سياسة

رسائل الملك بالقمة الإسلامية..حضور إمارة المؤمنين وعناية المغرب الموصولة بإفريقيا

تعزيز التنمية والتعاون بين دول إفريقيا، والتحذير من استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، والدعوة لمواجهة التهديدات الإرهابية التي تواجه إفريقيا كمنطقة للتجاذبات الدولية والإقليمية، رسائل ضمن أخرى بعثها الملك محمد السادس في خطابه الموجه إلى القمة 15 لمنظمة التعاون الإسلامي التي انطلقت أشغالها أمس السبت بالعاصمة الغامبية بانجول تحت شعار “تعزيز الوحدة والتضامن من خلال الحوار من أجل التنمية المستدامة”.

خطاب عاهل المغرب الملك محمد السادس، في هذه القمة تلاه وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، وهي الإشارة الأولى والرسالة الأولى التي بعث بها الملك، للتأكيد على الاشعاع الديني للمغرب خاصة على مستوى إفريقيا.

ومثل الملك محمد السادس في هذه القمة أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية.وضم الوفد المغربي المشارك في هذه القمة ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، مرفوقا بمصطفى المنصوري، سفير المغرب بالمملكة العربية السعودية الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى منظمة التعاون الإسلامي، ومحمد مثقال، السفير المدير العام للوكالة المغربية للتعاون الدولي، وأحمد بلحاج، القائم بأعمال سفارة المغرب في غامبيا، وعدد من مسؤولي الوزارة.

وجوابا على سؤال “العمق” حول الرسائل التي أراد الملك بعثها من خلال التمثيلية المغربية الحاضرة في القمة، أكد محمد شقير، باحث في العلوم السياسية، أن نوعية التمثيلية التي اختارها المغرب للحضور في القمة، و بعث وزير الأوقاف “لم يكن اعتباطيا”، مشيرا إلى أن التوفيق بالإضافة لكونه مسؤولا على رأس وزارة ذات سيادة، يعكس كذلك السياسة الدينية الرسمية للمغرب، وصفة الملك كأمير المؤمنين وليس فقط كرئيس دولة، وبالتالي فهي رغبة في تسليط الضوء على الإشعاع الديني للمغرب.

من جهة أخرى، أشار شقير إلى رسائل التضامن التي بعثها الملك، والتي أكد من خلالها على أن التضامن ينبغي ألا يركز فقط على الجانب السياسي وإنما على التنمية بشكل أساسي، وفي هذا الإطار تمت الإشارة إلى أن المغرب تصدر هذا التوجه من خلال المبادرة الأطلسية التي تروم بالأساس تمكين الدول الأقل نموا في إفريقيا من الاستفادة من إمكانيات دول أخرى إفريقية في إطار ما سماه جنوب جنوب.

من جانب آخر، يتابع الباحث في العلوم السياسية، تطرق الخطاب إلى ضرورة الحفاظ على استقرار الدول الإفريقية من خلال مواجهة التهديدات الإرهابية نظرا للوضعية غير المستقرة على الصعيد الدولي والإقليمي والإفريقي، بحكم أن إفريقيا تعد مجال للتجاذبات الدولية.

وفي هذا السياق، شدد الملك محمد السادس، على ضرورة أن تشكل المنظمة آلية من آليات مواجهة التهديدات ومساعدة الدول الأعضاء، في احتواء هذه الظاهرة والحفاظ على استقرار أعضائها، سواء كانت دولا كبرى أو صغرى بما فيها دول الساحل.

ولفت شقير، الانتباه إلى ما أشار إليه الملك، كرئيس لجنة القدس، حيث أدان بشدة الانتهاكات التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي والإبادة الجماعية بقطاع غزة، حيث أكد الملك محمد السادس على أن المنظمة ينبغي أن تركز على مساندة الشعب الفلسطيني للحصول على استقلاله من جهة ولثني إسرائيل عن الاستمرار في انتهاج السياسة الاستعمارية من جهة أخرى.

في غضون ذلك،حذر الملك محمد السادس، من تصاعد خطاب الكراهية ومظاهر التعصب والتمييز، ونزعات التطرف والانغلاق ورفض الآخر، وجدد دعوته إلى الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، قائلا إن: “قلوبنا تدمي لوقع العدوان الغاشم على غزة، الذي جعل الشعب الفلسطيني الأبيّ يعيش أوضاعا بالغة الخطورة”.

وقال الملك مخاطبا المشاركين في القمة: “يساورنا قلق بالغ إزاء تصاعد خطاب الكراهية، وارتفاع ضحايا هذه الآفة التي تغذي دوامة العنف وعدم الاستقرار، وتشكل تهديدا خطيرا للسلم والأمن في العديد من المناطق”. وأضاف: “لا يخفى عليكم أن مظاهر التعصب والتمييز، ونزعات التطرف والانغلاق ورفض الآخر، أضحت متفشية في أوساط رافضة لكل ما له صلة بالأديان السماوية، لاسيما رسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم”.

واستحضر الملك محمد السادس، باستنكار شديد، ما شهدته السنوات الأخيرة من إقدام بعض الأفراد على إحراق وتدنيس نسخ من المصحف الشريف، “وسط تساهل وسلبية من السلطات الرسمية في بعض الدول التي تقع فيها هذه الأحداث، رغم ما يشكله ذلك من استباحة لمشاعر أكثر من مليار ونصف مسلم”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *