اقتصاد

بعد قرار تقليص المساحات المزوعة من البطيخ.. مهنيون يشتكون قساوة المناخ وضعف الانتاج

يشهد موسم البطيخ المغربي لعام 2024 تحدياتٍ كبيرة، حيث تُعاني البلاد من نقصٍ حاد في الكميات المُتوفرة، إلى جانب مخاوف تتعلق بجودة الفاكهة، ويعود ذلك بشكلٍ أساسي إلى “الإنهاك المائي” الذي تُعاني منه منطقة درعة تافيلالت، كبرى مناطق زراعة البطيخ في المغرب.

وفي ظلّ هذه الأزمة، سارعت وزارة الداخلية إلى عقد سلسلة من الاجتماعات خاصة بمنطقة زاكورة، حيث تمّ طرح مقترحٍ جريءٍ يقضي بوقف زراعة البطيخ الأحمر بشكلٍ مؤقتٍ لمدة سنة واحدة في المنطقة، وذلك بهدف تقليص استهلاك المياه بشكلٍ كبير، وحماية الموارد المائية من الاستنزاف، خاصةً في ظلّ الظروف المناخية الصعبة التي تمرّ بها البلاد.

ونص مقترح وزارة الداخلية في وقت سابق على تقليص المساحة المزروعة بالبطيخ الأحمر من 5000 هكتار إلى 2000 هكتار فقط خلال الموسم المقبل، كما يتضمن المقترح خطةً لضبط الموارد المائية المُستخدمة في ريّ هذه الزراعة على مدار السنة.

إلا أن الوضع الخطوة أثارت جدلاً واسعاً في أوساط المزارعين والفلاحين في درعة تافيلالت، الذين يُعانون أصلاً من ظروفٍ اقتصادية صعبة، حيث يخشى هؤلاء من أن يؤدي وقف زراعة البطيخ إلى تفاقم معاناتهم، خاصةً وأنّ هذه الزراعة تُعدّ مصدر رزقٍ أساسيًّا بالنسبة للعديد من العائلات في المنطقة.

في هذا السياق أوضح مصدر للبطيخ بمدينة أكادير لموقع “Fresh Plaza” المختص في نقل أخبار المجال الفلاحي، أنه “لا يوجد حاليا أي عرض للبطيخ من المنطقة”، متوقعا أن تبدأ عملية الحصاد في مناطق أخرى خلال الأيام القليلة المقبلة، ما يستوجب معاينة الجودة قبل اتخاذ القرار بشأن استئناف الموسم.

وحسب الموقع فإن الموسم بدأ بشكل جيد خلال شهر أبريل المنصرم، مسجلا أن عملية الحصاد بمنطقة زاكورة، شملت كميات واردة من هذه المنطقة أقل من الموسم السابق. وعزى التقرير هذا المعطى إلى قيود الإنتاج المرتبطة بالجفاف، إلا أن الكميات المنتجة كانت كافية من أجل السوق المحلي والتصدير، والأهم جودة المنتوج.

وأشار المصدر ذاته إلى انتهاء إنتاج زاكورة، ويستمر الموسم المغربي بإنتاج مناطق أكادير وتارودانت، وقال أحد المصدرين: “واجهنا مشاكل كبيرة في جودة البطيخ من هذه المناطق: حيث يوجد فيروس يتسبب في انفجار البطيخ أو تعفنه، حيث أدى ذلك إلى توقف الموسم، ولم يعد هناك بطيخ متوفر في الأسواق المحلية أو أسواق التصدير”.

وشدد المصدرين على أن الموسم الحالي من إنتاج البطيخ يعتمد بشكل كبير على محصول منطقة الغرب، الذي يكون أكثر ثباتًا من حيث الكميات. وقال أحد مزارعي الغرب في تصريح لـ الموقع: “تأثرت المنطقة بجودة رديئة العام الماضي، ما أدى إلى عزوف المزارعين عن زراعة هذه الفاكهة، تجنبا لتكرار تفشي الفيروس”.

وتابع: “مضى بعض المزارعين قدما ويتوقعون محصولا في الأيام القليلة المقبلة، وستؤدي النتيجة إما إلى تشجيع المزيد من الزراعة للموسم الصيفي أو إنهاء الموسم بشكل مفاجئ”، مضيفا: “على أي حال، إنه موسم يجب نسيانه بالنسبة للبطيخ، لقد انتهت أيام الوفرة عندما كان يتم استخدام فائض البطيخ لإطعام الماشية”.

وأكد بعض المزارعين المغاربة، في حديثهم مع “Fresh Plaza”، اختفاء بعض الأصناف من البرتقال مثل الأورتانيك، والبعض الآخر يختفي، حيث يفضل بعض المزارعين زراعة أصناف أخرى من الحمضيات، وبالتالي، فإن الكليمنتين والبرتقال “ماروك لات” في تراجع مستمر.

وتابع: بعض المزارعين يحافظون على مساحة ثابتة للأصناف المبكرة استعدادًا للموسم المقبل، مضيفا “نأمل أن تتحسن المياه والطقس، وسنرى كيف ستكون الأمور بحلول نهاية أغسطس”.

جدير بالذكر أنه رغم الأزمة المائية إلا أن الصادرات المغربية من البطيخ الأحمر ارتفعت بنسبة +17.4 بالمائة السنة الماضية وهو ما يعادل، 44.03 ملايين كيلوغرام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *