منوعات

مارس الرقص العلاجي وقل نعم للحياة

إذا كان الرقص في كافة بقاع العالم من الممارسات الاحتفالية، فقد ظهر نوع جديد يسمى بالرقص العلاجي.

تقول مجموعة من الأخصائيين، في تقرير نشرته مجلة دوكييسيمو أن الرقص العلاجي أداة حقيقية لتطوير الذات، ويلبّي حاجة ملحّة ألا وهي “التعايش معًا”، من خلال تعزيز العلاقة مع الآخر أو مع الجماعة.

رقصة الحياة العظمى

وباعتباره سبيلاً حقيقياً لاكتشاف الذات، يقدّم لنا الرقص العلاجي المفاتيح للدخول في رقصة الحياة العظمى.

الرقص العلاجي لاستعادة الثقة بالنفس.

تقول المحللة النفسية فرانس سكوت بيلمان: “أولئك الذين يفتقدون للثقة بالنفس، يجدون في الرقص العلاجي فائدة عظمى” في واقع الأمر، لا يعتمدُ الرقص العلاجي على الأداء، إذ لا يوجد فيه فشل، والكلّ يعثر فيه على ما هو بحاجة إليه. فهو يخفف عن المكتئبين، ويهدّئُ المهتاجين ويحفّز شديدي الهدوء.

ومن ناحية أخرى، يتيح الرقص المجال لتحسين صورة الذات: فبغياب المرايا، تصبح الإيماءات والحركات عفوية.

وتضيف فرانس سكوت بيلما: “بمجرّد أن نحرر أنفسنا من نظرتنا الصارمة لأنفسنا سنتصالح مع ذواتنا، وسنعزّز بذلك ما يسمّى بالنرجسية الصحية” وباستعادة الثقة بالنفس، والشعور بالجمال النابع من الداخل، بعيداً عن المؤثرات الخارجية، ينبثق معنىً جديد للجمال: جمال الوجود.

طرد التعب

مهما تعددّت الأسباب، فإن التعب والإرهاق حاضر بقوّة في حياتنا “فائقة الضغطّ”. فكلّما قلّت حركتنا، زاد شعورنا بالإرهاق. لذلك سيعيد الرقص إلينا حيويتنا خلال الإيقاعات الخمسة التالية:

خمسة إيقاعات كونية

هذه الرقصة التي اخترعها غابرييل روث، وهو فنان أميركي متبصّر، تستندُ على استكشاف خمسة إيقاعات كونية نجدها في داخل أجسادنا: التدفّق، الانقطاع، الفوضى، الموسيقى والسكون.

يخلقُ تسلسلُ هذه الإيقاعات الخمسة موجة “راقصة” تعيد إلينا الحيوية. إننا نتطوّر في حياتنا دائمة الحركة بشكل “متقطع” أو بمعنى آخر “متشنّج”…لكن من خلال إتاحة الفرصة لأجسادنا للتحرك بأشكال أخرى سنحقق التوازن في حياتنا.

الانفتاح على الآخرين من خلال البيودانزا “Biodanza”

في الوقت الذي يشجعنا فيه الجميع على التفرّد والمنافسة، تعمل البيودانزا على استبدال هذه العلاقات بفسحة للتشارك بها مع الآخرين، إذ تقول باولا رولين برات: “لا وجود للفرد إلاّ في قلب علاقة مع الآخرين.”

علاقات أكثر ودًا

ترى باولا رولين برات أن البيودانزا تعزز التواصل الجسدي والبصري في الوقت ذاته، فضلا عن أنها تتيح إقامة علاقات أكثر ودّاً، من خلال تعزيز استماعٍ بدنيٍّ محدّد، فنبتعد عن تلك الرغبة في جعل الآخرين يبدون كما نريدهم نحن أن يكونوا.

تحرير الإبداعية من خلال نهج “فن الحياة”

تؤكد رائدة الرقص العصري، أنّا هالبرين، أننا متخمون بالموهبة والإبداعية والخيال، وأن باختصار فنانون حقيقيون في حياتنا، إلاّ أننا نتناسى ذلك في غالب الأحيان، وهناك الكثير من العوائق التي تحول بيننا وبين التعبير عن هذه المواهب.ولذلك باستطاع الرقص أن يوقظ فينا هذه الطاقات.

فن الحياة

لقد أوجدت أنّا هالبرين مذهبها الخاص والمعروف باسم نهج فن الحياة “Life Art Process” الذي يُتيح بناء جسور تربط بين ما نحن عليه، وبين سيكولوجيتنا وإبداعيتنا، “إنّ تجاربنا في الحياة هي التي تغذّي إبداعيتنا، وسيسمح لنا الرقص بتجسيد هذه الإبداعية”.

نعم للحياة مع الرقص الطبّي!

فلأننا نسينا صلتنا الأساسية مع الأحياء والطبيعة تسعى جمعية “الرقص الطبي” التي أسّستها سوزانا وياكوي دارلينغ خان لإعادة ربطنا من جديد مع جوهرنا الحقيقي.

وتذكّرنا سوزانا قائلة: “لسنا منفصلين عن الطبيعة، فنحنُ نحويها بداخلنا.” وكما هي الطبيعة، فنحن أيضا مخلوقون من أنهار وبراكين وهواءٍ وتراب.

العناصر الأربعة

هذه الممارسة تتجلى في رقص تأمليّ حول العناصر الأربعة: الماء والتراب والنار والهواء.

يقول ياكوي دارلينغ خان: “الجسمُ عبارة عن معجزة، فأنت لستَ بحاجة للتفكير من أجل أن تجعل قلبك يخفق، وتتدفق فيه الحياة بلا قيود”

الرقص هو أن تقول بقوّة: نعم للحياة!