مجتمع

بعضها يبدأ قبل العيد.. عادات تميز “العيد الكبير” بتنغير

كغيرها من مناطق المملكة، تتفرد دواوير ومداشر تنغير بطقوس احتفالية خاصة بعيد الأضحى المبارك، تجعل من غير المقبول لدى غالبية أبنائها قضاء هذه المناسبة الدينية في مدن أخرى. طقوس يبدأ بعضها أيّاما قبل عيد الأضحى، فيما يتميز ترتيب بعضها الآخر عن مناطق أخرى على غرار تهنئة كافة منازل الدوار، رغم الزمن الذي ينسل بسبب تزايد أعدادها.

في هذا السياق قال محمد بويغيل، فاعل جمعوي بدوار “تميط” جماعة إكنيون بإقليم تنغير إن “منطقة صاغرو بإقليم تنغير من الأقاليم القليلة التي تبدأ فيها الاحتفالات بقدوم “العيد الكبير” يومين قبل يوم النحر. ففي اليوم الثامن ذي الحجة، ويسمى في المنطقة “أدرار ن عرفة”، تنحر الكثير من العائلات أضاحي من خراف أو ماعز، فيما تفضل عائلات أخرى نحر أضحية في يوم عرفة”، مؤكدا أن “أكثر من 90 في المئة من ساكنة تنغير تقوم بنحر أضحيتين احتفالا بالعيد. الأولى في يوم التروية أو يوم عرفة، والثانية في أول أيام النحر”.

بويغيل، وهو يقدّم لجريدة “العمق” ما تتفرد به صاغرو من طقوس في عيد الأضحى، لفت إلى أن “كلّ فرد يقطن المنطقة يبدأ جولة صباحية مبكرّة، يمرّ فيها على كافة منازل الدوار لتهنئة أهلها بقدوم العيد”، مستدركا أن هذا الطقس الذي يسبق أداء صلاة العيد “آخذ في الانحسار بسبب تزايد الكثافة السكانية بالدواوير”.

ويضيف الفاعل الجمعوي ذاته:” ما إن يفرغ الرجال من جولات المعايدة، حتى يحتشدوا قرب مسجد الدوار. ومن هناك يلتئمون في قافلة تهليل وتكبير حتى وصول المصلى؛ حيث تؤدى صلاة العيد. وحينما ينتهون من هذه الفريضة، يعود كل شخص إلى منزله ليتناول طبق الكسكس “الطعام”، وعلى إثر ذلك يشرع في نحر أضحيته؛ فالقيّام بزيارة ذوي القربى في الدواوير والمداشر المحاذية”.

لاتنتهي طقوس اليوم الأول من عيد الأضحى في صاغرو عند زيارة الأقارب؛ فليلة “كات ن بوتي تلوين”، أي ليلة “الدوارة” باللغة الأمازيغية؛ وهي “الليلة التي تتناول فيها العائلة لحم “الكرداس” المكون أساسا من أحشاء الأضحية”، وفق بويغيل.

أما في اليوم الثاني من العيد؛ فهناك “أسن بوخساسن”، إذ يتم شيّ رؤوس الأضاحي وتنظيفها، قبل أن يتم ‘تفصيل’ (تقسيم) الأضحية؛ وحينها يتم تجهيز التوابل الضرورية لإعداد أساور؛ وهو اللحم اليابس المشتهر بالقديد بالدارجة، الذي يعد حلأّ تلجأ إليه الساكنة لتفادي فساد لحم الأضحية وضمان صلاحيتها لأطول فترة ممكنة” .

أما في اليوم الثالث فيتوجه أغلب الشباب لتمضية وقت مهم بغية النزهة، كل يساهم بقسط من اللحم في طقس “تاقنوشت”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *