إدانات ودعوات للتهدئة.. ردود فعل عربية ودولية إزاء الهجوم الإسرائيلي على إيران

تباينت ردود الأفعال العربية والدولية بخصوص الهجوم العسكري الذي شنته إسرائيل على أهداف في إيران، الليلة الماضية، بين الإدانة ودعوات التهدئة، وإبداء القلق بشأن تداعيات استمرار التصعيد في المنطقة وتأثيره على الأمن والاستقرار.
وأثار الاستهداف العسكري الإسرائيلي الذي تعرضت، له إيران ردود فعل من الإمارات وسلطنة عمان والسعودية وحركة “حماس”، كما علقت عليه الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وباكستان.
وأدانت دولة الإمارات، في بيان لوزارة خارجيتها، بشدة الاستهداف العسكري الذي تعرضت له إيران، وأعربت عن قلقها العميق إزاء استمرار التصعيد وتداعياته على الأمن والاستقرار في المنطقة، داعية إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والحكمة لتجنب المخاطر وتوسيع رقعة الصراع.
وجدد بيان وزارة الخارجية الإماراتية التأكيد على “إيمان دولة الإمارات بأن تعزيز الحوار والالتزام بالقوانين الدولية واحترام سيادة الدول هي الأسس المثلى لحل الأزمات الراهنة”، مشددًا على ضرورة حل الخلافات عبر الوسائل الدبلوماسية بعيدًا عن لغة المواجهة والتصعيد.
من جهتها، أعلنت السعودية إدانتها للهجوم الإسرائيلي على إيران واعتبرته انتهاكًا لسيادة طهران ومخالفة للقوانين والأعراف الدولية، مشددة على أنها “تؤكد موقفها الثابت في رفض استمرار التصعيد وتوسيع رقعة الصراع الذي يهدد أمن واستقرار دول المنطقة وشعوبها”.
وأعربت وزارة الخارجية السعودية في بيان عن إدانتها واستنكارها للهجوم الإسرائيلي باعتباره انتهاكًا لسيادة طهران ومخالفة للقوانين والأعراف الدولية، وحثت جميع الأطراف على التحلي بأقصى درجات ضبط النفس وخفض التصعيد، محذرة من عواقب استمرار الصراعات العسكرية في المنطقة.
في الاتجاه ذاته، ذهبت سلطنة عمان معبرة عن استنكارها لـ”القصف الجوي الذي شنّته إسرائيل” على إيران، معتبرة أنه “تصعيد يُغذي دوامة العنف ويقوّض الجهود الرامية للتهدئة”. ودعت وزارة الخارجية العمانية المجتمع الدولي إلى “وضع حد لهذه الانتهاكات السافرة على أراضي دول الجوار الإقليمي”.
وجددت سلطنة عمان دعوتها إلى “ضرورة معالجة جذور وأسباب الأزمات في المنطقة من خلال إنهاء الاحتلال غير المشروع للأراضي الفلسطينية، ووقف العدوان على قطاع غزة”.
وفي بغداد، حذرت الحكومة العراقية من “مغبة النتائج الخطيرة” جراء “صمت المجتمع الدولي” في مواجهة “السلوك الوحشي”، وقال المتحدث باسم الحكومة باسم العوادي في بيان، “سبق للعراق أن حذر من مغبة النتائج الخطيرة جراء صمت المجتمع الدولي على السلوك الصهيوني الوحشي تجاه أهلنا في فلسطين، واعتداءاته على لبنان وسوريا، وكذلك العدوان الجديد على إيران”.
أما حركة المقاومة الإسلامية حماس فقد أدانت الهجوم الإسرائيلي على إيران، واعتبرته “انتهاكًا صارخًا للسيادة الإيرانية، وتصعيدًا يستهدف أمن المنطقة وسلامة شعوبها، ما يحمّل الاحتلال كامل المسؤولية عن تداعيات هذا العدوان المدعوم من الولايات المتحدة الأميركية”.
وتابعت في بيان: “إن هذا العدوان الفاشي يؤكّد من جديد طبيعة كيان الاحتلال المجرم، الذي لا يزال يستبيح دماء المدنيين الأبرياء في قطاع غزة ولبنان وغيرهما من شعوبنا العربية والإسلامية، مستندًا إلى غطاء عسكري وسياسي إجرامي من الإدارة الأمريكية وبعض العواصم الغربية”.
