أوزين يصف مستوى وهبي بـ”الهزيل” ويرفض نعت السياسيين بـ”الشفارة”

انتقد الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، محمد أوزين، الخرجة الأخيرة لوزير العدل عبد اللطيف وهبي، عندما صرح بأنه لم يكن يتقن الرياضيات ومع ذلك أصبح وزيرا للعدل في الحكومة، واصفا مستواه بـ”الهزيل”.
وأضاف أوزين: “وزيرنا في العدل أقر أن نقاطه ومعدلاته الكارثية في الرياضيات جعلت منه وزيرا في العدل في حكومة الكفاءات”، قبل أن يستطرد قائلا: “صحيح هو وزير لا يسعفه مستواه الرياضي الهزيل في فك شفرات المعادلات السياسية إلا بالسطحية والمجانية. فهنيئا له بهذه التوليفة البهية”.
ورفض في مداخلة له خلال المؤتمر التأسيسي للرابطة الحركية لأطر التربية والتعليم، أمس الأحد، بسلا، ما أسماه محاولات القتل الرمزي والمعنوي لمكونات النخب المغربية، واختزال السياسي في مجرد “شفار”، والشرطي والقاضي والدركي ورجل السلطة في مجرد “رشايوية”، والمحامي “سمسار”، والصحافي “مرايقي”، مشيرا أيضا إلى “بهدلة صورة المعلم المربي الذي كاد أن يكون رسولا”.
في سياق متصل، سجل المتحدث، أن خروج بلدان عدة في آسيا وإفريقيا (سنغافور ورواندا مثلا) من قوقعة التخلف والفقر وضمان موقعها ضمن الدول الصاعدة اقتصاديا واجتماعيا، كان بفضل العناية الخاصة التي أولتها لقطاع التربية والتعليم والأولوية التي خصتها بها في برامجها وسياساتها العمومية.
وأشار إلى أن “سنغافورة مثلا احتلت المراتب الأولى في مؤشرات التصنيف العالمي للتربية والتعليم، لكونها اعتبرت التعليم محددا أساسيا في تأهيل القوى العاملة لتحقيق الأهداف الاقتصادية، إذ تم اعتبار الاقتصاد محددا جوهريا في تحديد معالم سياسة التعليم”.
وأطلقت سنغافورة، يضيف أوزين، مبادرة “مدارس التفكير تعلم الأمة”، وهي المبادرة القائمة على أربعة مبادئ، وهي إعادة النظر في رواتب الموظفين، وإعطاء مسيري المدارس مزيدا من الاستقلالية، وإلغاء التفتيش وترك هامش واسع من المبادرة للمعلم، وتقسيم المدارس إلى مجموعات يشرف عليها موجهون مختصون في التطوير وصياغة برامج جديدة.
وأبرز أن “هذه التجارب يجب علينا الاستفادة، عوض استيراد نماذج غربية من باب التبعية لا تتوافق مع طبيعة مجتمعنا ومع مستوى حاجياته وتطلعاته”، مؤكدا أن “التعليم يحتاج إلى عقول مكونة، فقد أولت هذه البلدان عناية خاصة بالمعلم ومنحته أسمى المقامات وأعلى التشريفات، في حين يتم اعتبار المعلم في بلادنا هو الحلقة الأضعف le maillon faible، من خلالها السعي إلى تحميله المسؤولية كل المسؤولية عن الإخفاقات المتتالية والمزمنة للمنظومة التعليمية”.
بل أكثر من ذلك، يضيف الأمين العام لحزب السنبلة، “يتم التعامل معه كلما جهر بصوته طلبا للإنصاف بمنطق العصا والجزرة: تارة وعودا عرقوبية بزيادة تخلف موعدها، وتارة أخرى بالتوقيف والاقتطاع أو محاولة إثارة سخط آباء وأولياء الأمور عليه”.
ولم يفوت أوزين الفرصة للإشارة إلى ما وصفه بـ”مؤشرات جد مقلقة” تضمنتها تقارير عدد من المؤسسات الدولية والوطنية من قبيل64 في المائة من التلاميذ دون 10 سنوات عاجزون عن قراءة نص مكتوب وفهمه، وانتشار ظاهرة الهدر المدرسي لأسباب وعوامل مختلفة، وخاصة في الوسط القروي.
ومضى مستطردا: “مؤخرا صنف التعليم العالي المغرب في المرتبة 154 من مجموع 199 دولة، وهو مؤشر مخجل بالنسبة للمنظومة التعليمية ككل، لأن مستوى الجامعة المغربية هو نتاج لواقع المدارس والاعداديات والثانويات، وبالتالي لا يمكن الاستمرار في الفصل بين مختلف أسلاك التعليم ضمن هيكلة حكومية غير قارة، هي دليل تذبذب وارتباك وغياب لالتقائية السياسات الحكومية”.
وشدد على أن المؤشرات المقلقة في جميع الميادين يؤكدا الواقع، “لكن على ما يبدو تمتلك الحكومة نظارات وردية ترى بها مدينة فاضلة، لا يراها غيرها”، مؤكدا أنه “حان الآوان، لتجاوز منطق المزايدات السياسية وركوب الرأس اعتدادا بأغلبية عددية من أجل تعميق الأزمات بما فيها أزمة التعليم، التي طالت وتفاقمت بفعل سلسلة من الإصلاحات والمخططات استهلكت الملايير بشكل ليس له نظير، دون أن تراوح الأزمة مكانها بل زادت استفحالا”.
واعتبر أن “التقارير الصادرة حول مؤشرات جودة منظومة التربية والتعليم، تتطلب حوارا وطنيا من أجل إعادة النظر في المقررات والمناهج المدرسية، ورد الاعتبار للمعلم ، حتى تستعيد المدرسة العمومية توهجها الذي كان في السنوات الأولى للاستقلال”.
اترك تعليقاً