تحقيق أمريكي: إيران دربت مقاتلين من انفصاليي البوليساريو لتعويض خسائرها في سوريا

كشف تحقيق ميداني لصحيفة واشنطن بوست عن تغيرات عميقة في خريطة التهريب والسيطرة الإقليمية بعد سقوط نظام بشار الأسد، خاصة بالنسبة لإيران وحليفها حزب الله. فعلى امتداد الحدود السورية اللبنانية، تحاول القوات الحكومية الجديدة بقيادة أحمد الشرع قطع شرايين التهريب التي كانت إيران تستخدمها لإيصال الأسلحة، المخدرات، والأموال إلى ميليشياتها.
وأمام ما وصفته الصحيفة بـ”الانهيار السريع” لما كان يُعرف بـ”الجسر البري” الإيراني الممتد من طهران إلى بيروت، دفعت الخسائر العسكرية واللوجستية إيران إلى الاستعانة بجماعات متطرفة لتعويض نفوذها المفقود. وتشير مصادر أمنية أوروبية وإقليمية إلى أن طهران بدأت بالفعل في دعم جماعات سنية متشددة، بما فيها فصائل مرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية، بهدف زعزعة الحكومة السورية الجديدة وخلق بؤر توتر بديلة.
وكشف التقرير أن النفوذ الإيراني لم يتوقف عند القوى التقليدية، إذ دربت مقاتلين من جبهة البوليساريو الإنفصالية التي تتواجد بمخيمات تندوف التابعة للجزائر. وأشار التقرير الذي نشرته الصحيفة الأمريكية إلى اعتقال المئات من مرتزقة البوليساريو من قبل قوات الأمن السورية الجديدة، وفقا لمسؤول إقليمي ومسؤول أوروبي تحدثا للصحيفة.
وليست هذه المرة الأولى التي تكشف فيها صحف ومجلات دولية عن هذا الدعم الإيراني لميليشيات البوليساريو. فقد سبق لصحيفة “دي فيلت” الألمانية، في نونبر 2023، أن أعلنت أن إيران تعمل على مد نفوذها في شمال أفريقيا عبر الدعم العسكري لجبهة البوليساريو مستغلةً سفارتها في الجزائر، الدولة التي تحتضن الحركة الانفصالية في أراضيها.
وكشفت كريستين كنشي في مقال للصحيفة الألمانية أن تقارير أجهزة الاستخبارات الغربية والمحققين أظهرت أن طهران تعمل على توسيع نفوذها منذ عدة سنوات عبر شبكة عالمية من الميليشيات تدعمها بالسلاح والمال والتدريب لتستغلها لصالحها ضد الغرب ككل، والولايات المتحدة وإسرائيل على وجه الخصوص.
وحصلت دي فيلت على تسجيلات ونصوص المحادثات الهاتفية بين ممثلي البوليساريو وعميل يقول إنه جهة اتصال لحزب الله من ساحل العاج يدعى مصطفى محمد الأمين الكتاب، وهو ضابط اتصال البوليساريو في سوريا والمسؤول عن الشرق الأوسط.
وكشفت دي فيلت في بداية العام عن شبكة حوالات تعمل انطلاقاً من إسبانيا ومخيمات تندوف في الجزائر وتحافظ على اتصالات وثيقة مع جبهة البوليساريو وإيران ولبنان وحزب الله.
وأضافت أن إيران تخفي مساعداتها المالية لحزب الله وحماس، وربما أيضاً لجبهة البوليساريو، بمساعدة شبكات الحوالة التي يكاد يكون من المستحيل تتبع تدفقاتها النقدية.
وكانت السلطات المغربية قد اتهمت إيران بدعمها للجبهة الانفصالية وارتباط دبلوماسيين إيرانيين في الجزائر بـ“البوليساريو”، وهي الاتهامات التي وجهتها المملكة المغربية لإيران وقررت على إثرها قطع علاقاتها مع طهران.
وأعلن وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي، ناصر بوريطة، سنة 2018 أن الرباط قررت إغلاق سفارة إيران وطرد سفيرها بالرباط، متهماً حزب الله اللبناني بالضلوع في إيصال الأسلحة إلى البوليساريو، قائلاً: “لدينا أدلة على تورط إيران في دعم البوليساريو”.
واعتبر بوريطة أن إيران أضحت هي “الراعي الرسمي للانفصال ودعم الجماعات الإرهابية في عدد من الدول العربية، عبر تسهيل حصولهم على أسلحة متطورة، فضلاً عن تدخل طهران في الشؤون الداخلية للدول العربية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر عن طريق جماعات إرهابية مسلحة”.
وأوضح بوريطة في وقت سابق أن “طهران، بتبنيها لفاعلين غير حكوميين مسلحين، أصبحت تهدد السلم الإقليمي والدولي، عن طريق حصول هؤلاء الفاعلين على أسلحة وتقنيات متطورة، على غرار طائرات الدرون، مشيراً إلى أن المغرب بدوره يعاني مما تقوم به إيران”.
تعليقات الزوار
مجرد تساؤل (1) وماذا عن مملكة تدعي العراقة والشرف !!!؟؟؟؟ في مقال نشرته " elindependient" يوم:11/04/2025، تحت عنوان:"من القنب إلى الطائرات بدون طيار: الوجه الحقيقي للمغرب في منطقة الساحل"، جاء فيه ما نصه: "إن العلاقة بين الاتجار بالمخدرات والأسلحة والجماعات المسلحة موثقة جيدا، والمغرب يشكل جزءا أساسيا من هذه البيئة الغامضة. ومن ناحية أخرى، من المثير للسخرية أن نرى دولة تتهمها تقارير عديدة (بما في ذلك تقارير مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة) بأنها المصدر الرئيسي لراتنج القنب في العالم تقدم نفسها باعتبارها ركيزة أساسية في مكافحة الإرهاب والاستقرار. إن العلاقة بين الاتجار بالمخدرات والاتجار بالأسلحة والجماعات المسلحة موثقة جيدا، والمغرب جزء مركزي من هذه البيئة الغامضة." انتهى الاقتباس وفي تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات و الجريمة (UNODC)، جاء فيه ما نصه: “تواصل إنتاج وتدفق القنب الهندي والحشيش بصورة منتظمة ومستقرة من المغرب نحوى دول الجوار والساحل، يسهم في تمويل الجماعات المسلحة في المنقطة ويهدد بزعزعة استقرار المنطقة بسبب تشابك المصالح بين عصابات الاتجار بالمخدرات والجماعات الإرهابية التي تنشط في المنطقة حيث توفر الجماعات الإرهابية الغطاء الأمني للمهربين مقابل حصة من تهريب المخدرات” انتهى الاقتباس.