خارج الحدود

خبراء: إيران جرأت الدول على إسرائيل.. ولهذا لم تستهدف الضباط والمدنيين في هجومها

ضربة هي الأولى من نوعها، قامت بها إيران ضد الاحتلال الإسرائيليـ مساء أمس السبت، شكلت محط أنظار وترقب دول العالم، خاصة أن إيران لم يسبق لها أن ردت بشكل مباشر على إسرائيل.

اختلفت ردود فعل المواطنين عربا وأجانب، حيث رأى البعض منهم أن هذا الهجوم الذي أرسلت خلاله إيران مئات الصواريخ لتل أبيب، ليس إلا مسرحية، تم الإعلان عن وقت انطلاقها وانتهت في ظرف وجيز، وبين من اعتبرها خطوة لم تتجرأ عليها أي دولة في ظل ما يعانيه قطاع غزة من مجازر وحصار.

استبعاد التنسيق مع أمريكا

محمد شقير، باحث في العلوم السياسية، أكد أن الصبر الاستراتيجي الذي تبنته إيران حول كل التحركات الإسرائيلية التي استهدفت كبار المسؤولين العسكريين الايرانيين قد نفذ بعدما قامت القوات الإسرائيلية بقصف القنصلية الإيرانية بدمشق، حيث اعتبر هذا إعلانا مباشرا للحرب على إيران وانتهاكا للسيادة الإيرانية مما دفع السلطات الإيرانية إلى الرد المباشر من خلال إطلاق أكثر من ثلاثمائة درون وصاروخ على إسرائيل.

وقال شقير إن الجيش الإسرائيلي لم ينجح في الرد على هذا القصف إلا بمساعدة أمريكية بريطانية فرنسية، ساهمت بشكل كبير في التصدي لدرونات وصواريخ ايران، مبرزا أن هذه الهجمات الصاروخية تعتبر أول هجمات مباشرة لإيران على تل أبيب بعد الصواريخ التي كان قد اطلقها صدام خلال الحرب الإيرانية العراقية.

ما يميز هذه الهجمات، بحسب الباحث، هي استخدامها الدرونات بمختلف أشكالها لقصف الأراضي الإسرائيلية واستخدام إسرائيل القبة الحديدية للتصدي لها مما أظهر حجم القوة الصاروخية التي تتوفر عليها إيران والقدرات العسكرية التي يتوفر عليها الجيش الإيراني على الصعيد الميداني والتي تعكس صحة ما تردده الدعاية الإيرانية من تطور التكنولوجيا العسكرية الإيرانية.

من جهة أخرى استبعد شقير أن يكون هناك أي ترتيب مسبق بين إيران والولايات المتحدة لتحديد سقف الهجوم الإيراني، مبرزا أن إيران تبقى مستقلة في قراراتها العسكرية، واستدرك قائلا: “إن من مصلحة الطرفين الأمريكي والإيراني وكذا دول المنطقة عدم توسيع المواجهة العسكرية في منطقة ملتهبة كالشرق الأوسط لأن تداعياتها قد تكون أخطر من تداعيات الحرب الروسية الاوكرانية”.

وتابع في نفس السياق أن الولايات المتحدة وتماشيا مع مصالحها في المنطقة لا ترغب في الانسياق مع توجهات الحكومة اليمينيية الإسرائيلية خاصة وهي على مشارف الانتخابات الرئاسية وليس لها رغبة في مواجهة مباشرة مع إيران تستدعي مشاركة صينية وروسية تسهل تدخلا من هاتين الدولتين في المنطقة التي ما زالت تعتبر من الأولويات الاستراتيجية الأمريكية على الخصوص والعربية على العموم.

جرأت الدول على إسرائيل

من جانبه اعتبر ابراهيم المدهون، الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، أن هذا الرد طبيعي بعدما تعرضت إيران لهجمات متعددة كان آخرها وأكثرها استفزازا، ضرب القنصلية الإيرانية في سوريا.

وقال إن الرد كان كبيرا، وإن راعت فيه إيران مجموعة من العوامل، أولها ألا يستفز الولايات المتحده الامريكيه ولا يدخلها في المواجهة، ونجحت في ذلك، حيث أعلنت أمريكا أنها لن تتدخل في المواجهة، وكأنها سمحت لإيران بتنفيذ رد ضمن القواعد.

وأوضح المدهون أن إيران أرسلت رسالة للاحتلال مفادها أنها دولة قوية ويمكن أن ترد وتجرأت على ضرب إسرائيل بمئات الصواريخ والطائرات المسيرة، مبرزا أنه لأول مرة يكون هناك رد إيراني مباشر على الاحتلال، فرض قواعد اشتباك جديدة، سيدخل على إثرها الاحتلال في حسابات كبيرة في حال أراد استهداف المصالح الإيرانية، في سوريا أو إيران.

هذا الرد حمل ضجيجا معنويا وسياسيا مهما، يضيف الكاتب، قصدت إيران من خلاله ألا يكون هناك قتل في صفوف الإسرائيليين، لكنه أسس لمرحلة أسماها الكاتب بمرحلة التجرؤ على استهداف الاحتلال في حال أقدم على أي فعل في أي منطقة من المناطق.

من جهة أخرى يتابع المدهون، فإن الرد يأتي بعد السابع من أكتوبر، ما يعني أن هذا التاريخ وعملية طوفان الأقصى، أثرت على هيبة الاحتلال وجرأ الدول على توجيه الضربات له، مضيفا أن هناك تصعيد في جبهة الشمال في لبنان وتحرك من قبل اليمن في البحر الأحمر، ومحاولات وضرب من بعض الفصائل العراقية، وهناك الكثير من العمليات ضد الاحتلال جاءت بعد السابع أكتوبر.

وأكد المحلل أنه لم يكن هناك أي هجمات مباشرة من قبل إيران ضد الاحتلال الإسرائيلي في السابق، لكن الفصائل المدعومة من إيران قامت باستهدافات ضد الاحتلال كان أبرزها ما قام به حزب الله منذ 1982 إلى غاية اليوم، وهو حزب يعتبر لصيقا بالمشروع الإيراني.

وأشار المدهون إلى أن هناك حربا خفية بين إيران وإسرائيل، وأن الأخيرة نفذت عمليات استخباراتية شديدة ومعقدة داخل إيران لم يتم الإعلان عنها لكونها لم تنفذ بشكل مباشر، وكان الرد عليها بشكل غير مباشر عن طريق دعم بعض القوى ضد الاحتلال الإسرائيلي بعمليات استخباراتية غير معلن عنها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *