منعطف جديد في قضية “لا كريم” بمراكش .. هل ينجو القاتلان من الإعدام؟

يرتقب أن تعيد غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، النظر في حكم الإعدام الذي صدر في حق الهولنديين المتورطين في جريمة مقهى “لاكريم” الذي راح ضحيته بالخطأ طبيب شاب في نونبر 2017، بعد ظهور مستجدات في القضية.

وقتل بالرصاص عن طريق الخطأ إثر هذه العملية طالب طب يدعى “حمزة الشايب” وأصيب عدة أشخاص آخرين، في الوقت الذي كان منفذا هذا الهجوم المسلح يستهدفان تصفية “مصطفى الفشتالي”، خصم بارون المخدرات “رضوان التاغي”.

ونقلت “جون أفريك” عن “تيلغراف” الهولندية، قولها إن هناك “بصيص أمل” في أن يتم تعديل الحكم الصادر في حق القاتلين المحترفين “شاديوان” و”إدواين” المحكومان سنة 2019 بالإعدام لتورطهما في هذه الجريمة.

وأشارت الصحيفة إلى أن المعتقلين تم تجنيدهما سنة 2017 من قبل بارون الكوكايين “رضوان التاغي” زعيم مافيا “موكرو” من أجل التخلص من خصمه “مصطفى الفشتالي”، حيث يتهم “التاغي” الأخير بسرقة شحنة كوكايين بقيمة 27 مليون يورو، كانت قادمة من كوستاريكا ومتجهة إلى هولندا.

وانتقل “مصطفى الفشتالي” المعروف بلقب “موس نو ليميتس” وصاحب مقهى “لاكريم” للاستقرار بالمغرب، ويرجع ذلك بحسب “جون أفريك” إلى كون أعضاء مافيا “موكرو” من أصل مغربي يخشون الأجهزة الأمنية والقضائية بالمملكة.

لذلك، لجأ “رضوان التاغي” إلى رجلين من رجال العصابات الهولنديين ذوي الأصول الكاريبية، “شاديون” و”إدوين”، اللذين لم يكونا يعرفان على الأرجح في ماذا تورطا، وفقا للصحيفة الفرنسية.

وتمكنت عناصر المكتب المركزي للأبحاث القضائية من القبض على “شاديون” و”إدوين” بعد بضعة أيام من ارتكابهما للجريمة. وخلال استجوابهما، أنكرا في البداية تورطهما في إطلاق النار، قبل أن يعترفا ويبديا تعاونهما مع السلطات المغربية. اعترف المتهمان بأن “رضوان التاغي” هو من أمر بهذه العملية، وبذلك كسرا القاعدة التي فرضها الأخير بأن “من يتحدث يموت”.

وكانت اعترافات منفذي جريمة “لاكريم” ذات قيمة بالنسبة للسلطات الهولندية والمغربية، بالرغم من أنها لم تكن كافية لتجنب الحكم عليهما بالإعدام الذي صدر في الدرجة الأولى في يوليوز 2019، وأكدته الغرفة الجنائية في مراكش في يناير 2023.

وفي تطورات جديدة، أعلن محامي الهولنديين، “بوب كارلز”، يوليوز الماضي بأن محكمة النقض بالمغرب قررت إحالة الملف إلى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، حيث ترى بأن اعترافات المتهمين وتعاونهما لم يؤخذ بها بشكل كاف خلال المحاكمة الاستئنافية.

وأشارت مجلة “جون أفريك” إلى أن نتيجة لهذا التطور المفاجئ قد يستفيد “شاديون” و”إدوين” من تخفيف الحكم إلى السجن المؤبد أو السجن المحدد، مضيفة أن عقوبة الإعدام تمنع تسليم المتهمين إلى هولندا.

وعلى الرغم من أن “رضوان التاغي” زعيم مافيا “موكرو” يقضي حاليا عقوبة السجن مدى الحياة في سجن هولندي، إلا أن القتلة ربما يكونان أكثر أمانا في المغرب، من أي عملية تستهدف تصفيتهما.