أن اعتراف فرنسا بمغربية الصحراء قد يؤدي إلى تفكك الجزائر، معتبراً أن الخطاب المتداول “خاوة خاوةلم يعد له مكان في ظل تنشئة الجيل الجديد في الجزائر على يد “العسكر”.

وأوضح أن المشكل الرئيسي في الصراع بين هو الصحراء الشرقية، وأن ما يقلق الجزائر اليوم هو تحرك الرأي العام المغربي وإعادة النقاش حول هذه المنطقة، خاصة مع امتلاك المغرب لوثائق تثبت ملكيته لها.

كما  قدم عبد الفتاح نعوم، أستاذ العلاقات الدولية في كلية الحقوق بقلعة السراغنة، مداخلة حول الشراكة المغربية الموريتانية ومبادرة الربط الساحلي الأطلسي، معتبراً أنها ذات أهمية استراتيجية كبيرة لكلا البلدين، وتساهم في تعزيز الصعود الإقليمي الجماعي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *