أخبار الساعة، مجتمع

تنغير.. انقطاع الماء بإكنيون وحلول فردية تهدد بتعميق إنهاك الفرشة الباطنية

يبدو أن شبح العطش مايزال يتمدد على رقعة الجنوب الشرقي للمملكة، فبعد أن خيّم خلال السنوات الأخيرة على دواوير إقليم زاكورة على وجه الخصوص، ها هو ينتقل إلى دواوير ومداشر تنغير؛ حيث تعالت شكايات سكان الجماعة الترابية إكنيون بإقليم المدينة المذكورة، أخيرا، من الانقطاعات المواترة التي تتخطى الأسبوع أحيانا، للماء الصالح للشرب الذي تدبره جمعية محلية، الأمر الذي يفتح الباب أمام “ممارسات فردية” تنذر بإنهاك الفرشة المائية لدواوير المنطقة.

في هذا السياق، قال حسن كركيز، ناشط بإكنيون، إن مدة الانقطاعات المتواصلة للماء الشروب الذي تزود به جمعيات محلية دواوير الجماعة كثيرا ما تتخطى الأسبوع، لافتا إلى عدم تقديم هذه الجمعيات أحيانا أي مبررات لانقطاع الماء عن الساكنة.

وركّز كركيز في تصريج لجريدة “العمق” على نموذج جمعية ‘تميط’، وهي جمعية محلية غير ربحية تقوم بتزويد الدوار الذي يحمل نفس الإسم بالماء الشروب بواسطة صهاريج ثابتة، مع تقاسم الساكنة للمصاريف؛ حيث “لم يقدم أعضاء مكتبها للساكنة أي تبرير موحد أو مطمئن لهذا الانقطاع؛ حيث يعلله البعض منهم بضيق مجرى البئر بالمضخة أو بمشاكل تقنية، فيما يدفع البعض الآخر بكون الجفاف هو السبب”.

ولفت المتحدث ذاته إلى أن السياق الذي ترد فيه هذه الانقطاعات، خاصة حلول فصل الصيف وعيد الأضحى الذي يتسم بتوافد القاطنين بمدن الداخل على دواوير إكنيون لقضاء العيد مع العائلة، أجبر عددا السكان “إلى العودة لاستعمال الآبار المنزلية أو نقل مياه الآبار الفلاحية بواسطة قنوات نحو المنازل”.

هذا الحل الذي تلتجأ إليه الساكنة، يعتبره المتحدث رغبة في “الخلاص الفردي” وتغييبا للحس التضامني؛ حيث يفيد بأن “كثيرا من الساكنة –ومنهم والدتي- لا تتوفر على آبار في منازلها”، فضلا عن كون الأمر “يؤثر سلبا على الفرشة المائية لهذه الدواوير، المنهكة أصلا بسبب توالي سنوات الجفاف وعلو المنطقة عن سطح البحر”.

وطالب كركيز من الجمعية المدبرة للماء الاستعجال في تحديد الأسباب الدقيقة للانقطاعات المتكررة للماء، مناشدا المنتخبين “تفعيل حلول ناجعة؛ على غرار تزويد المنطقة بشاحنات ذات صهاريج متنقلة، تزود كافة الدواوير المأزومة بموجة الجفاف بالماء الصالح للشرب، بشكل يومي. وكذا إعادة إحياء السدود التلية التي حولّها تراكم الأوحال إلى مجرد مجاري مائية”.

جدير بالذكر أن معاناة ساكنة إكنيون مع انقطاع الماء تتكرر بنفس الملامح في عدة دواوير بإقليم زاكورة؛ حيث يؤكد فاعلون من جماعة تاكونيت لجريدة “العمق” على كون المياه لم تعد تصل إلى صنابير بعض الدواوير إلا مرتين في اليوم كلّ أسبوعين، فيما يشير آخرون من ذات المنطقة إلى “عدم أهلية” الجمعيات المحلية لتسيير الماء، خاصة في ما يتعلق بمراعاة معايير صلاحية الماء للشرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *