خارج الحدود، مجتمع

حياة من رحم الموت.. مهندسة بغزة تبتكر نظامين لتحلية المياه والطهي وتوجه رسالة للملك

في خضم المجازر والمذابح اليومية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين في قطاع غزة، حيث تستحيل الحياة الطبيعية وتتحول إلى معركة يومية من أجل البقاء على قيد الحياة، تبرز الشابة الفلسطينية إيناس الغول، المهندسة الزراعية التي حولت التحديات إلى فرص للإبداع من قلب المعاناة، واستطاعت تحقيق ابتكاراتها الثورية تحت القصف والحصار والتجويع، بما يعكس الأمل والطموح في مواجهة المحن.

إيناس التي نشأت في ظروف قاسية حيث كانت أبسط مقومات الحياة مفقودة، لم تسمح للظروف الصعبة أن تعيق شغفها بالابتكار، فبدلاً من الاستسلام للأزمة، قررت أن تستغل وفرة أشعة الشمس المتاحة في غزة لتطوير جهاز لتحلية المياه المالحة. تقول إيناس لـ”العم”: “الفكرة جاءت من رحم الموت، من قلب الأزمة، حيث لم يكن هناك شيء سوى المحيطات الشاسعة والأمل في إيجاد حل”.

تحلية المياه المالحة

يتعلق الأمر بابتكار جهازلتحلية المياه المالحة باستخدام تقنيات بسيطة لكنها فعّالة، إذ يتم ملء خزان الجهاز بمياه البحر المالحة، ثم يتم تكثيف تلك المياه داخل عبر عملية تبخير، لتُجمع بعد ذلك المياه المكثفة على سطح زجاجي وتمر عبر خندق خاص يُعرف بالمجرى، قبل أن تتحول إلى مياه نقية، ثم تُصفى من خلال الفحم النشط.

إيناس تشير إلى أن هذا الجهاز،الذي وصفته بأنه “عودة إلى الطبيعة”، يمثل حلاً جذرياً لمشكلة المياه في مناطق تعاني من التملح، مثل قطاع غزة، تقول في هذا الصدد: “الجهاز ليس فقط حلاً لمياه البحر، بل أيضاً للآبار المالحة، وهو مناسب للدول الأخرى التي تعاني من نفس المشكلة، إنه فعال وبسعر معقول”.

وتعتبر المهندسة إيناس الغول أن جهازها يشكل محطة تحلية مصغرة ومتنقلة، وهو ما يجعله ملائماً للنازحين الذين يتنقلون من مكان لآخر، فهذا الجهاز لا يقتصر على حل مشكلات المياه الفورية بل يمكنه معالجة مشكلات التملح على المدى البعيد، وفق المتحدثة.

الطبخ من أشعة الشمس

وإلى جانب جهاز تحلية المياه، قدمت حياة جهازاً آخر أطلقت عليه اسم “الطباخ الشمسي”، يعمل بشكل كامل باستخدام أشعة الشمس المباشرة ويقدم حلاً مبتكرًا لمشكلات الطهي والتلوث البيئي.

وبحسب المهندسة إيناس، يمكن للطباخ طهي جميع أنواع الوجبات، باستثناء الخبز، على هذا الجهاز، ويعد خياراً مرنًا للعائلات الكبيرة والصغيرة على حد سواء، وهو ما يشكل حلا مؤقتا للنازحين في القطاع.

فابتكارات المهندسة الفلسطينية ليست مجرد حلول محلية، بل هي رسائل أمل وفكرة للاستمرارية في مواجهة الأزمات، مما يجعلها مصدر إلهام للكثيرين عبر العالم.

رسالة إلى الملك

في تصريحها لجريدة “العمق”، أعربت إيناس العول عن طموحها لنشر ابتكاراتها في كافة أرجاء الوطن العربي، وتوجهت بالشكر إلى ملك المغرب محمد السادس، الذي يشجع الابتكارات في مجال تحلية مياه البحر.

تقول في هذا الصدد: “أنا مستعدة تمامًا للذهاب إلى المغرب وتقديم ابتكاراتي هناك، حيث أرى فرصة كبيرة لتوسيع نطاق عملنا”، مشيرة إلى أنها وسعى من خلال ابتكاراتها إلى تجاوز الحدود الجغرافية لمساعدة أكبر عدد ممكن من الناس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • هشام
    منذ أسبوعين

    خضم المجازر والمذابح اليومية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين في قطاع غزة، هههههههه هههههههه هههههههه و الله عيب وعار والملك مطبع مع الصهاينة نعلت الله عليهم. والله اصبحنا أضحوكة العالم العربي و الاسلامي

  • Ibrahim
    منذ أسبوعين

    Excellent effort

  • Smartis
    منذ 3 أسابيع

    فعلا شعب لا يقهر غزة صنعت الابطال و العباقرة والعلماء واتمنى ان تأتي هذه المهندسة العبقرية لتنفيد مشروعها في المغرب الذي يعاني من الجفاف الحاد مند سنوات

  • أمجد زهيد
    منذ 3 أسابيع

    على المسؤولين في المغرب الاستجابة فورا لنداء هذه المواطنة الفلسطينية الحرة والصالحة.