باسم “علم المغربيات”.. باحث يقترح تأسيس مدرسة مغربية للعلوم الإنسانية

دعا أستاذ العلوم الاجتماعية بجامعة محمد الخامس، سعيد بنيس، إلى بناء مدرسة مغربية للعلوم الإنسانية والاجتماعية تؤسس إلى ما أسماه ” علم المغربيات” أو “Moroccology”.
وقال بنيس “إنه في خضم التراكم الحاصل في عدد الاكتشافات حول المغرب يبدو من الضروري التفكير في خلق حقل علمي جديد يهتم بما هو مغربي على غرار “علم المصريات” (Egyptology) يمكن تسميته “علم المغربيات” Moroccology”.
وأوضح أن هناك حاجة إلى علوم إنسانية واجتماعية متجذرة ترابيا وميدانيا، معتبرا أن “التجذر الميداني والترابي يفضي حتما إلى إبداع نظري وبناء مدرسة مغربية للعلوم الإنسانية والاجتماعية”.
وأشار إلى أن “النظرية المتجذرة أو الصاعدة، ستمكن من بناء هوية لعلوم إنسانية وإجتماعية مغربية، بناء مخرجات وتطلعات للحول دون الانهزامية الأكاديمية، مما سيفضي على استقلالية في العلوم الإنسانية والاجتماعية المغربية، تراعي المد المقارن والممارسات الفضلى”.
جاء ذلك في مداخلة لسعيد بنيس، عنونها بـ”أخلاقيات البحث العلمي بالجامعة المغربية: رهانات وتحديات العلوم الإنسانية والاجتماعية”، ضمن فعاليات المؤتمر الدولي للغات والآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية، المنعقد بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط.
وتحتاج هذه النظرية، وفق المتحدث، إلى مقاربة صاعدة ذات طبيعة استقرائية متجذرة في الميدان تؤسس للتنظير لمدرسة مغربية للعلوم الإنسانية والاجتماعية كمدرسة تبنى على الوقائع والظواهر وتتحقق من خلال سياقها المغربي، بما يفضي إلى خلق حقل “علم المغربيات”.
ولفت أستاذ العلوم الاجتماعية إلى أن “الابتكار والتميز العلمي للعلوم الإنسانية والاجتماعية لا يكون فقط بتناول الإشكالات الراهنة والحارقة، بل كذلك بإبداع أدوات منهجية جديدة، ونحت مفاهيم صاعدة من الميدان في مقاربة المواضيع، لكي لا نبقى حبيسي العولمة العلمية والتبعية البحثية، ونبدع خصوصية علمية تميز المدرسة المغربية في العلوم الإنسانية والاجتماعية”.
وشدد على أن “الحاجة أضحت ملحة إلى صقل هوية وتوطين للبحث العلمي من خلال تملك تقليد ناظم وبناء شخصية متفردة لعلوم اجتماعية مغربية، تنأى بنفسها عن المآلات النفعية لمقولة الخبرة والاستشارة وتستشرف ملامح بحث بنكهة وصيغة ترابية”.
إلى ذلك، أشار المتحدث إلى أن التوجهات الجديدة في العلوم الاجتماعية ترتبط بمكانة الصورة والوسائط الرقمية في البحث وتحيل على منهجية ما بعد حداثية.
اترك تعليقاً