نقابات تدين “قمع” احتجاجات طلبة الطب وتطالب ميراوي بحلول عاجلة لنزع فتيل الأزمة

أثار التدخل الأمني لفض اعتصام طلبة الطب من أمام كلية الطب بالرباط، أمس الأربعاء موجة استنكار واسعة في الأوساط النقابية والأكاديمية، حيث اعتبرته العديد من النقابات “مقاربة أمنية غير مبررة” لن تؤدي إلا إلى تأجيج الأزمة القائمة.

في هذا السياق، أصدر المكتب المحلي للنقابة الوطنية للتعليم العالي بكلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء بيانًا عبر فيه عن “تنديده الشديد بالتدخل العنيف” في حق الطلبة، مؤكدًا أن الحل يكمن في نزع فتيل الأزمة عبر التراجع عن القرارات التأديبية التي تم اتخاذها ضد الطلبة الموقوفين. كما دعا البيان إلى اعتماد مقاربة تشاركية في إصلاح الدراسات الطبية مع تمكين الطلبة من اجتياز الامتحانات في ظروف بيداغوجية ملائمة.

من جهتها، عبّرت اللجنة الوطنية للأطباء والصيادلة وجراحي الأسنان التابعة للجامعة الوطنية للصحة (UMT) عن “استنكارها الشديد” لتغليب المقاربة الأمنية على الحوار لحل أزمة الطلبة التي عمرت لأشهر. وطالبت اللجنة بإطلاق سراح الطلبة الموقوفين، ودعت الوزارتين المعنيتين إلى الاستماع لمطالب الطلبة وحل هذه الأزمة بطريقة عادلة ومتوازنة.

وفي نفس السياق، أعرب القطاع الطلابي للتقدم والاشتراكية عن تضامنه الكامل مع الطلبة، مستنكراً التدخل “القمعي غير المبرر”، ودعا إلى فتح تحقيق حول ملابساته، مع تحميل الوزارتين المعنيتين المسؤولية الكاملة عن تفاقم الوضع.

يأتي هذا التصعيد في الوقت الذي تمكنت فيه وساطة بين الوزارة وطلبة الصيدلة من تحقيق تقدم، حيث قرر طلبة الصيدلة إنهاء مقاطعتهم والعودة لاجتياز الامتحانات، مما يفتح الباب أمام إمكانية حلحلة الأزمة في صفوف بقية طلبة الطب.

وشهدت احتجاجات طلبة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان تصعيدا، بعد تدخل أمني لفض اعتصام طلبة الطب أمام كلية الطب والصيدلة بالرباط ليلة أمس الأربعاء، مما أدى إلى إصابات متفاوتة الخطورة وإغماءات بين صفوف الطلبة.

وكشف مصدر من داخل اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة بالرباط، في تصريح لجريدة “العمق”،  أنه تم الإفراج عن الطلبة 15 المعتقلين على خلفية الاعتصام الذي خاضه طلبة الطب ليلة أمس الأربعاء بالرباط.

وأكدت اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان بالمغرب، أن حوالي 15 طالباً تعرضوا للاعتقال كحصيلة أولية، بالإضافة إلى عدد من الإصابات والإغماءات، واصفة، في بيان لها ما حدث بـ”الأربعاء الأسود”، معتبرة أن هذه الأحداث تؤكد “استمرار مسلسل القمع والتضييق الذي يتعرض له الطلبة”، محملة الحكومة المسؤولية الكاملة عما حدث.

ودعت اللجنة كافة طلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان وأساتذتهم وكافة الشغيلة الصحية وعموم الطلاب، إلى المشاركة في وقفات احتجاجية اليوم الخميس 26 شتنبر ابتداء من الساعة الثانية بعد الزوال، للتنديد بما تعرض له أطباء المستقبل.

كما دعت اللجنة طلبة السنة الأولى الجدد إلى الانضمام إلى الاحتجاجات وخوض إضراب عن الدراسة، ودعت طلبة السنة السابعة إلى مناقشة مقاطعة جلسة التعيينات.

ونددت اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان بالمغرب بالعنف الذي تعرض له الطلبة، مطالبة بتقديم اعتذار رسمي من الحكومة. كما استنكرت “المقاربة القمعية التي تنهجها الحكومة”، وحذرت من تداعياتها على الوضع العام.

وأكدت أن الطلبة ملتزمون بالسلمية في جميع أشكالهم الاحتجاجية، وأن دافعهم الأول للاحتجاج هو حبهم للوطن وغيرتهم عليه وتشبتهم بجودة التكوين الطبي العمومي.