مجتمع

الصديقي يقلص ميزانية مكافحة حرائق الغابات بـ47 مليون درهم رغم خطر تفاقم الظاهرة

في ظل توقعات بتفاقم الظاهرة

قلّصت الوكالة الوطنية للمياه والغابات، التي تخضع لوصاية وزارة الفلاحة والتنمية القروية والمياه والغابات، ميزانية مكافحة حرائق الغابات لهذه السنة بحوالي 47 مليون درهم مقارنةً بالسنة الماضية، وذلك في ظلّ توقعات بتزايد اندلاع الحرائق بسبب الجفاف والتغيرات المناخية.

وكشفت اللجنة المديرية للوقاية ومكافحة الحرائق الغابوية، خلال اجتماع لها يوم 17 ماي الجاري، أنّ الوكالة خصّصت مبلغًا يُقدّر بـ153 مليون درهم، سيتمّ توظيفه لتوفير التجهيزات والوسائل الكفيلة بالحدّ من اندلاع الحرائق.

وبالرجوع إلى المبلغ المالي المخصص لنفس الغرض خلال السنة الماضية، يتضح أنّ الوكالة قلّصت هذه الميزانية بحوالي 47 مليون درهم، حيث تمّ تخصيص 200 مليون درهم سنة 2023 لمكافحة الحرائق، بحسب ما كشفه وزير الفلاحة محمد صديقي في جواب على سؤال كتابي للفريق النيابي الحركي.

التوعية والتحسيس

وفي تصريح لجريدة “العمق”، انتقد الخبير في المناخ ورئيس جمعية “بييزاج” للبيئة بجهة سوس ماسة، رشيد فاسح، إغفال الجانب المتعلق بالتوعية والتحسيس في الميزانية المخصصة لمكافحة حرائق الغابات، رغم أنه “يفرض نفسه وهو مربط الفرس”.

الميزانية المرصودة للحرائق ستخصص لتوفير التجهيزات والوسائل الكفيلة للحد من اندلاع الحرائق، وذلك من خلال تعزيز دوريات المراقبة للرصد والإنذار المبكر، وفتح وصيانة المسالك الغابوية ومصدات النار بالغابات، وتهيئة نقط الماء مع صيانة أبراج للمراقبة، وتوسيع الحراسة الغابوية بالإضافة إلى إعادة تأهيل المسالك، وكذلك شراء سيارات جديدة للتدخل الاولي، بحسب بلاغ للوكالة.

هذه الأمور كلها، بحسب رئيس جمعية “بييزاج” للبيئة “لا تفي بالغرض”، في ظل إغفال الجانب المتعلق بالتوعية والتحسيس، معتبرا أنها “إجراءات تظل اعتيادية يتم القيام بها خلال فترة الصيف وارتفاع درجة الحرارة من كل سنة، ولا تمنع حدوث حرائق الغابات المستعرة”.

وفي ما يتعلق بالتحسيس والتواصل، تحدثت الوكالة عن تنظيم حملات تحسيسية ميدانية في جميع العمالات والأقاليم على مستوى المدارس، وإقامة معارض للتعريف بمخاطر حرائق الغابات وعقد لقاءات مع زوار الغابات، في يوم واحد من السنة وهو اليوم الوطني للتحسيس بمخاطر حرائق الغابات الذي صادف 21 ماي.

غابة إداوتنان

مسألة التوعية والتحسيس بمخاطر حرائق الغابات، بحسب فاسح، غير مكلفة لكنها ناجعة في الحد من انتشار الحرائق، وأعطى مثالا بحملة استهدفت غابة إدوتنان بجهة سوس ماسة سنة 2018، قامت بها جمعيته بشراكة مع الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان والسلطات الولائية وعدد من المتدخلين.

خلال تلك الفترة قمنا بـ”ما يسمى بالتدخلات الاستعجالية لمكافحة حرائق الغابات، تضمنت حملات وقافلة وعدة أنشطة، واستهدفنا مناطق كانت تشهد حرائق سنوية، لكن منذ 2018 إلى حدود اليوم لم يندلع أي حريق في تلك المناطق”، يقول فاسح.

“لم يكن الأمر مكلفا، كان عملا قاعديا للتوعية والتحسيس استهدف غابة إداوتنان، حيث أشجار الأرز والأركان وغيرها من الأشجار، من خلال قافلة جابت ثلاث جماعات وستة دواوير استهدفت المئات من السكان، بينمهم جمعيات مدنية وتعاونيات فلاحية وفلاحين وتلاميذ ورعاة وغيرهم من الفئات”، يضيف المتحدث.

توقعات بتزايد الحرائق

التقليص في الميزانية المخصصة للتصدي لحرائق الغابات بالمملكة يأتي في ظل توقعات للوكالة الوطنية للمياه والغابات بتزايد خطر نشوب حرائق الغابات خلال هذه السنة، نظرا للجفاف وموجات الحرارة الطويلة المسجلة، بحسب ما ورد في بلاغ للوكالة.

وفي هذا الصدد قال فاسح إن مكافحة حرائق الغابات في المغرب “تصطدم بواقع خطير يتمثل في النقص في الموارد المائية بالسدود، خصوصا في الشمال حيث تنشب الكثير من الحرائق خصوصا في فترة الصيف”، علما أن فرق الإطفاء تعتمد على مخزون السدود.

كما يواجه المجال الغابوي بالمغرب، باعتباره فضاء طبيعيا مفتوحا له أدوار اجتماعية واقتصادية وبيئية، لضغوط تزيد خطر اندلاع الحرائق، خاصة وأن الغابات المغربية تتميز بقابلية اشتعال مرتفعة خلال فصل الصيف بسبب ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض رطوبة الهواء وشدة الرياح الجافة من نوع “شرقي”، بحسب ما أشارت له وكالة المياه والغابات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • نسرين
    منذ 3 أسابيع

    أنشاء الله يارب العالمين اجمعين يارب 😍