ابتدائية الرباط تدين المهداوي بالحبس النافذ والغرامة

أدانت المحكمة الابتدائية بمدينة الرباط، اليوم الإثنين، مدير نشر موقع “بديل” حميد المهداوي، بسنة ونصف حبسا نافذا، وتعويضا مدنيا لفائذة وزير العدل عبد اللطيف وهبي قدره 150 مليون سنتين.
وتابعت المحكمة الابتدائية بمدينة الرباط حميد المهداوي على خلفية شكاية تقدم بها وزير العدل عبد اللطيف وهبي.
وتوبع المهداوي ببث وتوزيع ادعاءات ووقائع كاذبة بهدف التشهير، بالإضافة إلى القذف والسب العلني.
وكان دفاع وزير العدل عبد اللطيف وهبي قد طالب بالحكم على المهداوي بأقصى العقوبات، وتعويض يصل إلى عشرة ملايين درهم.
تعليقات الزوار
السيد المسؤول الحكومي أحس بأن شخصه تعرض لإساءة لم يكن قادرا على التغاضي عنها، وطلب الإنصاف، بمعاقبة الصحفي وتغريمه غرامة ثقيلة. فهو إذن تصرف بصفته الشخصية وليس باعتباره رئيس جهاز حكومي يتصرف باسم الجهار الذي يرأسه. فليسمح لي إذن السيد المسؤول الحكومي الموقر – طبعا – بملاحظات وأسئلة بديهية وبسيطة: - أين يضع السيد المسؤول الحكومي متابعته لصحفي، عن عمل صحفي لم يرقه، أفي جانب ما يراه أصالة يحق للبلد أن يتمسك بها ويعتز بها، أم في جانب ما يعتبره أصالة يريد للبلد أن يكرسها ويستزيد منها؟ - لما كان موضوع الانتصاف شخصيا يخصه هو، فكيف ينظر إلى متابعة الصحفي دون أن يقدم الاستقالة من منصبه الحكومي درءا لكل شبهة تضارب في المصالح وتأثير لا ينبغي في سير العدالة: أهذا يندرج ضمن ما يراه أصالة يحق للبلد أن يتمسك بها ويعتز بها، أم ضمن معاصرة يريد للبلد أن يكرسها ويستزيد منها؟ - لما كان يريد الانتصاف لشخصه، لماذا لم يكن حريصا على ألا يمس بحرية الصحافة، فلم يتورع في المطالبة بإسكات صحفي بالحبس النافذ والغرامة الثقيلة، بدلا من المطالبة بالاعتذار عبر النشر الصحفي وبالدرهم الرمزي، فهل فعل ما فعل من باب ما يراه أصالة يحق للبلد أن يتمسك بها ويعتز بها، أم من باب ما يراه أصالة يريد للبلد أن يكرسها ويستزيد منها؟ - الصورة التي تعطيها عن البلد هذه المحاكمة والحكم الذي أسفرت عنه صورة لا تشرف البلد، إذ تجعله بلدا يمكن فيه لمسؤول حكومي أن يستقوي بمنصبه على صحفي بسيط، فيتابعه أمام القضاء، على عمل صحفي، ولكن ليس كصحفي وإنما كمجرم عادي، فيرسله للسجن ويدفعه للإفلاس بغرامات مبالغ فيها، فأين يضع السيد المسؤول الحكومي هذه الصورة، أفي ما يرياه أصالة يحق للبلد أن يتمسك بها ويعتز بها، أم ضمن معاصرة يريد للبلد أن يكرسها ويستزيد منها؟ قصة قصيرة: في حفلة الشواء، للحم رائحة يعرفها الجائع والمتخم، وللبلاستيك رائحة يعرفها الجائع والمتخم، لا أحد يستطيع أن يقنع الآخرين بخلاف ما يشمون. لقد علا الدخان وظهر المعدن.