اقتصاد

المهن الموسمية.. خبير: رقم المعاملات خلال عيد الأضحى يتجاوز 10 ملايير

تشكل مناسبة عيد الأضحى فرصة للشباب للانعتاق من “وحش البطالة” التي تطوق عنق ما يعادل 14 بالمئة من المواطنين المغاربة، حيث يقبل العديد من العاطلين وكما هو متعارف عليه كل سنة، على احتراف بعض المهن الموسمية من قبيل “بيع الفحم”، و”تسنين السكاكين” وغيرها من المهن التي تعرفها هذه الفترة من السنة.

ومع اقتراب هذه المناسبة الدينية، تعرف مختلف أسواق الأحياء الشعبية انتشار مختلف المهن، التي توفر منتجات مختلفة مرتبطة بعيد الأضحى، علاوة على ذلك فإن معدل استهلاك الأسر خلال هذه المرحلة يرتفع بنسبة تتراوح ما بين 3 إلى 5 بالمئة، وهو ما يعني جني مكاسب تفوق 10 مليارات درهم.

ياسين اعليا، خبير ومحلل اقتصادي، أكد أن المناسبات السنوية سواء تعلق الأمر بعيد الأضحى أو غيرها من المناسبات تحرك عجلة الاقتصاد، كما تساهم في خفض ما يسمى بالبطالة الموسمية.

وأشار الخبير في تصريح لحريدة “العمق”، إلى وجود أشخاص يعانون من البطالة طيلة فترات السنة باستثناء بعض الفترات حيث يمارسون بعض الأنشطة المرتبطة بمناسبات معينة، وهذه الحركية لها تأثير إيجابي على عجلة الاقتصاد الوطني، بحيث ينتج عنها رفع مستوى الطلب مع تحسين مدخول فئة كبيرة من المواطنين.، وفق تعبيرة.

واستدرك اعليا حديثه بالقول: “هذا أمر موسمي وغير قار، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تؤثر على السير العام للاقتصاد الوطني، كون أن هذه المناسبات تدخل في إطار هيكلة الاقتصاد الوطني، وترتبط بمحطات معينة”.

وأوضح المصدر ذاته أن الأرقام المتوفرة تتحدث عن رقم معاملات خلال هذه الفترة يبلغ أزيد من 10 ملايير درهم، وهو رقم كبير جدا سيساهم في تحريك عجلة الاقتصاد، مسجلا أن هذه الديناميكية تنقل نوع من الثروة التي تخلق داخل المدن إلى القرى وبعض المناطق الهشة والأكثر الحاجة.

واعتبر المتحدث أن الدينامية المسجلة غير مجدية بشكل كبير، كونها موسمية بحكم ارتباطها بمهن مرحلية، ما يؤكد أن الانتعاش الاقتصادي مرحلي فقط.

وأقر اعليا، أن النشاط الاقتصادي المرتبط بعيد الأضحى في مجمله يحتاج إلى سيولة نقدية أو ما يعرف بالتداول بـ”الكاش”، وهي ليست بظاهرة مستجدة بالنسبة للمغرب، كما أن بنك المغرب والمؤسسات البنية واعية بهذا الأمر.

وشدد الخبير أن الإشكال المشار إليه من قبل والي بنك المغرب، عبد اللطيف الجواهري، مرتبط أساسا بتداول خروج “الكاش” من دائرة الإقتصاد وتوجيهه نحو الاكتناز ما يعني عدم دخوله ضمن عجلة الاقتصاد.

وعكس ذلك فإن “الكاش” المتداول خلال فترة عيد الأضحى يساهم في دورة النشاط الاقتصادي، كما أن له مفعول إيجابي، رغم استنزاف مالية الأبناك ومعاناتها من السيولة النقدية.

وختاما شدد الخبير الاقتصادي، ياسين اعليا، أن الإشكالية التي يعاني منها الاقتصاد الوطني هو إشكال “الكاش” الموجه نحو الاكتناز والذي يعد شكل من أشكال الادخار غير المنتج، بمعنى عدم المساهمة في خلق الثروة.

يذكر أنه بهدف تلبية الطلب المتزايد على النقد خلال فترة الاحتفال بعيد الأضحى، كشف بنك المغرب عن اتخاذه إجراءات بنتسيق مع البنوك من أجل ضمان التموين الكافي للشبابيك البنكية بالأوراق على صعيد كافة عمالات وأقاليم المملكة، وعلى رأسها إمداد البنوك بالكميات اللازمة من الأوراق البنكية لتغطية كافة حاجياتها خلال هذه الفترة.

وحسب بنك المغرب، فقد تم التنسيق مع البنوك لتتبع سلامة وجاهزية الشبابيك البنكية على المستوى التقني وفيما يتعلق بالتزود بالأوراق البنكية، إضافة إلى ذلك فقد تم إنشاء وحدة داخلية ببنك المغرب للتواصل مع ممثلي البنوك وذلك لتتبع تزويد الشبابيك البنكية ومعالجة أية صعوبات محتملة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *