اقتصاد

بناء أطول جسر بالمغرب.. خبير: ينعش التنمية بالصحراء ويفتح المغرب على إفريقيا

أطول جسر في المغرب

في خطوة جديدة نحو تعزيز البنية التحتية بالمغرب، شهدت مدينة العيون انطلاق أشغال بناء أطول جسر طرقي بالمملكة، هذا المشروع الضخم الذي يمتد على طول 1.648 متر وبتكلفة تقدر بـ 1.38 مليار درهم، سيشكل إضافة نوعية للطريق السريع تزنيت-الداخلة، ويعزز الربط بين مختلف مناطق الجنوب.

وحسب خبراء، فإن هذا المشروع سيساهم في تعزيز الربط بين مختلف مناطق المملكة، لا سيما الأقاليم الجنوبية، مما يدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالمنطقة، كما أنه سيقلل من الضغط على البنية التحتية الحالية لمدينة العيون، ويحسن من جودة الحياة لسكانها.

في هذا السياق، اعتبر المحلل الاقتصادي، علي الغنبوري، أن بناء هذا الجسر يدخل في إطار الجهود الرامية إلى تأهيل وتنمية المناطق الجنوبية على المستوى الاقتصادي، مع تحسين البنية التحتية لهذه الأقاليم، معتبرا  أن هذا المشروع يأتي كجزء من مجموعة من المشاريع الكبرى التي تشمل الموانئ ومشروع الطريق السيار بين تيزنيت والداخلة.

وحسب المتحدث ذاته، فإن هذا المشروع يعد استكمالًا للجهود التنموية الكبيرة التي يبذلها المغرب في الأقاليم الجنوبية، ما يؤكد هدف المغرب المتمثل في تحقيق تنمية شاملة داخل هذه الأقاليم، كما أنها جزء لا يتجزأ من المشروع التنموي الوطني الشامل.

وأشار الغنبوري، إلى أن التزامات المغرب تجاه عمقه الإفريقي تعزز أهمية هذه المشاريع، حيث تشكل الأقاليم الجنوبية صلة وصل استراتيجية بين المغرب وإفريقيا، ناهيك عن وجود مشاريع تسعى إلى تنمية هذه المناطق، مما يعكس التزام المملكة بتطوير البنية التحتية وتعزيز التنمية الاقتصادية.

وأضاف أن بناء الجسر الجديد سيعزز التوجهات التنموية التي يتبعها المغرب، وسيساهم في زيادة الحركة التجارية البرية، بالإضافة إلى تسهيل نقل البضائع، كما سيُضفي المشروع قيمة مضافة للبنية التحتية واللوجستية في المناطق الجنوبية، مما سيُعزز دورها في التنمية وتشكيل حلقة وصل حقيقية بين المغرب وإفريقيا.

وفي ظل الزخم التنموي الكبير الذي يقوده المغرب من خلال المبادرة الملكية المتعلقة بالمبادرة الأطلسية، فضلاً عن تعزيز الشراكة مع القارة الإفريقية، يشير الغنبوري إلى أن تحقيق هذه الأهداف يتطلب بنية تحتية قوية، وهذا ما يعمل عليه المغرب من خلال هذا المشروع ومشاريع عدة تهدف إلى تعزيز التنمية المستدامة في الأقاليم الجنوبية.

جدير بالذكر أن الجهة الجنوبية للمغرب تكتسب جاذبية استثمارية متزايدة، حيث يتوقع الاقتصاديون أن تصبح مركزًا اقتصاديًا إقليميًا بارزًا، كما أن هذا التحول يفتح آفاقًا واسعة أمام الشركات العالمية التي ترى في هذه المنطقة بوابة مثالية للولوج إلى السوق الإفريقي.

ويعد مشروع هذا الجسر، جزء من المشروع الكبير للطريق السريع تزنيت-الداخلة الذي يندرج في إطار النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية للمملكة.وسيقام هذا الجسر على وادي الساقية الحمراء على طول 1.648 متر، وعرض 21.4 متر ، وتصل مدة الأشغال به 40 شهرا.

وهذا الجسر الضخم الذي يتكون من طريقين مزدوجين منفصلين مع ممر لكل طريق، وممشى للراجلين، يستجيب لمعايير السلامة والاستدامة البيئية. ومن شأن هذا المشروع الكبير أن يعزز البنية التحتية الطرقية، مما يضمن تدفق حركة المرور من وإلى الأقاليم الجنوبية، خاصة وأنه سيربط المملكة بعمقها الإفريقي.

كما سيعمل هذا المشروع الذي سيمكن حركة السير العابرة من تجنب الدخول لمدينة العيون، على تفادي أي انقطاع لحركة السير بسبب فيضانات وادي الساقية الحمراء، وكذا تحسين السلامة الطرقية والجانب البيئي لمدينة العيون.

وأكد  وزير التجهيز والماء نزار بركة، في تصريح للصحافة، أن هذا الجسر الذي يتم تشييده على واد الساقية الحمراء، هو الأكبر على مستوى المغرب، مشيرا إلى أن المشروع سيساهم في تحسين مؤشرات السلامة الطرقية وتعزيز الخدمات لمستعملي الطريق.

وأوضح أن الطريق السريع تزنيت – الداخلة، الذي يندرج في إطار النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية للمملكة، يساهم في تعزيز الدينامية السوسيو-اقتصادية، ويشجع على الاستثمار في الجهات الجنوبية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *