الجزائر تلبس نادي قسنطينة عباءة السياسة قبل مواجهة بركان

حظي النادي الرياضي لقسنطينة الجزائري، الملقب بـ”السياسي”، باستقبال رسمي غير مسبوق قبل دخوله معسكره التدريبي المغلق استعدادا لمواجهته المرتقبة أمام نهضة بركان المغربي في نصف نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية، في أجواء طغى عليها الطابع السياسي أكثر من الرياضي.
الوفد الذي قاده رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، وليد صادي، ورافقه عدد من أعضاء المكتب الفيدرالي، لم يكتفِ بالزيارة الميدانية، بل شارك في مأدبة عشاء رسمية أقامها والي ولاية قسنطينة، حضرها مسؤولو النادي وشخصيات مدنية وعسكرية، في مشهد عكس حجم الرهان الذي تجاوز حدود الرياضة.
الخطاب الموجه للفريق خلال الزيارة، والذي حمل نبرة تعبئة وطنية مبالغ فيها، نقل معها رسالة تحفيزية عن الرئيس تبون، مما أثار موجة من الانتقادات، بعدما شبّه بعض المتابعين ما قيل للاعبين بخطاب موجه لجنود على مشارف معركة تحرير، وليس لفريق يستعد لخوض مباراة كرة قدم. ووصلت التعليقات الساخرة إلى حد التهكم بأن “السياسي ذاهب لتحرير فلسطين لا لمواجهة بركان”، وهو ما يعكس حجم الضغط المعنوي الذي وُضع على عاتق اللاعبين.
وتأتي هذه التعبئة الرسمية بعد عام واحد من الإقصاء الذي تعرض له اتحاد العاصمة أمام نهضة بركان، في مباراة رافقتها أزمة “قميص الخريطة المغربية”، ما جعل المواجهة الحالية تأخذ أبعادا أبعد من مجرد مباراة في نصف نهائي قاري.
ولم تتوقف مظاهر الدعم عند الجانب المعنوي فقط، إذ قامت الاتحادية الجزائرية بتأمين طائرة خاصة من شركة إسبانية لتسهيل سفر الفريق إلى المغرب، دون المرور عبر تونس، في ظل غياب رحلات مباشرة بين البلدين. كما تكفلت بمصاريف الرحلة وتولت الإجراءات الإدارية اللازمة للحصول على ترخيص الهبوط فوق الأراضي المغربية.
من المرتقب أن تغادر بعثة شباب قسنطينة نحو مدينة بركان يوم الجمعة المقبل، عقب انتهاء المعسكر التحضيري في مركز سيدي موسى بالعاصمة الجزائر، على أن تُجرى مباراة الذهاب يوم الأحد بداية من الساعة الثامنة مساء، في ملعب بركان البلدي.
ورغم محاولات التخفيف من الضغط، يرى مراقبون أن الأجواء المشحونة قد تلقي بظلالها على استعداد الفريق وتركيزه، خاصة في ظل ربط المواجهة بخلفيات سياسية تعقّد المشهد الرياضي أكثر مما تخدمه.
اترك تعليقاً