مجتمع

وزارة بنموسى تستعد لإطلاق منظومة لرصد وتتبع المنقطعين عن الدراسة

قال وزير التربية الوطنية، شكيب بنموسى، إن وزارته تشتغل حاليا بتنسيق مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ومصالح التكوين المهني على إرساء منظومة تمكن من رصد وتتبع التلاميذ المنقطعين، من خلال توحيد الرقم التعريفي للتلميذ بين هذه القطاعات المعنية، من أجل ضبط الوضعية الدقيقة للهدر المدرسي بالمنظومة التعليمية.

وبحسب بنموسى، فإن هذه المبادرة تأتي بسبب غياب أرقام دقيقة عن المنقطعين، خصوصا أن 62% من مجموع هؤلاء المنقطعين يتجاوز سنهم 16 سنة، أي السن الإلزامي للتمدرس. وقال إن عدد المنقطعين سنويا لا يمثل بشكل دقيق وضعية وحقيقة هذه الظاهرة على أرض الواقع، حيث إن عددا مهما من التلاميذ المعتبرين في حكم المنقطعين يلتحقون بمؤسسات التكوين المهني العمومية منها أو الخاصة أو بمؤسسات التعليم العتيق أو بمدارس الفرصة الثانية، حيث يصعب تتبع ورصد وضعية التلاميذ المنقطعين من التعليم المدرسي والملتحقين بهذه المؤسسات.

وقال في معرض رده على سؤال حول ظاهرة الهدر المدرسي كان رئيس الفريق الحركي، ادريس السنتيسي قد وجهه إليه في ماي الماضي،  إن نسب الانقطاع الدراسي على المستوى الوطني ما بين الموسمين الدراسيين 2022-2021 و2023-2022 انتقلت من 5% إلى 4.4% أي بانخفاض بلغ 0.6 نقطة مئوية. فيما كانت هذه النسبة تصل إلى 6% برسم الموسم الدراسي 2017-2018.

وأوضح بنموسى أنه بفضل المجهودات المبذولة، تم تسجيل تحسن ملحوظ وإيجابي في أعداد المنقطعين عن الدراسة حسب آخر الإحصائيات الصادرة عن الوزارة، حيث تقلص هذا العدد بنسبة 12% مقارنة بالموسم الدراسي 2022-2021، منتقلا عددهم من 334.664 خلال موسم الدراسي 2022/2021 إلى 294.458 خلال الموسم الدراسي 2023/2022 منهم 54.5% بالوسط الحضري، فيما تشكل الإناث نسبة 38.64% من مجموع المنقطعين.

ويتوزع عدد المنقطعين برسم الموسم الدراسي 2023-2022 حسب الأسلاك التعليمية إلى حوالي 58.819 بالتعليم الابتدائي (أي ما يمثل 20% من مجموع المنقطعين و 156.988 بالتعليم الثانوي الإعدادي أي ما يمثل %53.5% من مجموع المنقطعين و 78.651 بالتعليم الثانوي التأهيلي (أي ما يمثل 26.7% من مجموع المنقطعين).

وذكر الوزير بعدد من الإجراءات التي تقوم بها الوزارة من أجل وضع حد لهذه الظاهرة من قبيل استفادة ما يناهز 400.000 تلميذ خلال الموسم الدراسي 2023/2024، من معالجة التعثرات (TaRL)، وتعزيز الدعم المدرسي لفائدة التلاميذ الذين يعانون من صعوبات في التعلم والحرص على استكمالهم دراستهم إلى نهاية التعليم الالزامي.

وأشار أيضا إلى دعم الجهود المبذولة من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لمحاربة هذه الظاهرة، لا سيما فيما يتعلق بتسهيل الولوج للدراسة عبر تأهيل دور الطالب والطالبة، وتقوية الولوج إلى الدعم المدرسي بالأوساط الفقيرة والمحتاجة، مؤكدا على أن الهدر المدرسي مرتبط بعدة عوامل مركبة منها ما هو سوسيو ثقافي وديموغرافي واقتصادي وجغرافي، إضافة إلى ما هو مرتبط بالمنظومة التعليمية.

وقال إن الوزارة حريصة على المواكبة التربوية للفتيات بالوسط القروي في مرحلة الانتقال من السلك الابتدائي إلى السلك الثانوي الإعدادي، حيث أصدرت الوزارة بتاريخ 4 مارس 2024 مذكرة في هذا الشأن، وتستهدف هذه المواكبة تحقيق محاربة الهدر المدرسي لدى الفتيات بالوسط القروي في مرحلة الانتقال من السلك الابتدائي إلى السلك الثانوي الإعدادي والمساهمة في تقليص ظاهرة زواج القاصرات بالوسط القروي بمواكبة الفتيات للاستمرار في مسارهن الدراسي.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *