اقتصاد، مجتمع

أسعار الدجاج تقفز إلى 30 درهما.. ومهني يبرئ الجفاف من الغلاء

شهدت أسعار الدجاج في المغرب ارتفاعًا حادًا خلال الفترة الأخيرة، حيث تجاوز سعر الكيلوغرام الواحد حاجز 30 درهمًا، ما أثار موجة من الغضب والاستياء لدى مواطنين عبروا عن استيائهم عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة.

في هذا السياق، أوضح محمد عبود، رئيس الجمعية الوطنية لمربي دجاج اللحم بالمغرب، أن ارتفاع أسعار الدجاج في المغرب بشكل كبير إلى 30 درهما يعود لأسباب محورية تتجلى في ارتفاع تكاليف الإنتاج بالإضافة، إلى غياب المربين الصغار والمتوسطين عن السوق، حيث أثرت موجة الحر بشكل كبير على قدرتهم على الإنتاج، في ظل عدم توفر الدعم والأجهزة المتعلقة بالتبريد.

وأشار عبود إلى أن المنتجين الكبار هم المستفيدون الرئيسيون من الدعم الحكومي، حيث يتمتعون بالأدوات والتجهيزات اللازمة لمواجهة التحديات، وبالتالي فإن هذا الدعم غير المتوازن خلق فجوة كبيرة في السوق، مما أدى إلى زيادة معاناة المستهلك المغربي.

واعتبر المتحدث أنه على الرغم من انخفاض تكاليف الإنتاج على المستوى العالمي، إلا أن الأمر لم ينعكس على المغرب، إذ أنه في الوقت الذي لا يتجاوز فيه سعر الدجاج في أسواق الاتحاد الأوروبي 1.5 يورو (ما يعادل 13 درهمًا خارج المزرعة)، فإن المربين في المغرب يضطرون لبيع الدجاج بسعر يصل إلى 25 درهمًا من المزرعة.

ويعزى هذا المعطى حسب المتحدث إلى عدم قدرة بعض المربين على تغطية تكاليف الإنتاج المرتفعة.

وأضاف عبود ضمن تصريح “العمق” أن سعر الكتكوت يتراوح ما بين 9 و10 دراهم، مع استمرار ارتفاع أسعار الأعلاف رغم انخفاضها على المستوى العالمي، حيث أصبح سعر الكيلوغرام الواحد من الأعلاف يصل إلى 5 دراهم.

وتابع عبود أن تكاليف النقل بين المعامل المنتجة للعلف والمزارع المستفيدة منها تزيد من الأعباء المالية على المربين.

وأكد عبود أن غياب الوزارة عن معالجة هذه الأزمة كان أحد الأسباب الرئيسية لتفاقم الوضع، مشيرًا إلى أن الجمعية قد قامت بمراسلة الجهات المعنية منذ إدراك فشل المخطط الأخضر. داعيا إلى ربط المسؤولية بالمحاسبة ودعم الفلاحين والمربين المتضررين من هذا الواقع.

وانتقد عبود التدبير الحكومي الحالي، مشيرًا إلى أنه أدى إلى ارتفاع معدلات البطالة وتحقيق خسائر كبيرة وإفلاس العديد من الشركات، موضحا أن الجفاف ليس له علاقة بالأزمة الحالية، بل إن سوء التدبير والكيل بمكيالين هما الأسباب الحقيقية وراء ارتفاع الأسعار.

وختم عبود تصريحاته بالتأكيد على أن إنقاذ الفلاحين الصغار والمتوسطين سيكون له أثر إيجابي على الإنتاج الوطني، وسيساهم في تحقيق منافسة عادلة بين المنتجين، مما سينعكس إيجابًا على الأسعار ويخفف من معاناة المستهلك المغربي.

جدير بالذكر أن الجمعية الوطنية لمربي دجاج اللحم بالمغرب (ANPC) سجلت بقلق شديد الارتفاع الصاروخي لأسعار بعض المواد المتدخلة في إنتاج دجاج اللحم، حيث سجل سعر الكتكوت اليوم الواحد هذا الأسبوع ما يقارب تسعة دراهم، كما أن سعر الأعلاف المركبة لم يعرف أي انخفاض كما كان متوقعًا موازاة مع أسعار السوق الدولية، أضف إلى ذلك ضعف الجودة.

وأشارت الجمعية إلى أن هذا الارتفاع جاء بعد أيام قليلة من الاجتماع الذي عقدته الجمعية الوطنية لمربي دجاج اللحم بتاريخ 13 يونيو من السنة الجارية مع رئاسة مجلس المنافسة.

وعبرت الجمعية عن قلقها الشديد، خصوصًا وأن أسعار هذه المواد وضعف الجودة سترفع من تكلفة الإنتاج لهذه المادة الأساسية في الموائد المغربية، بالتزامن مع مواسم الصيف حيث ارتفاع درجات الحرارة وما لهذه الأخيرة من تأثير على تربية الدجاج.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *