الغلوسي: المغاربة طبعوا مع الفساد ولغة وهبي دليل على التراجع الديمقراطي

اعتبر محمد الغلوسي، رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، أن الفساد في المغرب أصبح “بنيويا” ولا يمكن فصله عن مفهوم الديمقراطية، مبرزا أن الفساد يشكل إشكالية كبيرة تتعلق بتعثر مشروع الانتقال الديمقراطي في البلاد، مشيرا إلى أن الدول التي تعيش في ظل الاستبداد تشهد توسعًا في رقعة الفساد، بينما تسعى الدول الديمقراطية إلى الحد منه.
جاءت تصريحات الغلوسي خلال ندوة نظمت بمقر حزب فيدرالية اليسار الديمقراطي في الدار البيضاء، أمس السبت، تحت عنوان “مبادرات لمحاربة الفساد: سرطان ينهك المجتمع ويعطل التنمية”، مؤكدا أن القوى التي كانت تدافع عن الديمقراطية في المغرب تعرضت لمختلف أشكال العنف، بما في ذلك الاعتقالات والتعذيب، معتبرا إلى أن “اللغة التي يتحدث بها وزير العدل بشأن قانون المسطرة الجنائية دليل على تراجع الديمقراطية في البلاد”.
وأضاف الغلوسي أن واقع الأحزاب السياسية في المغرب يعكس التراجع الديمقراطي، مبرزا أن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أصبح “مجرد ملحقة لحزب إداري”، ما يدل على نجاح بعض الجهات في “ترويض السياسيين والمنتخبين”، مشدد على أن هناك جهات تسعى لتحويل النيابة العامة إلى أداة تشتغل وفق رغبات بعض الجهات الإدارية، رغم أن الدستور المغربي ينص على مبدأ فصل السلطات.
وفيما يتعلق بقطاع التعليم، نوه الغلوسي إلى أن البرنامج الاستعجالي للتعليم، الذي خُصصت له ميزانيات ضخمة، لم يُحاسَب أي وزير أو مسؤول ساهم في إفشاله حتى اللحظة. واعتبر أن المنظومة الحالية حولت “مفهوم الفساد إلى حق داخل المجتمع المغربي”، وهو ما يشكل “مصيبة كبرى تنخر جسد الديمقراطية”.
وشدد الغلوسي على أن “المجتمع المغربي قد طبع مع الفساد في مختلف تجلياته وصوره، حتى أن بعض الجهات تتباهى به”، مشيرا إلى ضرورة محاربة الفساد في المجتمع، مضيفا: “نحن مستعدون لتقديم تضحيات كبيرة لوقف هذا النزيف”.
اترك تعليقاً