وفي بيان لوزارة خارجيتها، قالت مصر إنها “تتابع بقلق بالغ حالة التصعيد الخطيرة والمتسارعة بالشرق الأوسط والتي كان آخرها هذا الهجوم”، وأكدت أنها “تدين كافة الإجراءات التي تهدد أمن واستقرار المنطقة وتؤدي إلى تأجيج الوضع الهش بالإقليم وإذكاء حالة الاحتقان واحتدام الصراع بالمنطقة”.
وحذرت القاهرة من “مخاطر التصعيد الراهنة التي قد تؤدى سواء عن عمد أو نتيجة لحسابات خاطئة لانزلاق المنطقة إلى مواجهة خطيرة تهدد الأمن الاقليمي والدولي”.
وشددت على موقفها الداعي لسرعة التوصل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة في إطار صفقة يتم بموجبها إطلاق سراح الرهائن والأسرى، باعتبارها السبيل الوحيد لخفض التصعيد والأساس الذي سيؤدي إلى إقرار التهدئة المطلوبة في هذا الظرف الحرج بالإقليم.
فيما اعتبرت وزارة الخارجية الأردنية، في بيان لها، أن الهجوم على إيران “خرق للقانون الدولي وانتهاك لسيادتها، وتصعيد خطير يدفع باتجاه المزيد من التوتر في المنطقة”.
وأكدت على “رفض المملكة المطلق للتصعيد الخطير في المنطقة ولانتهاكات القانون الدولي، محذرا من الانزلاق إلى صراعٍ يهدد استقرار المنطقة والأمن الدولي”.
وطالبت المجتمع الدولي بـ”ضرورة تحمل مسؤولياته واتخاذ إجراءات فورية تفرض وقف العدوان الإسرائيلي على غزة والضفة الغربية ولبنان خطوة أولى نحو خفض التصعيد، ووقف خروقات إسرائيل للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، وحماية أمن المنطقة واستقرارها من التبعات الكارثية لاستمرار الاعتداءات الإسرائيلية”.
بدورها، دعت باكستان إلى اتخاذ خطوات فورية بمجلس الأمن لوقف “تهور” إسرائيل، مؤكدة أن الضربات الإسرائيلية على إيران تصعيد خطير في المنطقة، بحسب ما نقلت وكالة رويترز عن وزارة الخارجية الباكستانية.
وكأول رد فعل لها بعد الهجوم، حثت الولايات المتحدة إيران على التوقف عن مهاجمة إسرائيل لكسر دوامة العنف، وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي شون سافيت: “نحث طهران على وقف هجماتها على إسرائيل لإنهاء دوامة القتال من دون مزيد من التصعيد”.
وأضاف أن “ردهم (الإسرائيليين) كان دفاعًا عن النفس، وقد تجنب عمداً المناطق المأهولة وركز حصراً على أهداف عسكرية، خلافًا لهجوم إيران على إسرائيل الذي استهدف أكثر مدينة إسرائيلية تعدادًا بالسكان”.
وشدد المسؤول الأمريكي على أن الولايات المتحدة لم تشارك في الضربات الإسرائيلية، مؤكدًا أن “هدفنا هو تسريع المسار الدبلوماسي وخفض التصعيد في منطقة الشرق الأوسط”.
بدوره، قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إن إيران “يجب ألا ترد على الضربات الإسرائيلية”، وحث جميع الأطراف على ضبط النفس.
وفجر السبت، أعلن الجيش الإسرائيلي انتهاء الهجوم ضد إيران بعد أربع ساعات من بدايته، فيما أكدت إيران أنها تصدت بنجاح “لمحاولات الكيان الصهيوني مهاجمة بعض النقاط في طهران والبلاد”.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري، في مقطع مصور: “أستطيع الآن أن أؤكد أننا انتهينا من الرد الإسرائيلي على الهجمات الإيرانية ضد إسرائيل”.
من جهته، قال الدفاع الجوي الإيراني إن “الدفاعات الجوية تصدت لمحاولات الكيان الصهيوني مهاجمة بعض النقاط في طهران والبلاد”، بحسب ما نقلت وكالة أنباء “إرنا” الرسمية عن مسؤول العلاقات العامة في الدفاع الجوي الإيراني.
اترك تعليقاً