شقوق أرضية تهز مقاطعة البرنوصي وترفع مطالب التحقيق في “فساد” الصفقات العمومية

أظهرت التساقطات المطرية التي شهدتها مدينة الدار البيضاء في الأيام الأخيرة ضعف البنية التحتية في منطقة البرنوصي، حيث ظهرت تشققات خطيرة في الشارع الممتد من استوديو ياسين إلى متاجر القرب، مما تسبب في انهيار أجزاء واسعة من هذا الطريق.

وأثارت هذه الواقعة، التي وصفها بعض المراقبين في المنطقة بـ”الفاجعة”، استياء الساكنة التي تخوّفت من تداعيات الحادث وتأثيره على المنازل والإقامات السكنية، في ظل صمت المجالس المنتخبة عن هذه “الفضيحة” المدوية التي هزّت أركان مقاطعة سيدي البرنوصي وجماعة الدار البيضاء تحت قيادة نبيلة الرميلي.

وطالب أعضاء مجلس مقاطعة سيدي البرنوصي بالعاصمة الاقتصادية بفتح تحقيق في الواقعة، التي تشير إلى وجود فساد على مختلف المستويات، وكذلك مراجعة الصفقات المتعلقة بالبنية التحتية، مع ضرورة تشكيل لجنة مختلطة لمراقبة المصانع والمستودعات السرية.

وقال عصام الگمري، النائب الأول لرئيس مقاطعة سيدي البرنوصي: “ما وقع أمس السبت بمنطقة البرنوصي هو فاجعة كبيرة وفضيحة من العيار الثقيل، حيث أصبح من الضروري فتح تحقيق إداري وقضائي من طرف الجهات المعنية لضبط المسؤولين عن هذه الاختلالات والتجاوزات التي مست البنية التحتية بالمنطقة”.

وأضاف الگمري، في تصريح لجريدة “العمق المغربي”، أن “هذا الأمر سبق أن نبهنا إليه، حيث إن هذا الممر الخاص بالمياه العذبة يهدد سلامة ساكنة البرنوصي، وكان من الممكن أن يتسبب في كوارث كبيرة، واليوم تحقق ما كنا نحذّر منه، إذ قد تؤدي هذه الهشاشة إلى انهيار أسواق القرب التي تم تشييدها من طرف عامل المنطقة”.

وتابع المتحدث ذاته: “هذه الفاجعة ليست إلا عنوانا صغيرا للفساد الذي يضرب مقاطعة البرنوصي بالدار البيضاء. وهذا الفساد يتجلى في وجود مكان بمنطقة أهل الغلام قرب ‘القشلة’ حيث يتم تجميع المواد الناتجة عن اقتلاع الزفت واحتلال الملك العمومي، ليُعاد طحنها وبيعها بـ900 درهم، مع احتساب تكاليف النقل، وهو ما تم توثيقه بالصور والفيديوهات”.

وأشار النائب الأول لرئيس مقاطعة سيدي البرنوصي إلى أن “هذا يُعرف في الصفقات العمومية بعبارة “إذا أردت تحقيق الربح، دير غير توفنا من المطحون غادي تربح بوعزة”، مشيرا إلى أن هناك خرابا في أحياء طارق ومنصور ومباركة وغيرها، حيث تعيش هذه المناطق على وقع الهشاشة والاستهتار من طرف المسؤولين”.

وزاد قائلًا: “هذا الخراب ناتج عن منح تراخيص لمعامل غير قانونية لم تحترم دفاتر التحملات ولا القوانين المعمول بها، وقد نبهنا إلى هذا الأمر مرارًا عبر مراسلات رسمية”، مؤكدًا أن “نفس الوضع وقع في بلوك ‘السلاوي’، حيث أدى الضغط إلى انهيار الشارع في الساعات الماضية”.

وخلص الگمري إلى القول: “مقاطعة البرنوصي أصبحت تعاني من تفشي الفساد على جميع الأصعدة والمستويات، حتى باتت تُعرف كقلعة للفساد، إذ يتم فيها تصدير جميع المواد المغشوشة من مستودعات غير مرخصة، إضافة إلى المشاكل المرتبطة بشبكة الصرف الصحي، والتي تجلت مؤخرًا في خروج كميات كبيرة من المواد العادمة من إحدى القنوات”.