التوفيق يرفض توجيه الشكاوى عبر “القنوات السياسية” ويشدد على حياد الأئمة

أعرب وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، عن رفضه لجوء بعض الأئمة إلى “قنوات سياسية” للتظلم إلى الوزارة، مضيفا أن من أهم ما نص عليه الظهير الشريف المنظم للأئمة هو الحياد.

وأضاف التوفيق، تفاعلا مع مداخلة للمستشارة البرلمانية فاطمة الحساني التي نقلت شكوى أحد الأئمة إلى الوزير خلال مناقشة ميزانية القطاع بلجنة الخارجية والدفاع الوطني بمجلس المستشارين اليوم الأربعاء، (أضاف) قائلا: “الإمام الذي ذكرت أنه يشتكي بأنه مظلوم، زوّدني اسمه ورقمه وسأتصل بك بخصوص تظلمه، وإن كان هناك ظلم فعلاً سنرفعه عنه”.

لكن التوفيق أكد أن القنوات الوحيدة التي يجب أن يستعملها الأئمة الذين لديهم صفحات على وسائل التواصل الاجتماعي هي مندوبو الوزارة والملتمسون، بالإضافة إلى الظهير الشريف الذي ينص على رفع الشكاوى إلى المجلس العلمي.

وتابع قائلا: “لكن لا أريد أن تُبعث الشكاوى عبر قنوات سياسية، لماذا؟ لأن الإمام اليوم معك وغدا مع آخر. والأئمة، حسب الظهير الشريف، يفترض فيهم أن يكونوا أئمة للجميع، للمجتمع والأمة. ومن يريد أن يتقدم للإمامة يجب أن يكون في دفاع الله، بعضهم لبعض”.

وأردف قائلا: “عندما نحضر خطبة إمام في أحد المساجد، فإن جميع الأشخاص من أحزاب مختلفة يحضرون ويستمعون للخطبة، ويخرجون من المسجد وقد استفادوا، لكن لن يخرج أحدهم قائلاً: ماذا قال هذا الإمام”.

من جهة أخرى، روى الوزير أحمد التوفيق قصة الإمام سي عبد الله الوزاني، الذي كان يجيد اللغة الفرنسية ويخطب بها. وأوضح التوفيق أن الملك، أثناء زيارته لإثيوبيا ومنها إلى مدغشقر، تلقى معلومات تفيد بأن المسيحيين هناك يرون في زيارته دعما للمسلمين، الذين كانوا يشكلون 10% من السكان وكانوا الأضعف والأفقر بينهم.

وأضاف التوفيق أن الملك أراد تصحيح هذه المغالطات لدى المسيحيين، فكلف الإمام الوزاني بإلقاء خطبة باللغة الفرنسية، ليتمكن الجميع في مدغشقر من فهم مضمونها. وتابع قائلا: “الوزاني ألقى الخطبة باللغة الفرنسية وسمعها كل مدغشقر، وفهمها الجميع”. وختم بالقول: “قال له الملك: دكشي اللي درتي هو اللي بغينا”.