مجتمع

مدرسة أمريكية بفاس تمنح بكالوريا غير معترف بها و”تقتل” أحلام تلاميذ مغاربة

تعيد مدرسة “آدم سميث” للتعليم الخصوصي، التي حولت اسمها إلى “المدرسة الأمريكية” بفاس، إثارة سخط واسع لدى آباء وأولياء الأمور والتلاميذ معا، الذين اتهموها بالتسبب في ضياع المسار التعليمي للمعنيين بالأمر جراء عدم معادلة شهادة الباكالوريا الخاصة بها بالنظام التعليمي المغربي.

السيناريو الذي وقع في 2021، أعيد بحذافيره هذه السنة، رغم الوعود التي قدمتها صاحبة المدرسة الأجنبية، وهي أمريكية الجنسية، بعد إعادة فتح المدرسة، وطمأنت حينها الأولياء بأنه قامت بتسوية الوضعية القانونية والإدارية للمدرسة، إلا أن مرور ثلاثة سنوات وحصول الفوج الذي ولج المدرسة بعد افتتاحها في الموسم الدراسي 2021/2022، كشف أن مشكل عدم المعادلة لا يزال مستمرا وأن شهادة الباك التي تمنحها غير معترف بها على الصعيد الوطني.

وطرحت الواقعة المكررة أسئلة لدى أولياء أمور التلاميذ، حول من سمح لهذه المدرسة الأجنبية بإعادة فتح أسوارها بعد قرار الإغلاق الذي وقف على عدم قانونية الرخصة الممنوحة لها، واشتغالها أمام أعين السلطات المختصة طيلة مدة ثلاثة سنوات.

جريدة “العمق”، ربطت اتصالا هاتفيا بالمؤسسة، بداية على الهاتف الثابت، فلم تتلقى ردا. ثم بادرت إلى الاتصال برقم محمول، أجاب عن طريق رسالة نصية، يطلب إرسال رسالة SMS ليعلم الجهة المتصلة به، فكان ذلك، إلا أنه ومنذ ذلك الوقت لم يجب ولم يتفاعل مع اتصالات الجريدة.

أحد الآباء، وحسب المعطيات التي توصلت بها جريدة “العمق”، تقدم بشكاية لدى وزير التربية والتعليم الأولي والرياضة، ومعه رئيس الحكومة المغربية، يطالبهما بالتدخل في الموضوع، و”تصحيح الاختلالات الخطيرة”، وترتيب ما يجب ترتيبه من آثار قانونية، إنصافا لابنته، ومعها أمثالها من الضحايا، وتجنبا لسقوط حقوق ضحايا آخرين.

مستهل الأمر

تكشف الشكاية التي توصلت بها جريدة “العمق”، أن القصة بدأت مع انطلاق التلميذة مروة  في مسارها الثانوي بالمدرسة المذكورة، في الموسم الدراسي 2021/2022، مباشرة بعد السنة التي جاءت بعد قرار الإغلاق الذي طالها 2020/2021، بسبب عدم معادلة شهادات البكالوريا مع النظام التربوي المغربي.

استمرت التلميذة في متابعة الدراسة الثانوية رفقة زملائها وزميلاتها، إثر تطمينات صاحبة المؤسسة، الأمريكية الجنسية، وطاقمها الإداري، والتي أخبرتهم بأنه تسوية الصعوبات القانونية تمت مع السلطات المغربية المختصة، لذلك سمح لهم بإعادة فتح المؤسسة في السنة الموالية.

وأعلنت المدرسة في نفس السنة التي أعادت فيها فتح أبوابها، كنوع من التحفيز والتشجيع، عن منحة دراسية لفائدة المتفوقين، تروم تخفيض واجبات التمدرس، وهو ما تم، وكانت التلميذة مروة من ضمن الحاصلين على المنحة.

هل هي بداية “الفدلكة”  

بعد التحاق مروة بالمدرسة واستكمالها التسجيل رفقة باقي التلاميذ، تقول المعطيات المتوفرة لـ”العمق” إن صاحبة المدرسة وطاقمها الإداري في محاولة إقناع التلاميذ بالتخلي عن نظام مسار المغربي وتعويضه بمسار تعليم أمريكي، سيمكنهم من الحصول على باكالوريا أمريكية تفتح في وجوههم أبواب الجامعات والمعاهد والمدارس في المغرب وأمريكا ومختلف بقاع العالم. 

نجحت مديرة المدرسة الأمريكية بفاس في إقناع التلاميذ وأوليائهم، وتبديد تخوفهم من تكرار نفس تجربة سنة 2021، والمتعلق بعدم معادلة شهادة الباكالوريا الخاصة بها مع النظام التعليمي المغربي، والذي كان موضوع احتجاجات للتلاميذ وأوليائهم حينها.

المديرة أكدت في ذلك الوقت أن المدرسة أصبحت بعد حل المشكل “مدرسة مغربية وأمريكية، مرخص لها من طرف السلطات المغربية لاتباع المسارين التعليميين معا”، وأن كل شواهدهم “معترف بها ولها معادلتها”، وما على التلاميذ سوى اختيار المسار الذي يريدون سلكه.

وتشير المعطيات أيضا إلى أنه بالرغم من أن صاحبة المدرسة هي السيدة الأمريكية، فإن الترخيص المسلم من قبل الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة فاس مكناس هو في اسم شخص آخر.

خذلان مروة ونقض الوعد

بعد طرح الاختيار بين المسارين؛ المغربي والأمريكي، وطمأنة المديرة للأسر، هناك من التلاميذ من اختاروا مسار الباكالوريا الأمريكية بموافقة أوليائهم، ومن ضمنهم التلميذة مروة. إلا أنه بعد حصولهم على شهادة الباكالوريا الأمريكية رسم سنة 2024، وجدوا أن الشهادة غير معتمدة في النظام التعليمي المغربي.

وفي حالة مروة، على سبيل المثال، تم قبولها في جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، بعد أن تفوقت في اختبارات الولوج، فطلبوا منها إحضار معادلة شهادة الباكالوريا، لاستكمال الملف.

بعد التوجه إلى مصلحة المعادلات بوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولى والرياضة بالرباط، قصد وضع الملف المطلوب للحصول على شهادة المعادلة، تفاجأت بنفي الموظف، وبلغة حازمة، وجود أي مدرسة أمريكية معترف بها في مدينة فاس، وبالتالي فلن تحصل على شهادة معادلة لشهادة الباكالوريا.

وعن الحل، وجدت التلميذة مروة، حسب ما أخبرها به الموظف الوزاري، هو إعادة الكرة والتسجيل بمدرسة ذات مسار تعليمي أمريكي معترف بها في المغرب، لتبدأ من الصفر أقله سنتين، كي تحصل على شهادة بكالوريا حقيقية معترف بها ولها معادلة.

وهذا الوضع طبعا يتطلب كلفة معنوية ومادية باهظة على التلميذة ووالديها، خاصة أنها تفوقت في ولوج واحدة من أبرز الجامعات المغربية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • غـزاوي
    منذ سنة واحدة

    مجرد تساؤل. ما هو الحل !!!؟؟؟ إرسال هؤلاء التلاميذ لأمريكا لمواصلة دراستهم في الجامعات الأمريكية، وتحميل المدرسة كافة التكاليف. المغرب حليف أمريكا والكيان وفرنسا ومكنهم من كل شيء في المغرب. والنتيجة فضائح في مدارسهم، فضائح في مصانعهم، فضائح، فضائح في مدارسهم، فضائح في فنادقهم. الله إيبارك ويزيد.