أخبار الساعة

جهادي يعترف بتهمة هدم أضرحة في تمبكتو

اعترف الجهادي أحمد الفقي المهدي بأنه أمر وشارك بتدمير أضرحة مدرجة على لائحة التراث العالمي للإنسانية في مدينة تمبكتو في مالي. وقال الفقي المهدي بعد تلاوة محضر الاتهام “يؤسفني القول أن كل ما سمعته حتى الآن صحيح ويعكس الأحداث”. وأضاف “أقر بأنني مذنب”.

وتابع الفقي المهدي “أطلب منهم الصفح وأطلب منهم أن يعتبروني ابنا ضل طريقه”.

وتتهم المحكمة في هذه المحاكمة غير المسبوقة، الفقي المهدي الذي ينتمي إلى الطوارق بأنه “قاد عمدا هجمات” على تسعة أضرحة في تمبكتو وعلى باب مسجد سيدي يحيى بين 30 حزيران/يونيو و11 تموز/يوليو 2012.

وقرر الجهادي، وهو أول متهم يحاكم لجرائم حرب تتعلق بتدمير تراث ثقافي، الاعتراف بتدمير الأضرحة ليكون بذلك أول شخص يعترف بذنبه في تاريخ المحكمة.

وأحمد الفقي المهدي هو أيضا أول مالي يشتبه أنه جهادي يمثل أمام القضاء الدولي، والأول الذي يحاكم لجرائم وقعت خلال النزاع في مالي.

أضرحة الأولياء في مدينة تمبكتو

دمر جهاديون في 2012 أضرحة الأولياء التي يتبارك بها سكان تمبكتو، المدينة الساحرة في شمال مالي، وأعيد بناؤها كما كانت تماما بفضل منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو).

ما هي هذه الأضرحة؟

هي قبور “أولياء” في تمبكتو، المدينة التي أدرجتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو) في 1988 على لائحتها للتراث العالمي للإنسانية، ثم أعيد تصنيفها في 2012 على أنها جزء من التراث العالمي المهدد بالخطر.

وقال البخاري بن السيوطي الخبير الثقافي ورئيس “البعثة الثقافية لتمبكتو” التي رعت مشروع إعادة تأهيل هذه المواقع، لوكالة فرانس برس إنه عندما كان يموت هؤلاء “الأولياء”، كان أشخاص يقومون بانتهاك حرمة قبورهم اعتقادا منهم أن لبقاياهم قدرات ما.

وأضاف أنه لحماية قبورهم، بنيت هذه الأضرحة ومعظمها من الطين في جميع أنحاء تمبكتو المدينة التي تقول اليونيسكو أنها تأسست في القرن الخامس وبلغت “أوج ازدهارها اقتصاديا وثقافيا في القرنين الخامس عشر والسادس عشر”، وكانت مركزا ثقافيا إسلاميا كبيرا.

بعض الأضرحة تقع في المدينة أو في مقابر أو في مساجد. وتضم تمبكتو ثلاثة مساجد تاريخية هي جينغار بير وسنكري وسيدي يحيى.

وتابع الخبير نفسه أن هناك حاليا 22 ضريحا سليما في تمبكتو بينها 16 مدرجة على لائحة التراث لليونيسكو لكن بعضها “زال بسبب حركة الرمال”.

إلى أي تاريخ تعود؟

يقول الخبراء أن أقدمها يعود إلى القرن الرابع عشر.

من بناها؟

بناؤها الأساسي عمل جماعي قام به مجهولون لكن بشكل عام “من عائلة أو اتباع” الولي المعني. وقال بن السيوطي إن “أشغال ترميم وإعادة تأهيل تجري” من قبل أقرباء أو سكان أو متبرعين.

ما أهميتها؟

الشخصيات المدفونة في هذه الأضرحة منحت تمبكتو اسم “مدينة الـ333 وليا”، وبعضهم يتبارك بهم السكان “للزيجات والابتهال لهطول أمطار ولدفع البلاء والفاقة”.

وتقول اليونيسكو إن هذه الأضرحة ومعها المساجد التاريخية، تشهد على “الماضي العريق لتمبكتو”، مذكرة بأنها كانت “مقصدا للزائرين إلى مالي وإلى الدول المجاورة في غرب أفريقيا”.

من دمرها؟ متى؟ وكيف؟

دمرت 14 من هذه الأضرحة من قبل جماعات جهادية مرتبطة بتنظيم القاعدة بينها أنصار الدين، باسم مكافحة “عبادة الأوثان” في 2012، بعدما حاولت صرف السكان عنها.

فرضت هذه الجماعات قوانينها في شمال مالي من آذار/مارس إلى كانون الثاني/يناير 2013 تاريخ بدء عملية عسكرية دولية بمبادرة من فرنسا، ما زالت مستمرة إلى الآن.

لكن مناطق بأكملها ما زالت خارج سيطرة القوات المالية والأجنبية.

كيف أعيد بناؤها؟

بدأت إعادة بنائها في آذار/مارس 2014 في إطار برنامج طبقته اليونيسكو ومولته دول ومؤسسات عدة. وقد عهد بالعملية إلى مجموعة من البنائين المحليين الذين أعادوا تشييد المواقع الأصلية بعد استعادة بقايا جدران والاطلاع على صور وجمع شهادات من كبار السن، بإشراف إمام مسجد جينغار بير.

انتهت الأشغال في تموز/يوليو 2015 حسب اليونيسكو، وسلمت الأضرحة المجددة في 04 شباط/فبراير خلال حفل رمزي.