اقتصاد

صحيفة: المغرب بلد يسير في خطوات متقدمة ونموذج إفريقي يحتذى به

أفادت صحيفة “ذو دايلي مافريك” الجنوب إفريقية أن المغرب نجح في تحقيق تحول عميق سمح للمملكية بالوصول إلى مستوى من التطور في ظرف 17 سنة، جاعلا منها نموذجا إفريقيا.

وتحدثت الصحيفة، في مقال نشرته بعنوان “المغرب بلد يسير”، عن مختلف المخططات التنموية في ظل العاهل المغربي الحالي، معتبرة إياها طريقا لتغيير جذري بكل مدن المملكة.

وأكدت على أن هذه المشاريع، المعززة باستراتيجية للتصنيع وإحداث مناصب للشغل، كانت مدعومة بنمو قوي للناتج الداخلي الوطني الخام، والذي بلغ متوسط 4.3% منذ سنة 1999.

في موضوع مشاريع بجنوب الصحراء، قالت الصحيفة أن  التجربة المغربية تمنح نموذجا ومصدرا للإلهام”، مشيرة إلى أنه يتوقع أن تنضاف 800 مليون نسمة إلى عدد السكان بمدنها في أفق 2040.

وفي نفس السياق، أخذت الصحيفة مدينة سلا كنموذج للتحول إلى الحداثة عبر المشاريع التنموية على ضفتي نهر أبي رقراق، قائلة “سلا كانت الهدف من أساطيل الدول الغربية ردا على الهجمات على التجار الأوربيين عابرين المحيط الأطلسي. اليوم وظيفتها أقل دراماتيكية، من بلاد الأقمار الصناعية إلى عاصمة البلاد”.

وأضافت كذلك أن في انتقالها من بلدة “القراصنة” إلى مهجع (مكان نوم جماعي)، لها مليون نسمة، أبانت الظروف في نهاية القرن الماضي أقرب إلى مقديشو من الرباط (الأحياء الفقيرة الكبيرة، ارتفاع معدلات البطالة، قلة التنويع الاقتصادي، ضعف إمدادات المياه والصرف الصحي).

واسترسلت الصحيفة قائلة “أما اليوم فإنه تحول آخر في التقدم”، مردفة أنه في السنوات العشر الأخيرة طرأ تغيير على المدينة يصعب التعرف عليه، حيث وصفت أنها أصبحت “ذكية” بفضل وصلات “الترام” من سلا إلى الرباط.

كما أصبحت تتمتع بمنتزهات واسعة، معتبرة أن هذا يوضح “أن الرباط و سلا قد ركزتا كثيرا على الواجهات البحرية الخاصة”.

ووفق التقرير ذاته، فإنه تم تطهير الأحياء الفقيرة واستبدالها مع كتل من خمسة طوابق من الشقق والطرق اتسعت، من أجل استعادة وخفض دوامات الغبار. وقد تم تمويل مزيج من القطاعين العام والخاص، بالإضافة إلى التركيز على الموارد من أجل تحسين البيئة الحضرية، وذلك على سبيل المثال، بوضع 30% من جميع الضريبة على القيمة المضافة، و5% من إيرادات ضريبة الدخل نحو المشاريع المدينة.

وعلقت قائلة إنه “من الصعب تصور كيف يمكن لمدينة حديثة كسلا، قد تم اختيارها قبل 17 سنة مضت أن تقف أمام مقديشو”، مضيفة أنها مدينة وبلد في تطور سريع.

“إننا بحاجة إلى تعمير مستدام”، نقلا عن نزار بركة، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، أكدت “ذو دايلي مافريك” على أهمية الاستدامة والتمسك الاجتماعي، ودعمها بتعليم الشباب وإحداث فرص للشغل والمحافظة على البيئة، معتبرة أن “الاستدامة” هي الكلمة الفاصلة في الجهود التنموية بالمغرب.

وفي منحى الاتحاد الإفريقي، اعتبرت الجريدة أن المملكة تستعد، من خلال قرار العودة إليها بعد غياب دام لأزيد من ثلاثين عاما، لاستعادة مكانتها بالمؤسسة الإفريقية.

وأشارت إلى أن المغرب يعد ثاني أكبر بلد مستثمر إفريقي، مع حضور قوي في قطاعات مختلفة، أبرزها القطاع المالي والتأمين والاتصالات والبنيات والصناعات الغذائية والنقل الجوي والطاقات المتجددة.